شبكة قدس الإخبارية

واشنطن بوست: إجلاء المرضى من غزة توقف مع تصريحات ترمب

٢١٣

 

واشنطن بوست: إجلاء المرضى من غزة توقف مع تصريحات ترمب

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الفلسطينيين الذين يعانون من إصابات خطيرة أو أمراض مزمنة يجدون أنفسهم أمام عقبة كبيرة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، بسبب وقف عمليات الإجلاء الطبي من غزة، وسط حالة من عدم يقينهم بقدرتهم على  العودة. 

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن عمليات الإجلاء الطبي من غزة قد تباطأت بشكل كبير وصولاً إلى وقفها التام في ظل مقترح الرئيس دونالد ترمب بتهجير سكان القطاع، وبسبب تشديد عمليات التفتيش الأمنية، وفقا للأطباء وعمال الإغاثة.

وأكدت أن عمليات التفتيش الأمنية المشددة من قبل الاحتلال ومصر، والقواعد الصارمة التي تحكم من يمكنه مرافقة الجرحى، أدت إلى إبطاء إصدار التصاريح لمغادرة غزة.

واستناداً إلى المرافق الطبية المكتظة، حددت السلطات المصرية عدد الأشخاص الذين هي على استعداد لاستقبالهم، ومشددة أن في معظم الأيام يتم إجلاء أقل من 50 مريضًا، وفي بعض الأيام لا يخرج أحد، نقلًا عن عمال الإغاثة والأطباء.

وأشارت الصحيفة إن عدد قليل من الدول تقبل استقبال المرضى، هو التطور الذي يقول عمال الإغاثة، ولكنه يعكس أيضا الخوف المتزايد من عدم السماح لأولئك الذين يغادرون بالعودة.

وبحسب الصحيفة، فإن الدوحة وأبو ظبي والقاهرة استقبلت العديد من هؤلاء المرضى، حيث تم نقل حوالي 4900 جريح ومريض خطير للعلاج خارج غزة خلال الأشهر الأولى من حرب الإبادة الجماعية على قاطع غزة، التي اندلعت في أكتوبر 2023.

وحدثت عمليات الإجلاء الطبي بانتظام، بين نوفمبر 2023 ومايو 2024، تم نقل حوالي الجرحى والمصابون بأمراض خطيرة خارج غزة للعلاج في مصر المجاورة وأبعد من ذلك في الخليج الفارسي وأوروبا وحتى الولايات المتحدة،  ولكن منذ ذلك الحين، حوصر آلاف الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة وأمراض مزمنة داخل غزة بعد أن أغلقت قوات الاحتلال معبر رفح الحدودي مع مصر قبل ثمانية أشهر.

 

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 25000 شخص في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي، بما في ذلك 2500 طفل يحتاجون إلى عناية عاجلة بسبب جروح الحرب والأمراض المزمنة مثل السرطان التي لا يمكن علاجها محليًا.

وفي الوقت، تزيد الإجراءات الأمنية المشددة من صعوبة الإجلاء، حيث تم إجلاء أقل من 50 مريضًا في معظم الأيام.

ونقلت الصحيفة عن أميرة نمراوي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان وعاملة إغاثة، عن صعوبات كبيرة تواجهها، قائلة إن الوضع مؤلم على المستوى الشخصي والمهني، مشيرة إلى علمها  أن بعض الأشخاص الذين ساعدتهم على مغادرة غزة قد لا يتمكنون من العودة. وأضافت: "إنه موقف غير مريح ومثير للغضب على المستويين الشخصي والمهني".

ويقول الأطباء الذين عملوا في مستشفيات غزة يقولون إن العديد من الأشخاص الذين ينتظرون الإجلاء الطبي ليس لديهم وقت. 

وأضافت أن تركيزها يظل على تقديم المساعدات المنقذة للحياة، رغم الألم النفسي الذي تسببه فكرة أن الكثيرين يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها.

في هذا السياق، تحدثت الطبيبة ميمي سيد، التي تعمل في مستشفى بولاية واشنطن، عن تجربتها مع الأطفال المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية يمكن أن تنقذ حياتهم لو كانوا في بيئة طبية متقدمة.

وقالت إن العديد منهم يحتاجون إلى عمليات جراحية متكررة أثناء تعافيهم من جروح ناجمة عن طلقات نارية أو حروق شديدة أو بتر، وهي إجراءات تعتبر "بسيطة" في المستشفى الذي تمارس فيه عملها في ولاية واشنطن.

وأوضحت: "الكثير من هؤلاء الأطفال هم أطفال، إذا عاشوا في الولايات المتحدة، لكانوا قادرين على عيش حياة طبيعية". ولكن  بسبب الافتقار إلى المرافق الطبية وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى في غزة، فإن تأخير العلاج "يعتبر حكماً بالإعدام"

وأشارت إلى أن التأخير في العلاج يمكن أن يكون بمثابة حكم بالإعدام في غزة بسبب ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى ونقص المرافق الطبية.

أما سهاد الخطيب، التي غادرت غزة إلى الدوحة مع ابنيها الأصغرين لتلقي العلاج الطارئ، تحكي كيف ضرب غارة جوية منزلهم، وكيف أن القرار بترك زوجها وأطفالها الأكبر سنًا كان مؤلمًا للغاية. وأشارت إلى أنها لا تعرف متى يمكنها العودة إلى غزة، مؤكدة على تعقيدات الوضع الذي يواجه الفلسطينيين في ظل مقترحات ترمب.

وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف قال إن الاحتلال لم يلتزم بآلية الخروج من معبر رفح، إذ نص الاتفاق على إخراج 150 من المصابين والجرحى وفق فئات محددة، وقلّص هذا العدد إلى 50 تقريبا مع التلكؤ في منع بعض الجرحى والمرافقين.

وشدد معروف على ضرورة وجود ضغط حقيقي على الاحتلال لتنفيذ كافة بنود الاتفاق خاصة إدخال الاحتياجات التي وردت نصا في البروتوكول الإغاثي الإنساني مثل خزانات المياه والمواسير لإصلاح البنية التحتية وغيرها.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن. ويشمل أيضا إدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميا.