شبكة قدس الإخبارية

تقريرلهيب الهاون..سلاح الاستنزاف الرئيسي لدى المقاومة الفلسطينية

WhatsApp Image 2024-07-02 at 1.57.14 PM
هيئة التحرير

خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ بداية معركة طوفان الأقصى، لا يمر يوماً دون إعلان أحد فصائل المقاومة الفلسطينية، ولربما جميعها، عن قيامها بدك تحشدات جيش الاحتلال بقذائف الهاون، في مختلف مناطق التوغل في قطاع غزة.

 

وعلى امتداد شهور معركة الطوفان كان للهاون السبق في إيقاع الخسائر في جنود وآليات الاحتلال في قلب تحصيناتهم وتحشيداتهم، إضافة لاستخدامه في ضرب قوات الاحتلال المُهاجمة، كبديلٍ لسلاح المدفعية المتقدم.

 

بداية التصنيع

لم يظهر الهاون كسلاحٍ جديد بيد المقاومة أثناء طوفان الأقصى كقذائف الياسين مثلاً، بل هو سلاح قديم أدخلته المقاومة إلى الخدمة منذ السنة الأولى لانتفاضة الأقصى عام  2001 ونجحت بتصنيعه محلياً وإنتاج أحجاماً مختلفةً منه، وكان الظهور الأول لقذائف الهاون عندما أعلنت كتائب القسام عن قصفها لمستمعرة "نتساريم" بقذائف هاون، وقد أصابت أحد القذائف منزلاً في المستعمرة واخترقت سقفه، وكانت قذيفة الهاون الأولى التي أطلقتها كتائب القسام في حينها من تصنيع الشهيد المهندس عدنان الغول.

 

وشهد الهاون محاولات تطوير من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى، وأبرز الشخصيات التي سعت لتطويره وتوسيع تصنيعه القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين الشهيد جمال أبو سمهدانة، والقائد في سرايا القدس الشهيد جهاد غانم، حيث بُترت ساقيه بعد انفجارٍ عرضي وقع معه أثناء إطلاقه لقذائف الهاون على أهداف للاحتلال عام 2001.

 

توالت بعدها عمليات تطوير قذائف الهاون وكان لها دوراً بارزاً في تعجيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإخلاء المستوطنات، نظراً للكثافة النارية التي شكلتها فصائل المقاومة من خلال قصف المستعمرات بقذائف الهاون حتى جاء الانحدار الإسرائيلي عن قطاع غزة عام 2005.

 

السلاح الأبرز في الحروب

خلال جولات التصعيد والحروب بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، اعتمدت المقاومة على مدافع الهاون بشكلٍ كبير، إضافةً إلى استخدامه في قصف مستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال في غلاف غزة، أما أثناء حرب الفرقان 2008-2009 فقد شكل الهاون تحدياً صعباً أمام جيش الاحتلال الذي حاول التموضع في بعض مناطق القطاع وفشل بذلك لانعدامه للاستقرار بسبب قذائف الهاون.

 

أما في معركة العصف المأكول صيف عام 2014 فقد كان للهاون بالغ الأثر في إلحاق الخسائر المتتالية في جيش الاحتلال، ولعل أبرز تلك العمليات قيام مقاومون كتائب القسام باستهداف قوّةً من كتيبة 53 التابعة للواء 188 للمدرعات التابع لجيش الاحتلال، بخمسة قذائف هاون من أحد مرابض الهاون في بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس في اليوم 22 للحرب، ، أوقعت العملية 5 قتلى وما يقارب 28 إصابة، في صفوف جنود جيش الاحتلال.

 

وبلغ مجموع ما أطلقته المقاومة خلال معركة العصف المأكول ما يقارب 2000 قذيفة هاون، تسببت في قتل وجرح عدد كبير من جنود العدو، وتُشير الاحصائيات إنّ ما يقارب ثلث جنود الاحتلال الذين قتلوا خلال الحرب، قتلوا بسبب قذائف الهاون، وخصوصاً في الثلث الأخير من الحرب، حيث استهدفت المقاومة بشكلٍ مكثفٍ قوّات العدوّ المحتشدة على حدود غزة بأعداد كبيرة وفي نطاق ضيق.

 

أما خلال معركة سيف القدس عام 2021 فاعتمدت المقاومة على الهاون ذو المدى البعيد بدك المستوطنات في غلاف غزة على مدى أيام الحرب ليلاً ونهاراً، إضافةً لاستخدامه في جولات التصعيد المختلفة عام 2022 وقُبيل معركة طوفان الأقصى في أيار 2023.

 

وفي طوفان الأقصى أظهرت فصائل المقاومة قدراتٍ موسعة باستهداف جيش الاحتلال بقذائف الهاون بشكلٍ مكثف ومستمر، وتسعى فصائل المقاومة لاستخدام الهاون كسلاح أساسي في المعركة نظراً لميزاته كسلاحٍ تكتيكي في ساحة المعركة يمكن نقله وتفكيكه وتركيبه بسهولة إضافة إلى قدرة المقامون على المراوغة به وإخفاءه، وتمويه مكان لتجنب الاستهداف من طائرات الاستطلاع، ويلاحظ ذلك من خلال الفيديوهات التي تبثها المقاومة، حيث تتم عمليات القصف بالهاون أثناء التخفي بين الأشجار والركام، موقعاً الإصابات المباشرة في جنود الاحتلال.

 

والهاون السلاح المناسب للقوات الغير نظامية التي تعتمد على الكر والفر في قتالها في الحروب الغير المتكافئة، وفي هذه الحالة يأتي الهاون كسلاح فعال بيد المقاومة التي لا تمتلك سلاح مدفعية متقدم، وقدرة المقاومة على استخدامه بشكل مستمر في مكان تحشدات جيش الاحتلال في محور نتساريم.

#قطاع غزة #انتفاضة الأقصى #عدنان الغول #طوفان الأقصى #قذائف الهاون #جهاد غانم #العصف المأكل