إيران - شبكة قدس الإخبارية: كشف تقرير على صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن خطة إسرائيلية وضعتها الدوائر السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، لتوجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني.
وذكرت "نيويورك تايمز" في تقرير أعده عدد من الصحفيين بينهم الصحفي والمختص الإسرائيلي في الشؤون الأمنية والاستخباراتية، رونين بيرغمان، أن ترامب تراجع عن تبني الخطة التي وضعتها حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية لضرب إيران، بعد خلافات داخل أركان إدارته.
وأشارت إلى أن انقساماً في الرأي شهدته إدارة الرئيس الأمريكي ترامب حول هذه الخطة، بين مؤيد للتوجه نحو الخيار العسكري لتدمير المشروع النووي الإيراني مثل قائد القيادة المركزية الأمريكية، مايكل كوريلا، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز اللذين ناقشا تقديم الدعم للعملية الإسرائيلية، بينما رأت مسؤولة جهاز الاستخبارات ونائب الرئيس أن الهجوم سيفجر صراعاً في الشرق الأوسط.
وذكر التقرير أن الخطة قررت حكومة الاحتلال تنفيذها في شهر أيار/ مايو المقبل، قبل أن يتراجع ترامب ويقرر التوجه إلى الخيار الدبلوماسي، في هذه المرحلة، من خلال فتح خط مفاوضات غير مباشرة مع إيران، وهو ما تحقق فعلياً في العاصمة العمانية مسقط، بداية الأسبوع الحالي.
وكشفت "نيويورك تايمز" أن خطة ضرب إيران تضمنت عمليات قصف جوي وإنزالات جوية لقوات "الكوماندوز"، بدعم أمريكي، والهدف منها هو تأخير المشروع النووي الإيراني لمدة سنة على الأقل، وأشارت إلى أن ترامب استدعى نتنياهو إلى البيت الأبيض وأبلغه رفضه الموافقة على الخطة.
خلال زيارته لدولة الاحتلال أبلغ الجنرال كوريلا مسؤولين في حكومة الاحتلال أن البيت الأبيض يريد "تعليق خطة الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وفقاً للتقرير، وفي 3 نيسان/ إبريل اتصل نتنياهو بترامب الذي رفض مناقشة الخطة عبر الهاتف وطلب منه الحضور إلى الولايات المتحدة وهناك أخبره عن بدء المفاوضات مع إيران.
ورغم توجه ترامب نحو الخيار الدبلوماسي، في هذه المرحلة، مع إيران إلا أنه لم يتوقف عن التهديد بالعودة للخيار العسكري في حال "فشل المفاوضات"، حسب تعبيره، وأكد المسؤولون في إيران بينهم القائد الأعلى علي خامنئي أن القوات المسلحة الإيرانية ستبقى في حالة تأهب للتصدي أو الرد على أي هجوم محتمل، في ظل النوايا الاحتلال العدوانية والحشد العسكري الأمريكي الكبير في المنطقة.
ومنذ سنوات أعلن نتنياهو أن هدفه الاستراتيجي هو توجيه ضربة للمشروع النووي لإيران، وعملت استخبارات الاحتلال على اغتيال علماء وباحثين إيرانيين، وتنفيذ عمليات ضد منشآت استراتيجية إيرانية في إطار العمل الاستخباراتي السري، فيما عرف باسم "حرب الظلال"، قبل أن تخرج المواجهة بين الطرفين إلى الصدام المباشر، بعد حرب الإبادة الجماعية في غزة، وتؤكد تحليلات ومصادر صحفية مختلفة أن دولة الاحتلال تعمل على توجيه ضربة لإيران ضمن مشروعها الكبير للمحاولة للسيطرة على المنطقة بدعم أمريكي.
وفي سياق متصل بالخلافات داخل دولة الاحتلال، أثار التقرير انتقادات إسرائيلية من جانب محللين وصحفيين بعضهم محسوب على ما يعرف بـ"اليمين الإسرائيلي" الذين اتهموا أجهزة أمن الاحتلال بينها "الشاباك" بالتعامل بازدواجية مع قضايا التسريبات، واعتبروا أن برغمان سرب خطة الهجوم على إيران، في التقرير الذي شارك فيه على "نيويورك تايمز"، ويجب أن يعتقل ويخضع للمساءلة، بعد أيام من اعتقال "الشاباك" عنصراً فيه سرب معلومات لصحفيين ووزراء في حكومة الاحتلال من "اليمين".