شبكة قدس الإخبارية

سقوط الأسد: هل يفكك محور المقاومة حقًا؟

سقوط الأسد: هل يفكك محور المقاومة حقًا؟

فلسطين المحتلة خاص قدس الإخبارية: يخرج رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مرتين بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يلّوح بتفكيك محور المقاومة.
في المرتين، الأولى من المنطقة العازلة مع سوريا يوم أمس، واليوم في خطاب له من "تل أبيب": " بدأ فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط، والجولان سيبقى بأيدينا لضمان أمننا، ونظام الأسد كان جزءاً هاماً من محور إيران".

نتنياهو الذي يعتبر سقوط نظام آل الأسد بعد 53 عامًا من الديكتاتورية كان على يده، محاولًا سرقة نجاح المعارضة السورية، وثورة عمرها 13 عامًا، يحاول إضافة شيء جديدٍ إلى سجلّ انتصارات وهمية بدأها من أول الحرب: "فككنا محور المقاومة، ونعمل بمنهجية لذلك"

ترافق ذلك، مع تخوفات عربية شعبية عديدة لم تخفها منصات التواصل الاجتماعي، من التحذير من "شرق أوسط جديد"، توعد به نتنياهو سابقًا، ومن استغلال نتنياهو سقوط الأسد لتوجيه لتفكيك محور المقاومة.

فهل سقوط الأسد يفكك محور المقاومة حقًا؟

في 7 أكتوبر\تشرين الأول 2023، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، والتحمت معها جبهة لبنان من حزب الله، واليمن عبر حركة أنصار الله الحوثي عبر طائرات المسيرة وصواريخه، والعراق عبر المقاومة الإسلامية في العراق بالطائرات المسيرة.

خلال التحام الجبهات الأربعة، كان الجبهة السورية، التي يفترض أنها إحدى جبهات محور المقاومة ساكنة صامتة، لم تطلق رصاصة واحدة، ولا صاروخ واحد، ولا مسيرة نحو الجولان السوري المحتل، وكانت أكثر الحدود أمانًا وهدوءًا، مقارنة مع الأردن الذي شهد عمليتا اقتحامٍ للحدود نفذها الشهداء (ماهر الجازي، وعامر قواس وحسام أبو غزالة) ومن الحدود المصرية، التي استفزت إبادة غزة الشهيدان والجنديان المصريان إسلام عبد الرازق وعبد الله رمضان، فأطلقا رصاصات نحو جنود الاحتلال في رفح فأصوبهم.

الانحياز من محور المقاومة إلى محور "اتفاقيات أبراهام"

خلال الأشهر الأخيرة، كانت العلاقات بين نظام بشار الأسد والإمارات تشهد تقاربًا متزايدًا، التي أعادت تطبيع علاقاتها مع النظام السوري عام 2018، وقررت الإمارات إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية، وكانت هذه الخطوة بمثابة إعلان ضمني عن اعتراف الإمارات بالنظام السوري "في إطار مساعيها للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة".

 وفي عام 2020، بدأ التعاون الإماراتي مع سوريا يتخذ طابعًا اقتصاديًا أكثر وضوحًا، فقد بدأت الشركات الإماراتية في التوسع داخل سوريا، وخاصة في مجالات النفط والإعمار، لكن التغيير الأبرز في هذه العلاقة حدث عام 2022، عندما زار الرئيس بشار الأسد دولة الإمارات في أول زيارة رسمية له لدولة عربية منذ بداية الحرب.

وقبل أسبوع، أي قبل إسقاطه، قالت خمسة مصادر مطلعة لـ "رويترز" إن الولايات المتحدة والإمارات ناقشتا إمكانية رفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري بشار الأسد إذا نأى بنفسه عن إيران وقطع طرق نقل الأسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية، وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الاحتلال اقترح رفع العقوبات الأمريكية على سوريا.

وأضافت المصادر أن تلك النقاشات تزايدت في الأشهر القليلة الماضية مدفوعة بقرب انتهاء أجل عقوبات أمريكية صارمة على سوريا في 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تزامنًا مع حملة إسرائيلية على محور المقاومة: حزب الله في لبنان وحركة (حماس) في قطاع غزة وأهداف إيرانية في سوريا، إيران والعراق واليمن.

هل كانت جبهة الجولان هادئة لعدم قدرة النظام السوري السابق على إشعالها؟

 لا، وفق ما كتبه العميد عبد الله بن عامر، نائب المتحدث العسكري اليمني يحيى سريع على منصة "إكس": لن نكشف سراً عند القول إن اليمن قبل وبعد "طوفان الأقصى" طرح أكثر من مرة وبكل جدية إمكانية فتح جبهة الجولان، مع المساهمة وكان الرد في كل مرة يمكن وصفه بالسلبي.

وتؤكد مصادر صحفية، ما قاله العميد اليمني، وتعزي أسبابها إلى أن رفض الأسد إحياء جبهة الجولان كان بطلب من الإمارات التي وقعت اتفاقية التطبيع مع الاحتلال "أبراهام".

بينما يقول القيادي في حركة أنصار الله الحوثي، نصر الدين عامر إن الأسد أغلق سفارتهم في دمشق بعد طوفان الأقصى.

على العكس منذ ذلك، تشير مصادر صحفية أن الأسد قلّص خلال "طوفان الأقصى" المواقع الإيرانية في سوريا بنسبة 75٪ وفرض على حزب الله مغادرة منطقة الحدود السورية مع فلسطين المحتلة، المجهزة ببنية تحتية لإدارة المعركة.

قد لا يبدو ذلك غريبًا، في سياق أنه للمرات الأولى في تاريخه، لم يبث التلفزيون الرسمي السوري خطابات الأمين العام الشهيد حسن نصر الله الأخيرة، بل وتؤكد مصادر صحفية أن الإشكاليات بين الطرفين كانت في أوجهها.

تهم التورط بعمليات اغتيال لقيادات المحور

خلال العام الماضي، كانت سلسلة من الاتهامات الإيرانية للنظام السوري بوجود "جواسيس" داخل منظومته الأمنية، تسببوا بكشف أماكن قادة الحرس الثوري في سوريا إلى "إسرائيل"، ما أدى إلى سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية، كان آخرها، القيادي في الحرس محمد رضا وآخرين معه، في مبنى قنصلي تابع للسفارة الإيرانية في سوريا في مطلع أبريل/نيسان 2024.

ففي يناير 2024، نشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية تقريرًا يتهم النظام السوري وروسيا بتسريب معلومات حول مواقع قادة "الحرس الثوري" الإيراني، مما أدى إلى استهدافهم من قبل الاحتلال.

 وفي مايو\أيار 2024، أطلق مسؤول أمني إيراني وصف "خيانة دمشق"، في تعليقه على أسئلة موقع"عربي بوست"، حول تطورات ملف "جواسيس النظام السوري".

وقال مفضلاً عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية الموضوع، إن "التحقيقات الاستخباراتية وتحقيقات الحرس الثوري الإيراني، بالتعاون مع حزب الله، أكدت وجود خيانة في الدوائر الأمنية المقربة من بشار الأسد، وكانت هي السبب في اغتيال إسرائيل لكبار قادة الحرس الثوري في دمشق".

عند سؤال المصدر الأمني عن المواقع التي يشغلها "جواسيس النظام السوري" كما سمّتها المصادر الإيرانية في سوريا، قال إن "تحقيقات الحرس الثوري تقول إنهم متواجدون في المخابرات العسكرية السورية، وفي مكتب بشار الأسد نفسه"، دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل.

وهو ما أكدته صباح اليوم، بعد سقوط الأسد، صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية عن مصادرها أن الاتهامات بين طهران ونظام الأسد تصاعدت وسط اتهامات بتسريب معلومات عن القادة الإيرانيين بسوريا.

اعتقال المقاومين

مع دخول المعارضة السورية إلى دمشق، وسقوط نظام الأسد، وتحرير السجون السورية من المعتقلين، قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إن القيادي بكتائب القسام مأمون الجالودي تحرر بعد 9 سنوات من الاعتقال في سجون النظام السوري.

ليس الجالودي وحده، وبحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، يوجد نحو 3085 معتقلاً فلسطينياً في سجون الأجهزة الأمنية السورية ممن تمكنت المجموعة من توثيقهم.

 وأضافت المجموعة الحقوقية التي مقرها لندن، أن من بين المختفين أطفالاً ونساء وكباراً في السن، وصحافيين، وناشطين، وحقوقيين، وعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، وأطباء، وممرضين، إضافة إلى 333 مفقودًا.

ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية، أنه وبعد 13 شهرًا من الاعتقال في سجن صيدنايا سيئ السمعة بدمشق، تم إطلاق سراح الشاب التركي إنجين أرسلان، الذي اعتُقل أثناء توجهه لنصرة غزة، حيث وقع في الأسر من قبل قوات النظام السوري.

الفصائل الفلسطينية تبارك للسوريين حرتهم

باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للشعب السوري نجاحه في تحقيق أهدافه نحو الحرية والعدالة، ودعت مكوناته كافة إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وتجاوز آلام الماضي من أجل مستقبل أفضل لسوريا وشعبها.

وأضافت الحركة أن الشعب السوري، بروح الأخوة والتسامح، قادر على تجاوز التحديات الراهنة، ليعيد لسوريا مكانتها التاريخية ودورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وأدانت الحركة "العدوان الغاشم المتكرر للاحتلال الصهيوني ضد الأراضي السورية"، مؤكدةً رفضها لأي أطماع أو مخططات صهيونية تستهدف سوريا أرضًا وشعبًا.

في السياق ذاته، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين دعمها للشعب السوري في مسيرته نحو الحرية والعدالة، معربةً عن ثقتها بقدرة الشعب السوري على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة.

كما أشادت الحركة بالدور التاريخي للشعب السوري في دعم القضية الفلسطينية، ونددت بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدةً أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل تهديدًا دائمًا لأمن واستقرار المنطقة.