شبكة قدس الإخبارية

نموذج غزة يتكرر في الضفة.. عن أي نصر يبحث جيش الاحتلال؟ 

647306

ترجمة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه منذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 850 فلسطينيًا في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تزعم "إسرائيل" أن أكثر من 90% منهم مقاومون، كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 6000 فلسطيني ونفذت أكثر من 120 غارة جوية على مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وأضافت أنه "في يوليو وأغسطس 2023، شنت قوات الاحتلال عمليات عسكرية موسعة في جنين وأجزاء أخرى من شمال الضفة الغربية. ورغم تراجع النشاط المسلح لفترة قصيرة بعد تلك العمليات، عاد التصعيد الفلسطيني سريعًا، مما دفع جيش الاحتلال لشن عملية عسكرية جديدة في 21 يناير 2025، وهي الثالثة من نوعها في أقل من عامين".

يؤكد جيش الاحتلال، وفق ما نقلت الصحيفة، أنه خلال هذه العملية الأخيرة تمكن من قتل أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم نحو 35 في جنين وطولكرم، إضافة إلى اعتقال أكثر من 100 شخص وتنفيذ 15 غارة جوية. 

ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الفصائل الفلسطينية، وفق الصحيفة، إلا أنها عادت لتجدد عملياتها بسرعة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى قدرة "إسرائيل على منع تصاعد المقاومة في المستقبل. لكن جيش الاحتلال يتبنى هذه المرة نهجًا جديدًا يعتمد على "تدمير البنية التحتية للمقاومة" و"الوجود العسكري المستدام".

في العمليات السابقة، كانت قوات الاحتلال تكتفي بإلحاق أضرار بالمباني التي يُزعم استخدامها في تصنيع المتفجرات أو عمليات الرصد، لكن الآن يتم تدمير هذه المنشآت بالكامل، كما أن قوات الاحتلال باتت تستخدم القوة المفرطة خلال الاشتباكات مع المقاومين، بما يشمل تدمير المباني التي يشتبه أنهم يتحصنون بها.

ويعكس هذا النهج الجديد تطبيق تكتيكات مستوحاة من العمليات العسكرية في غزة، حيث تسعى "إسرائيل" لفرض "ردع أقوى" ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. إضافة إلى ذلك، يعتزم الجيش إبقاء قواته في جنين ومناطق أخرى لفترات أطول، وهو نهج سبق أن تم تطبيقه جزئيًا في غزة.

لكن السؤال المطروح وفق الصحيفة، "هل يهدف هذا الوجود العسكري المطول إلى اعتقال مزيد من الفلسطينيين، تحقيق الردع، أم تمهيد الأرضية لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد انسحاب القوات؟ الواقع يشير إلى أن كل عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية تلتها موجات جديدة من التصعيد، مما يعني أن نجاح هذا النهج ليس مضمونًا".

وتقول الصحيفة، إنه رغم محاولات "إسرائيل" مفاجأة مقاتلي جنين، إلا أن الكثير منهم نجحوا في الاختفاء، حيث شهدت بعض المواقع مقتل قادة بارزين في فبراير، يوليو، أغسطس، وأكتوبر 2024، ما يعكس سرعة تعويض الخسائر البشرية وإعادة هيكلة الفصائل المسلحة.

وأكدت أن غياب حل دبلوماسي شامل أو تكثيف الاحتلال لوجوده العسكري قد يعني أن جولة جديدة من "العنف" ليست سوى مسألة وقت.