شبكة قدس الإخبارية

طلاب في جامعة كولومبيا يتحدون ترامب: مقنّعون ويحملون أسماء وهمية متضامنون مع فلسطين 

٢١٣

 

IMG_8809

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: يعتزم طلاب في جامعة كولومبيا في نيويورك إعادة إقامة معاقل احتجاج مؤيدة لفلسطين داخل حرم الجامعة خلال اليومين المقبلين، بحسب ما أفادت شبكة NBC الأميركية. وتأتي هذه الخطوة بعد نحو عام من إقامة الطلاب حوالي خمسين خيمة في الحرم الجامعي، ما حول تلك المعاقل إلى رمز للحراك المناهض للاحتلال الإسرائيلي، وذلك قبل فترة من التراجع النسبي في وتيرة الاحتجاجات إثر التدابير الصارمة التي تبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضدها.

وأفاد التقرير أن أكثر من مئة شخص شاركوا في الاجتماع التحضيري لإقامة المعاقل، حيث ارتدى جميعهم أقنعة واستخدموا أسماء حركية لإخفاء هوياتهم. ووفقًا للخطة، من المتوقع أن يُقام التجمع الأول في الحرم الجامعي الرئيسي في مانهاتن في وقت لاحق من اليوم، بينما سيُقام تجمع آخر، أكبر حجمًا، غدًا في حرم جامعي تابع للجامعة. ويخطط المنظمون فض التجمع اليوم قبل دخول قوات الشرطة، فيما يعتزمون ترك تجمع الغد قائمًا بشكل دائم حتى لو ترتب على ذلك تنفيذ اعتقالات.

من جهتها، أكدت جامعة كولومبيا رفضها إقامة هذه التجمعات، مشيرة إلى أنها تتعارض مع سياسات الجامعة، وقد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية ضد المشاركين فيها. وأوضحت الجامعة أنها ستسعى إلى إنهاء التجمعات فورًا، وستفرض عقوبات على كل من يرفض مغادرة المكان. وقال المتحدث باسم الجامعة: "نحن نركّز على حماية أمن المجتمع وضمان استمرارية الأنشطة الأكاديمية، ونتابع عن كثب أي اضطرابات محتملة".

هذا التحرك يُعدّ مؤشرًا على تصعيد جديد محتمل في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأميركية، في وقت تخضع فيه هذه الأنشطة لرقابة مشددة من إدارة ترامب، التي سبق أن أطلقت وعودًا وإجراءات صارمة لقمع هذا النوع من التعبير الطلابي.

في الأسابيع الأخيرة، قاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حملة شاملة ضد الجامعات الأميركية بدعوى مواجهة "التطرف الأكاديمي" و"الخطاب المعادي لإسرائيل"، غير أن كثيرين رأوا فيها محاولة واضحة لقمع حرية التعبير، لا سيما ما يتعلق بالحراك الطلابي المؤيد لفلسطين. شكلت الجامعات، وفي مقدمتها جامعة كولومبيا، مركزًا لحراك متنامٍ ينتقد سياسات الاحتلال يدعو إلى مقاطعة الاحتلال، ما أثار غضب الإدارة الأميركية حينها.

في هذا السياق، استخدم ترامب سلطاته لتجميد مخصصات تمويل فيدرالية لبعض الجامعات، على خلفية اتهامها بـ”التقاعس” في التعامل مع ما وصفته إدارته بـ”التحريض المعادي للسامية”، وهو توصيف طالما جرى استخدامه لتجريم أي تعبير ناقد للاحتلال الإسرائيلي. في حالة جامعة كولومبيا، فرضت الإدارة سابقة غير معهودة بتجميد مبلغ 400 مليون دولار من تمويل الأبحاث، وفرضت شروطًا مشددة شملت حظر ارتداء الأقنعة خلال المظاهرات، وزيادة الإجراءات الأمنية، والحد من بعض أشكال التعبير داخل الحرم الجامعي.

هذه التدابير أثارت جدلًا واسعًا بين المدافعين عن حرية التعبير، معتبرين أن ما يحدث هو تسييس للجامعات وضرب لحيادها الأكاديمي، ومحاولة لإخضاعها لرقابة سياسية تتعارض مع أسس الحياة الجامعية الحرة. ومع تصاعد الحراك الطلابي مجددًا، يبدو أن الجامعات الأميركية ستكون مجددًا على خط المواجهة الأول بين حرية التعبير وضغوط السلطة.