شبكة قدس الإخبارية

البوابات الحديدية في الضفة الغربية.. من صناعة الفقر إلى اغتيال الكيانية السياسية

٢١٣

 

photo_2025-04-12_19-15-09

خاص - شبكة قُدس: لم يعدّ التنقل من بلدة لأخرى في الضفة يخلو من حاجز أو بوابة حديدية أو ساتر ترابي. 1000 حاجز وبوابة حديدية تقطّع أوصال الضفة التي أصبحت عبارة عن كانتونات صغيرة يعيش فيها أكثر من 3 مليون فلسطيني، وقد تصاعدت هذه السياسة في العام الماضي بشكل ملحوظ، مما أثر على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

موقع شبكة قدس رصدّ أهم البوابات الحديدية التي نصبتها قوات الاحتلال على مداخل البلدات والقرى والمخيمات والمدن الفلسطينية، والتي كانت على النحو التالي خلال عام 2025:

26 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس.

25 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على طريق زعترة/حوارة وعلى مدخل بيتا، وعلى حاجز عناب شرق طولكرم.

24 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل دير شرف غرب مدينة نابلس.

23 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على طريق"17" الرابط بين نابلس وبلدة عصيرة الشمالية.

5 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية عند المدخل الغربي لقرية بردلة في الأغوار الشمالية

19 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على المدخل الرئيسي لبلدة بيت فوريك شرق نابلس.

17 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية قرب مستوطنة "حومش" على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وجنين.

13 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.

28 يناير:  قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على شارع المقبرة في العوجا.

19 يناير:  قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية أسفل جسر أودلا جنوب نابلس.

18 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية في بلدة الخضر، تحت الجسر المؤدي لقرى العرقوب غرب بيت لحم.

18 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على المكعبات الفاصلة بين بلدة سلواد ويبرود شمال شرق رام الله.

18 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على المدخل الرئيسي لبلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت، وتواصل إغلاقه بالسواتر الترابية منذ أسابيع.

18 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة كفر مالك شمال شرق رام الله.

18 يناير:  قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية قرب حاجز جبع العسكري شمال شرق مدينة القدس المحتلة.

18 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة النبي الياس شرق قلقيلية.

15 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل نحالين الشمالي قضاء بيت لحم.

8 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة اماتين شرق قلقيلية.

8 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة الفندق شرق مدينة قلقيلية.

يتضح من التوثيق الذي أعده موقع شبكة قدس أن 19 بوابة حديدية نصبها جيش الاحتلال منذ بداية العام الجاري وحتى نشر هذا التقرير. لكن هذه الإحصائية لم تشمل البوابات التي نصبها المستوطنون حول أراض فلسطينية، كما حدث في بلدة كوبر شمال رام الله مطلع مارس الماضي.

أما خلال العام الماضي 2024، فقد وثّق موقع قدس أهم البوابات الحديدية التي نصبها جيش الاحتلال، وكانت على النحو التالي: 

21 ديسمبر: قامت قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين بنصب بوابة حديدية بالقرب من منازل الأهالي في خربة المفقرة بمسافر يطا بالخليل جنوبي الضفة الغربية.

17 ديسمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل المنشية جنوب بيت لحم.

11 ديسمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة بيت فوريك شرق نابلس

10 ديسمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابتين  حديديتين على مدخل ياسوف شرق سلفيت.

3 ديسمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية ومكعبات على مدخل بلدة دير عمار شمال غرب رام الله.

14 نوفمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية في منطقة المهلل غرب رام الله.

29 أكتوبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على تقاطع طرق يؤدي إلى أربع قرى جنوب نابلس.

12 سبتمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة ترمسعيا شمال رام الله.

6 سبتمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل المنشية جنوب بيت لحم.

1 سبتمبر: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية قرب جسر بيت كاحل لاستمرار إغلاق مدينة الخليل.

25 أغسطس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم

8 أغسطس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية تحت جسر جبارة جنوب طولكرم.

4 أغسطس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية بين قريتي يتما وقبلان جنوب نابلس.

23 يوليو: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على طريق جسر قبر حلوة، الرابط بين محافظتي بيت لحم والخليل مع شمال الضفة.

23 مايو: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على حاجز عناب شرق طولكرم.

24 أبريل: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على المدخل الشرقي لبلدة بزاريا الواقعة شمالي غربي مدينة نابلس.

1 أبريل: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على حاجز المربعة قرب نابلس.

28 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مفرق بلدة الساوية جنوب مدينة نابلس.

14 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية في المقطع الثاني لمنطقة جسر سلمان الفارسي جنوب نابلس، بحيث تكون بوابة للقادمين من مفرق بورين باتجاه جسر سلمان، وأخرى للقادمين من بلدة حوارة باتجاه جسر سلمان الفارسي.

13 مارس: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية في بلدة حوارة جنوب نابلس.

15 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل بلدة جوريش جنوب نابلس.

14 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل قرية بورين (مفرق بورين) جنوب نابلس.

14 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على المدخل الرئيسي لبلدة عقربا جنوب نابلس.

13 فبراير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على مدخل  بلدة قصرة قرب جنوب نابلس.

21 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية أسفل الجسر الواصل بين بلدتي النبي إلياس وجيوس شرق قلقيلية.

21 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على المدخل الرئيسي لمدينة قلقيلية.

3 يناير: قامت قوات الاحتلال بنصب بوابة حديدية على حاجز عطارة شمال رام الله.

ويتضح من الإحصائية التي وثقها موقع قدس، أن 26 بوابة حديدية نصبها الاحتلال في عام 2024، بينما في الأشهر الثلاثة من عام 2025 فقد شهد نصب الاحتلال لـ 19 بوابة وهو رقم قياسي مقارنة بالعام الماضي.  وإذا استمرت الوتيرة خلال العام الجاري، كما كان في الأشهر الثلاثة الأولى منه، فإنه من المتوقع أن يصل عدد البوابات التي يتم نصبها في 2025 حوالي 76 بوابة حديدية، أي بزيادة ما نسبته 290% عن العام الماضي.

وبحسب المعطيات المنشورة، فقد بلغ حواجز وبوابات الضفة الغربية التي نصبها الاحتلال حوالي 1000 حاجز وبوابة، موزعة على مختلف المناطق، تتصدرها منطقة الخليل بـ 229 حاجزا، وتليها منطقة نابلس بـ 148 حاجزا، ومنطقة رام الله بـ 156 حاجزا، والقدس بـ 82 حاجزاً، وسلفيت بـ 50 حاجزا، وقلقيلية بـ 53 حاجزاً، وأريحا بـ 32 حاجزا، وجنين بـ 24 حاجزا، وطولكرم بـ 27 حاجزا، وطوباس بـ 33 حاجزا، وبيت لحم بـ 65 حاجزا. فيما أن توزيع البوابات الحديدية خلال عام 2024 و2025 موضح في التوثيق أعلاه.

 

أهداف البوابات الحديدية

تعتبر البوابات الحديدية شكلا من أشكال احتلال الأرض الفلسطينية. ففي الانتفاضة الثانية قامت قوات الاحتلال بنصب البوابات الحديدية على المداخل الرئيسية الفاصلة بين الأراضي المحتلة عام 1948 وكذلك على المساحات الزراعية التي استولت عليها وضمتها وظلت تمنح المزارعين إمكانية الوصول إليها بموجب تصاريح خاصة. كما استخدمت البوابات الحديدية لعزل أحياء عن محيطها كما في حالة الجيب شمال غرب القدس. وأيضا في عزل بعض القرى التي يتطلب الدخول إليها بتصريح خاص كما في حالة بيت اكسا شمال غرب القدس، وأيضا النبي صموئيل.

لكن زيادة وتيرة البوابات الحديدية في العامين الأخيرين، يهدف بشكل أساسي لمنع كل أشكال التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو هدف سياسي. وكذلك تشديد الرقابة على حركة الفلسطينيين وتحديدها بأقل عدد ممكن من الجنود في ظل الاستنزاف الكبير في الكادر البشري في جيش الاحتلال. كما تهدف إلى تقييد أشكال التواصل الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي وهو ما يُذكر بأساليب الحكم العسكري للأراضي المحتلة عام 1948 حيث كان من غير الممكن التنقل إلا بتصاريح خاصة وأوقات محددة. من ناحية عملية فإن التنقل داخل الضفة الغربية أصبح وكأنه محكوما بتصريح تنقل ولكن من خلال بوابة أو حاجز، وهو ما يتوقع الإسرائيليون منه أن يؤثر على استعداد الناس للنضال والمقاومة، حيث تشكل البوابات والحواجز رادعا للنشطاء الذين يتوقعون الاعتقال عليها في أي وقت.

 

أثر البوابات الحديدية والحواجز

تشير تقديرات حديثة صادرة عن معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)، إلى أن الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية تتسبب في خسارة الاقتصاد الفلسطيني مئات آلاف ساعات العمل شهريًا، وتُثقل كاهل قطاع النقل بكُلف إضافية باهظة. وبحسب الدراسة، فإن الفلسطينيين في الضفة يخسرون يوميًا نحو 191,146 ساعة عمل بسبب الاضطرار إلى سلوك طرق بديلة جراء إغلاقات الاحتلال والحواجز العسكرية، ما يُترجم إلى أكثر من 4.2 مليون ساعة شهريًا، أي ما يعادل 526 يوم عمل على مستوى سوق العمل العام. وتُقدّر هذه الخسائر المالية بنحو 2.8 مليون شيقل يوميًا، أي ما يزيد عن 62 مليون شيقل شهريًا، بافتراض 22 يوم عمل في الشهر، وفقًا لمعدل الأجر البالغ 14.8 شيقل في الساعة. ويُظهر توزيع أماكن العمل أن حوالي 69.2% من العاملين يعملون ضمن نفس التجمع السكاني الذي يقيمون فيه، بينما يعمل 21% ضمن المحافظة نفسها ولكن خارج تجمعهم، فيما يعمل 9.8% في محافظات أخرى، ما يزيد من تأثير الحواجز على حركتهم اليومية.

توضح الدراسة أن المسافات الإضافية التي تضطر مركبات النقل العمومي لقطعها تُسفر عن استهلاك كميات كبيرة من الوقود، تُقدّر قيمتها بنحو 71 ألف شيقل يوميًا. ووفق حساباتهم، تستهلك هذه المركبات ما يقارب 3000 لتر من الوقود الإضافي يوميًا، أي نحو 66 ألف لتر شهريًا، بكلفة تصل إلى أكثر من 1.56 مليون شيقل شهريًا. وتستند هذه التقديرات إلى بيانات تقنية حول استهلاك الوقود، حيث تُعد غالبية المركبات العاملة في القطاع مزوّدة بمحركات ديزل سعة 2.0 لتر وتستهلك في المتوسط لترًا واحدًا لكل 13 كيلومترًا. وفي ظل سرعات متدنية تُقدّر بـ25 كلم/ساعة، يؤدي التأخير الناجم عن الحواجز إلى مسافات إضافية تتراوح بين 9.5 و17.5 كيلومترًا، حسب موقع الرحلة.

يتجاوز تأثير الحواجز والبوابات الحديدية البُعد الاقتصادي، تمثل هذه السياسة تمثل أداة بيد الاحتلال لفرض الهيمنة وتعميق الانفصال الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية. فهي لا تُقيّد فقط حرية التنقل، بل تعزز من اتساع رقعة المستوطنات وتُسهّل تحرك المستوطنين بحرية على حساب السكان الأصليين، وهذه السياسات تؤدي إلى زيادة معدلات البطالة وتدني الأجور، وتعطيل حركة البضائع، ما يُفاقم من تكاليف الإنتاج، ويؤدي أحيانًا إلى تلف السلع بسبب الانتظار الطويل، وتُعد جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لتكريس نظام فصل عنصري، عبر فصل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض، وفرض قيود صارمة على حرية التنقل داخل الضفة.