فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت المتحدثة باللغة العربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سابقا، هالة هاريت، عن دوافع استقالتها من منصبها كدبلوماسية أواخر أبريل الماضي.
وبصفتها متحدثة رسمية، تم تكليف هاريت في وقت سابق، بتقديم سياسة الولايات المتحدة بشأن الحرب على غزة إلى جمهور ناطق باللغة العربية، وتقول بالخصوص، إن نقاط الحديث كانت بعيدة بشكل حاد عن الصور التي كان الجمهور يشاهدها يوميا، محذرة وزارة الخارجية من أنها "ستثير ردود فعل عنيفة وسينظر إليها على أنها تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم".
وبحسب ما نقلت شبكة "سي ان ان" الأمريكية، فإن هاريت، لم تكن تنوي الاستقالة على الإطلاق بسبب "المستوى العالي الذي وصلت له في مسيرتها المهنية"، ولكن سياسة الإدارة الأمريكية بشأن الحرب على غزة غيرت رأيها حول ذلك.
وقالت هاريت، إنها شعرت بالرعب في السابع من أكتوبر هي وزملاؤها، بسبب الخوف من القادم، وماذا سيحدث بعد ذلك، وتضيف: لكنني لم أعتقد أن أحدا توقع أن يكون هناك أكثر من 34 ألف شهيد وظروف مجاعة.
وذكرت هاريت أنه لم يكن هناك حادث معين دفعها إلى الاستقالة بل تراكم الأحداث طوال الحرب والشعور المتزايد بأن تحذيراتها بشأن سياسة زعزعة الاستقرار لم يتم الالتفات إليها.
وقالت إنها تشعر بالقلق بشكل أساسي من أن واشنطن على الجانب الخطأ من التاريخ وتضر بمصالحها، في إشارة إلى دعم إدارة بايدن القوي للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.
وأضافت أن هناك معايير مزدوجة في السياسة الأمريكية بشأن آثار الحرب، بما في ذلك الأزمة الإنسانية ومقتل الصحفيين الفلسطينيين في القطاع، مشيرة إلى أنه "علينا كالولايات المتحدة أن نتمسك بمبادئنا، لا يمكننا أن نجعل استثناءات".
وأوضحت أن حلفاء واشنطن وأعداءها يراقبون، "وهذا يؤذينا كأمة، لقد كان مجرد إحباط مدمر تلو الآخر، لقد واصلت الأمل حتى أخيرا، أعتقد أنني بحاجة لبدء التخطيط، لا أعتقد أن الأمور ستتحسن".
وتقول هاريت للشبكة الأمريكية، إنه "من خلال استطلاعات الرأي، شهدنا تزايدا في معاداة أمريكا، وتراجعت شعبيتنا في جميع أنحاء المنطقة بأكملها، في البلدان التي كانت لدينا علاقات رائعة فيها".
وكشفت هاريت عن وجهات نظر منقسمة داخل الخارجية الأمريكية وقالت إن البعض في وزارة الخارجية شجعوها على مواصلة مشاركة تعليقاتها وأخبروها أنه سيتم نقلها إلى أعلى مستويات صناع القرار لكنها أكدت أن هناك آخرين أسكتوها وهمشوها.
وتضيف في مقابلتها مع "سي ان ان": "هناك انقسامات داخل وزارة الخارجية حول ما إذا كان يجب التصديق على تأكيدات إسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة الأمريكية بما يتوافق مع القانون الدولي باعتبارها موثوقة وموثوقة".
ومنذ الإعلان عن نبأ استقالتها، تؤكد: "جاء إليّ العديد من الزملاء وقالوا: "يا إلهي، لقد كنا نشعر بنفس الطريقة التي تشعري بها تماما، ولم نتمكن من قول ذلك".
وتعتبر هاريت أول دبلوماسية أمريكية معروفة تستقيل بسبب موقف الإدارة من الحرب، التي استمرت أكثر من 6 أشهر وأودت بحياة أكثر من 34 ألف شخص في قطاع غزة بحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأمضت هاريت، حياتها المهنية في وزارة الخارجية الأمريكية، بعد أن انضمت إلى الوزارة في 2006، وعملت في اليمن التي تعد من أصعب المناطق، في مهمتها الأولى، واستمرت في أداء عملها في أماكن مثل هونغ كونغ، وقطر وباكستان، وجنوب أفريقيا.
ومنذ نحو عام ونصف، أصبحت هاريت المتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي وقت سابق، قالت هاريت في منشور على منصة "لينكد إن": "قدمت استقالتي في أبريل 2024، بعد 18 عاما من الخدمة المتميزة، وذلك اعتراضا على سياسة الولايات المتحدة تجاه غزة".
ودعت في منشور استقالتها إلى اللجوء إلى خيار الدبلوماسية بدلا من الأسلحة قائلة: "بالدبلوماسية لا الأسلحة، كونوا قوة للسلام والوحدة".
وأكدت الخارجية الأمريكية استقالة هاريت، عبر ملفها الشخصي على موقع الوزارة، وكتبت أن "ولايتها لمنصب المتحدثة الناطقة بالعربية باسم الوزارة انتهت الأربعاء 24 أبريل"، دون توضيح أي أسباب للاستقالة. كما استقال مسؤولان آخران في وزارة الخارجية، وهما غوش بول وأنيل شيلين، احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة، التي أدت إلى انقسام حاد داخل البلاد.