خاص - شبكة قدس الإخبارية: "يا أهلنا في غزة، بإذن الله ملتقانا في ساحات الأقصى، وإن نصرنا بإذن الله قريب..."، بهذه الكلمات توجه الشهيد مروح ياسر خزيمية لأهالي قطاع غزة، عندما تحرر من سجون الاحتلال في الصفقة الأولى بين المقاومة والاحتلال في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023.
"يا أهلنا في غزة، ملتقانا في ساحات الأقصى، الله ينصركم.. فرحة ولكن ثمنها كبير"..
مقابلة سابقة مع الشهــيد المشتبك مروح ياسر خزيمية الذي ارتقى صباح اليوم في قرية مسلية جنوب جنين برفقة الشــهيد محمد زكارنة. pic.twitter.com/gxujMRNVyI
كان خزيمية أحد الأشبال الذين تحرروا بتلك الصفقة، بعد أن تعرض للقمع والتنكيل كسائر الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذي حمل لواء الوفاء للمقاومة والتحق بصفوفها كالعديد من الأشبال الذين ساروا بدرب المقاومة واستشهدوا وفاءاً لقطاع غزة.
وفي حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس"، قال والد الشهيد أن نجله تحرر في صفقة التبادل الأولى، لتبدأ رحلة مروح مع المطاردة، التي انتهت باستشهاده.
وأكد أن قوات الاحتلال اعتقلته واحتجزته لعدة أيام في سجن مجدو، للضغط على الشهيد لتسليم نفسه.
اشتباك حتى الشهادة
وكان الشهيد خزيمية قد خاض اشتباكاً مسلحاً برفقة الشهيد محمد زكارنة، أحد منذين عملية الفندق قبل ثلاثة شهور، في مغارة بين بلدتي قباطية ومسلية جنوب جنين.
وأظهر مقطع فيديو مشاهد انتشال جرافة الاحتلال لجثمان شهيد والتنكيل به، بعد انتهاء الاشتباك.
وزعمت مصادر عبرية أن جيش الاحتلال اغتال المنفذ الثالث لعملية الفندق شرق قلقيلية قبل شهور بعد الاشتباك معه في قرية مسلية جنوب جنين.
وتسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى قرية مسلية جنوب جنين، وحاصرت مقاومين داخل مغارة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة.
وأطلقت قوات الاحتلال قذائف الأنيرجا اتجاه المنطقة المحاصرة في بلدة المسلية.
أشبال ترعرعوا على إرث المقاومة
لم يكن الشهيد مروح خزيمية أول الأشبال الذين تحرروا بصفقة التبادل الأولى من سجون الاحتلال، وساروا في ركب مقاومة الاحتلال، فقد سبقه بذلك كوكبة من الأشبال الذين انضموا إلى مجموعات المقاومة ونفذوا عمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية.
جاءت صفقة التبادل التي حدثت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بداية إنطلاق الشهداء الثلاثة بالعمل المقاوم، والذين كانوا من ضمن الفتية "الأشبال" المحررين في هذه الصفقة، حيث كان الشهيد جبريل قد قضى عاماً كاملاً في الأسر وكان يقضي حكماً بالسجن لمدة 20 شهر، كذلك الشهيد طارق داود الذي أمضى عاماً كاملاً في سجون الاحتلال، أما الشهيد وائل مشة فقد تحرر بالصفقة أيضاً بعد عام من الاعتقال.
لم تكن الحرية من زنازين الاحتلال نهاية الرحلة للفتية، فمنذ اللحظات الأولى لتحررهم كان إعلانهم بالوفاء للمقاومة ولشهداء قطاع غزة هو فاتحة حديثهم، وكأن انتزاع الحرية جاء إيذاناً ببداية مرحلةٍ جديدة يفتتحونها.
وبعد التحرر بفترةٍ قصيرة بدأت ملاحقة جيش الاحتلال لجبريل وطارق بشكلٍ علني عقب تصاعد النشاط المقاوم ضد الاحتلال في مدينة قلقيلية شمال الضفة المحتلة، في حين أصبحت قوات الاحتلال المقتحمة للمدينة عرضة لعمليات إطلاق نارٍ متكررة وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع، ومنذ البداية أشارت مخابرات الاحتلال للشبلين بالضلوع في أنشطة المقاومة، ليُصبحا في عداد المُطاردين إلى جانب ثلةٍ من الشهداء، فيما أعلنا انتمائهما لكتائب الشهيد عز الدين القسام.
ومنذ ذلك الحين تعرضت عائلتي الشهيدين لسلسلة من التنكيل والاعتقال من جيش الاحتلال للضغط على أبنائهم بتسليم أنفسهم، حيث تم اقتحام منازلهم وتحطيم محتوياتها عدة مرات، فضلاً عن تكرار الاعتقالات والتنكيل بوالديهما ومعارفهما، حتى بلغت مجموع الاقتحامات 15 مرة.
أما وائل مشة فكان الالتحاق بمجموعات المقاومة في مخيم بلاطة مصيره، فبات من مطاردين كتائب الشهيد عز الدين القسام في المخيم، ثم ضمن قوائم المطلوبين للاحتلال وأجهزته الاستخباراتية.
بهذا كانت رحلة الشهداء من الأسر إلى المطاردة ليكونوا مُطارِدين للاحتلال من خلال تنفيذهم للعديد من عمليات إطلاق النار التي استهدفت الشوارع الاستيطانية، كشارع 55 شرق قلقيلية، والتصدي لاقتحامات جيش الاحتلال.