ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشف تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن 41 مقاوما من كتائب القسام تمكنوا من الدخول إلى مستوطنة "سديروت" في غلاف غزة من ثلاثة اتجاهات، في اليوم السابع من أكتوبر 2023، وقد تمكنوا من قتل 73 مستوطنا وجنديا، واستمرت المعركة بينهم وبين جيش الاحتلال لساعات طويلة قبل أن تنتهي داخل مركز شرطة المستوطنة.
ويشير التحقيق الذي نشرت نتائجه صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى مجموعة من الإخفاقات التي صعّبت التصدي للهجوم، بما في ذلك وجود وحدة طوارئ دون أسلحة طويلة، عدم إقامة غرفة عمليات، ونقص في حقائب الدفاع.
وقاد التحقيق نائب قائد الفرقة 36، نِتَاي أوكشي، الذي شارك في القتال داخل المستوطنة. وقد تبين من التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يكن مهيأ للهجوم، وفشل في حماية المستوطنة ولم يتمكن من توفير رد في الوقت المناسب. انتهت معظم المعارك بحلول الساعة 10:30 صباحًا، باستثناء المعركة في مركز الشرطة التي استمرت حتى صباح 8 أكتوبر، وقد استشهد 39 مقاوما وأسر اثنان.
وفقًا لنتائج التحقيق، فقد تم سحب الأسلحة الطويلة من أعضاء وحدة الطوارئ في "سديروت" في أغسطس 2022 على خلفية خلافات بيروقراطية بين اللواء الشمالي في فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال والبلدية في المستوطنة. لمدة عامين، لم تتدرب الوحدة، وفي 7 أكتوبر خرج أعضاؤها للقتال باستخدام المسدسات فقط.
ووفقا للتحقيق، لا يوجد في "سديروت" سور محيط أو بوابات، ومن بين 300 ملجأ، لم يُفتح 11 منها. في الذاكرة الإسرائيلية، كانت للمستوطنة أهمية دراماتيكية في صباح ذلك اليوم: الفيديو الذي يظهر سيارة نقل المقاومين وهي تسير في شوارع المستوطنة بعد بدء الهجوم كان أول توثيق يشير إلى طبيعة الهجوم وأبعاده. هذا الفيديو دفع قوات كبيرة للوصول إلى "سديروت" ظنًا أنها مليئة بالمقاومين، مما أثر على جبهات قتالية أخرى.
وأوضح التحقيق أن ألف جندي من جيش الاحتلال وصلوا إلى "سديروت" في تلك الساعات، ولكن لم تكن لديهم صورة واضحة عن الوضع الميداني ولم يكن هناك قيادة فعّالة. انهار نظام السيطرة بالكامل، ولم يتم تحذير المستوطنين من تسلل المقاومين، حيث كان معظمهم في الكنيس تحت انطباع أن الأمر يتعلق فقط بهجوم صاروخي. لو تم إعطاء تحذير في الوقت المناسب، كما يُقال في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان من الممكن إغلاق الطرق ومنع وصول المقاومين للأحياء.
وأشار التحقيق إلى ثلاث جبهات رئيسية للقتال: مركز الشرطة، منطقة "مول 7"، ومنطقة حي الأحوزة. بدأت أول عملية تسلل إلى المستوطنة في الساعة 6:58 صباحًا مباشرة إلى مركز الشرطة. في الساعة 7:00، تسلل فريق آخر من المقاومين إلى منطقة الصناعة، وفي الساعة 7:34، تسلل المقاومون إلى حي الأحوزة.
أما عن خطة حماس للسيطرة على "سديروت"، فقد كانت على النحو التالي: تسلل للمستوطنة، عزلها عبر كمائن على الطريق 232، وتدفق تعزيزات من المقاومين عبر سيارات النقل. إلى جانب الهجوم، تم إطلاق صواريخ شديدة الانحدار؛ سقط 41 صاروخًا على المستوطنة في ذلك اليوم، عشرة منها في غضون 45 دقيقة.
في الساعة 7:01، تسلل فريق من تسعة مقاومين من المدخل الشرقي للمستوطنة. تقدموا على طول شارع "بيغن" حتى مركز "مول 7" ومحطة القطار. بعد دقيقتين من التسلسل، تم قتل 13 جنديا كانوا يستعدون للذهاب في رحلة إلى البحر الميت، ووجدوا أنفسهم بالقرب من ملجأ لم يُفتح.
ولفت التحقيق إلى أن أكثر المعارك صعوبة حدثت في مركز الشرطة. في الساعة 6:58، تسلل إلى المستوطنة فريق من المقاومين كان هدفه هو المركز. في الساعة 7:03 بدأوا الهجوم على المركز، وفي الساعة 7:10 بدأ القتال على سطح المبنى، وقد استمر القتال في المركز وحوله حتى صباح اليوم التالي وقُتل بداخله 10 عناصر من شرطة الاحتلال و6 مستوطنين.
وصرّح رئيس بلدية "سديروت" ألون دافيدي: "التحقيق يثبت ما كنا نعلمه بالفعل، أنه للأسف لم نتلق تحذيرًا بشأن تسلل المسلحين نحونا، وعندما وصلوا إلى المستوطنة فقط اكتشفنا وجودهم. سديروت دفعت ثمناً باهظًا، حيث قُتل 73 من مستوطنيها والجنود الذين كانوا فيها".