ترجمة خاصة - شبكة قُدس: اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن تأثير الهجوم بالصاروخ الباليستي من اليمن على مبنى في "رامات إيفعال" قرب "تل أبيب"، وأيضًا في يافا مساء يوم الجمعة، يبرز الحاجة الملحة للتفكير خارج الصندوق بهدف تحسين طبقات الدفاع الأمني لدى الاحتلال ضد التهديدات الباليستية.
وأشار المعهد إلى أن التحقيق في الأضرار الناتجة عن الهجوم في "رامات إيفعال" يظهر أن الحادث لم يكن مجرد ضرر عرضي، بل كان على الأرجح نتيجة إصابة مباشرة من الرأس الحربي أو جزء من جسم الصاروخ داخل المبنى، وهو ما انتهى بمعجزة دون وقوع عدد كبير من القتلى.
وكشف المعهد أن الصاروخ الذي سقط في "يافا" تمكن من إصابة هدفه مباشرة بعد فشل اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية. وخلال الحرب، وقعت حوادث مشابهة، مثل الهجوم المباشر لصاروخ تم إطلاقه من لبنان على مبنى في "رمات غان"، أو سقوط أجزاء من صاروخ باليستي أُطلق من اليمن في منطقة "موديعين" في 15 سبتمبر الماضي.
ومن المهم الإشارة وفق المعهد إلى أن سقوط أجزاء من الصاروخ أو جسمه يحمل إمكانات تدميرية كبيرة نتيجة لوزنه الكبير وسرعة اصطدامه أثناء دخوله الغلاف الجوي، والتي قد تصل إلى نطاق سرعة "الهايبرسونيك".
وبيّن المعهد الأمني الإسرائيلي أنه "من حيث المبدأ، يتكون الصاروخ الباليستي من محرك وجسم صاروخي يحتوي على الوقود والإلكترونيات، وأنظمة التحكم والحواسيب، وأنظمة الملاحة والاستشعار، بالإضافة إلى الرأس الحربي. يعمل المحرك على تسريع الصاروخ بسرعات عالية ويطلق حرارة شديدة، ولهبًا كثيفًا وسحبًا من الدخان، وعند انتهاء احتراق الوقود، ينفصل المحرك عن جسم الصاروخ الذي يواصل تسارعه في مسار باليستي خارج الغلاف الجوي".
وتابع المعهد: "عند وصول الصاروخ إلى أعلى ارتفاع له، يبدأ جسم الصاروخ في الانزلاق بسرعة نحو الهدف. وفي بعض الحالات، يتم تفعيل وسائل تمويه لمواجهة اعتراض محتمل. في هذه المرحلة، قد يطلق الصاروخ الرأس الحربي، الذي يمتلك عادةً قدرات مناورة معينة، مما يجعل اعتراضه بشكل 'نظيف' (دون أي ضرر مباشر أو غير مباشر من الحطام أو الصاروخ الاعتراضي) أمرًا معقدًا للغاية".
ولفت إلى أنه لتجنب الأضرار العرضية أو الأضرار الناتجة عن فشل اعتراض الصاروخ، يجب اعتراضه قبل أن يصل إلى هدفه. وفي حالة الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها نحو الأراضي المحتلة من إيران أو اليمن، يجب أن يتم الاعتراض خارج الغلاف الجوي، بحيث يسقط الحطام الصاروخي، أو الرأس الحربي، أو حطام الصاروخ الاعتراضي في أراضي دول أخرى.
وبحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: "يتطلب هذا استخدام أنظمة كشف وتحديد حساسة لحرارة اللهب وسحب الدخان عند إطلاق الصاروخ، بالإضافة إلى أنظمة تتبع لمساره، بالتوازي مع أنظمة تحكم ومراقبة قادرة على معالجة البيانات بسرعة، وبالطبع صاروخ اعتراضي سريع. لتفادي المفاجآت، يجب أن تكون المراقبة مستمرة، ومن الأفضل أن تتم عبر الفضاء باستخدام شبكة اتصالات سريعة وأنظمة أقمار صناعية مزودة بحساسات حساسة، كما كان الحال مع أنظمة الإنذار الأمريكية أثناء حرب الخليج الأولى في عام 1991".
وختم المعهد بالإشارة إلى أن تحليل وفهم ما حدث بعد سقوط الصواريخ اليمنية يوم الجمعة الماضية يعد أمرًا بالغ الأهمية للجهاز الأمني لدى الاحتلال من أجل تحسين وتحديث شبكة الدفاع ضد التهديدات المتمثلة في الصواريخ الباليستية المتقدمة.