خاص - الضفة الغربية - قدس الإخبارية: يواصل جيش الاحتلال عدوانه الواسع على شمال الضفة الغربية، وسط استمرار لعمليات التدمير، وتجريف للطرق والبنية التحتية، وإجبار السكان على النزوح، إضافة إلى تنفيذ مداهمات واعتقالات واسعة.
وتشمل العملية العدوانية للاحتلال محافظات جنين، طولكرم، وطوباس، حيث يفرض حصاراً مشدداً عليها وسط تصاعد المعاناة الإنسانية للأهالي، في ظل ظروف صعبة تصاعدت مع المنخفض الجوي الحالي؛ بسبب تشريد السكان من منازلهم وانقطاع الكهرباء والماء.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه لليوم الخامس على بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب طوباس، فيما أعلن حظر التجوال على طمون لمدة 48 ساعة، بالتزامن مع الحصار الذي فرضه على البلدة منذ بدء العدوان.
ظروف صعبة وحصار مستمر
في حديثٍ خاص أجرته "قدس الإخبارية" مع رئيس بلدية طمون ناجح بني عودة، وصف الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلدة، حيث قال إن جيش الاحتلال فرض حصاراً محكماً ووضع الحواجز على مداخل البلدة منذ اليوم الأول لبدء العدوان عليها.
وأضاف أن جيش الاحتلال جرّف 3 كم من شوارع البلدة فيما تسبب بأعطال كبيرة في شبكات المياه والكهرباء.
وأوضح بني عودة أن جيش الاحتلال أجبر سكان مجموعة كبيرة من المنازل في منطقة الجبل على النزوح منها، واستولى عليها وحولها لثكنات عسكرية.
وأكد أن الأوضاع تتجه إلى كارثة إنسانية حقيقية؛ بسبب قطع الاحتلال المياه عن 50% من أحياء البلدة.
وعن معاناة الحالات المرضية المزمنة في ضوء العدوان، قال بني عودة، إن جيش الاحتلال يمنع مركبات الإسعاف من دخولها، كما يمنع حالات مرضية مزمنة الخروج من البلدة لمتابعة العلاج كحالات غسيل الكلى، فيما لا يوجد في البلدة سوا مركز طبي متواضع يقدم الخدمات الطبية الأولية للمرضى.
وأضاف أن المنخفض الجوي زاد الأوضاع سوءاً، بينما تسببت عملية الاحتلال بخسائر كبيرة في القطاع الزراعي، وهو القطاع الذي تعتمد عليه البلدة؛ بسبب عدم منع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم.
مخيم الفارعة.. نفاذ المواد التموينية والدواء
وعلى بُعد مسافة قصيرة من بلدة طمون، يعيش أهالي مخيم الفارعة ذات الظروف، فيما يمارس جيش الاحتلال عدوانه الإجرامي منذ خمسة أيام على التوالي.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الفارعة عاصم منصور لـ"شبكة قدس"، إن جيش الاحتلال يحاصر المخيم لليوم 5 على التوالي، ويقتحم المنازل وينفذ عمليات تخريب وتحطيم لمحتوياتها، حيث وصف عمليات التدمير بالضخمة والغير مسبوقة.
وأكد أن الأهالي ممنوعون من المياه والكهرباء منذ 5 أيام، بعد تدمير الاحتلال للبنية التحتية خلال عمليات الاقتحام المتكررة.
وأوضح أن الخبز والطحين نفدا من المخيم جراء الحصار فيما يشتكي الأهالي من قلة المواد التموينية.
وأضاف أن العديد من العائلات في المخيم أجبرت على النزوح من منازلها جراء اقتحام الاحتلال لها.
وأشار إلى أن الحالات المرضية المزمنة في المخيم باتت تعاني من قلة الدواء، جراء حصار الاحتلال وحرمانهم من استكمال عملية العلاج والمتباعة الطبية اللازمة.
نسف للمنازل ونزوح مستمر في جنين وطولكرم
بالتوازي مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على محافظة جنين الذي بدأ به بتاريخ 21 كانون ثاني/يناير الماضي، والتي خلفت 25 شهيداً وعشرات الجرحى.
وحيث دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيم جنين، وفجرت منزل الشهيد محمد عصري فياض أحد قادة كتيبة جنين في حي الغبس بمخيم جنين.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين فلسطينيين من المدينة خلال عمليات دهم في أحيائها، وحاصرت قوات أخرى منزل الأسير المحرر أسامة هاشم خلوف في بلدة برقين غرب جنين.
واستمر الاحتلال في عمليات نسف وحرق المنازل في مخيم جنين، حيث دوت أصوات الانفجارات الناجمة عن تفخيخ المنازل وتفجيرها في المخيم، في حين تصاعدت أعمدة الدخان بعد حرق الاحتلال منزلا فيه.
وبحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، فإن إجمالي النازحين من المخيم وصل إلى 15 ألف مواطن، في حين دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي 180 منزلاً، وتسبب العدوان في قطع الخدمات الأساسية، وتوقف المدارس، وحرمان 4 مستشفيات من المياه، مؤكدة أن أهالي مدينة جنين يعانون ظروفاً مأساوية مع انقطاع المياه والكهرباء.
وتستمر آليات الاحتلال في حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل إليه.
ولليوم الـ17 على التوالي، تعاني أقسام المستشفى نقصا حادا في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على محاولة إيصال المياه إلى المستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة، بسبب منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من الدخول إلى المستشفى.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، وسط دمار شامل ونزوح جماعي وتعزيزات عسكرية غير مسبوقة.
وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية بشكل عشوائي ويكثافة، تجاه منازل الفلسطينيين في مخيم طولكرم وشارع السكة القريب من ضاحية اكتابا.
وتواصل قوات الاحتلال تواصل الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية الاضافية خاصة المشاة من جهة معسكر "تسنعوز" العسكري غرب المدينة، مرورا بشوارعها المؤدية إلى المخيم.