فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: تتواصل التحليلات والاهتمام العالمي بالهجمة الإيرانية على الاحتلال الإسرائيلي التي نفذتها طهران ليلة السبت الماضي، ردا على الاستهداف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق.
وأكد الخبير في السياسة الأمنية غيورغ شبيوتل، أن طهران غير معنية بحرب كبيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن الهدف من الهجوم هو زرع الخوف لدى الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن أي تصعيد مع إيران ليس في صالح الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب خبير السياسة الأمنية، فإن "الأمر غير نافع لتل أبيب لأنها غير قادرة وحدها على خوض حرب على ثلاث جبهات ولذلك قد لا يكون هناك رد إسرائيلي".
ويرى، أن إيران لا تريد الحرب، وكان الغرض من الهجوم هو بث الخوف والرعب لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: لم تكن إيران ترغب في تنفيذ هجوم جسيم للغاية، ربما تقدم مقاتلة إيرانية حينها على إطلاق صواريخ من الأجواء السورية، وسوف يقومون بذلك، ويمكنهم الوصول إلى الهدف دون أي إنذار إسرائيلي مسبق.
وبين أن الطائرات بدون طيار بطيئة للغاية، واستغرق الأمر عدة ساعات من الطيران، لذلك تسنى للاحتلال الوقت للاستعداد.
ووفقا له، فإن تحذير إيران يشير إلى أن هذا الهجوم يجب تقييمه على أنه إيماءة، حيث أظهرت طهران، بما في ذلك تحت ضغط شعبي، رغبة في الرد على حقيقة أن قوات الاحتلال هاجمت مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا لكنهم لا يرغبون ذلك، إنهم لا يريدون سقوط ضحايا من المدنيين ولا يريدون الحرب أيضا.
وأضاف: "أعتقد أن إسرائيل لا تريد الحرب أيضا، لأنها ستؤدي إلى انقسام الجيش الإسرائيلي بشكل كبير. هناك حماس، وهناك حزب الله اللبناني، الذي يهاجم باستمرار، وإذا كان عليهم القتال على ثلاث جبهات، فيبدو لي أنهم لن يكونوا قادرين على القيام بذلك بمفردهم".
وفي السياق، قال مسؤولون إيرانيون، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمر بنفسه بضرب الاحتلال الإسرائيلي من داخل إيران لتأكيد التحول من الصبر إلى الردع الاستراتيجي.
وحسب ما ذكرت الصحيفة نقلا عن 4 مسؤولين إيرانيين، اثنان منهم أعضاء في الحرس الثوري؛ أمر خامنئي بنفسه بتوجيه ضربات إلى الاحتلال من داخل إيران لإرسال رسالة واضحة مفادها أن إيران تتحول من "الصبر الاستراتيجي" إلى الردع الأكثر نشاطا.
من جانبها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الهجوم الإيراني على الاحتلال الليلة الماضية يعتبر الأول من نوعه في تاريخ المواجهة بين الجانبين، والأول الذي توجهه إيران انطلاقا من أراضيها.
من جهتها، شددت الخارجية الإيرانية على أن الهجوم جاء في إطار ميثاق الأمم المتحدة وردا على الاعتداءات الإسرائيلية واغتيال مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا.
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الأحد، أن أي مغامرات إسرائيلية جديدة، ستقابل برد أقوى وأكثر حزما.
وقال وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده لم تحدد أي أهداف مدنية في هجومها على الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن القوات المسلحة لم تستهدف أي مواقع اقتصادية أو سكانية.
وأضاف، أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد حسابات دقيقة، استخدمت طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة ودقيقة لضرب قاعدة عسكرية إسرائيلية تُستخدم لإيداع طائرات "إف 35" التي تم استخدامها في الهجوم على مبنى سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.
وأردف أمير عبد اللهيان: "في نقطة أخرى، تم تنفيذ عمليات استهدفت مركزا استخباراتيًا للكيان الصهيوني استخدم لتوجيه جميع العمليات خلال الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك العدوان الإرهابي الأخير على سفارة إيران في دمشق، حيث كانت تتم عمليات جمع المعلومات وتوجيهها".
وتابع وزير الخارجية الإيراني: "كون عملياتنا العسكرية محصورة في الدفاع المشروع ومعاقبة الكيان الصهيوني، يعني أنه لم يتم تحديد أي أهداف مدنية في ردنا.. القوات المسلحة الإيرانية لم تستهدف أي أماكن اقتصادية أو مأهولة بالسكان، حتى في الهجوم على القاعدة العسكرية التي كانت مركز عمليات الكيان الصهيوني ضد سفارة إيران، حيث تم اتباع أقصى درجات الدقة لتوجيه الضربة والرد على الكيان الصهيوني".
واستطرد: "نحن لا نسعى إلى استهداف الأفراد أو القواعد الأمريكية في المنطقة، ولم نرحب بتصعيد التوتر، لكننا حذرنا من أنه إذا تم استخدام أراضي الدول التي تتواجد فيها القوات الأمريكية للدفاع عن تل أبيب، فسيتم استهداف القاعدة الأمريكية الموجودة في تلك الدولة".
وفي السياق، قال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون إن الضربات الإيرانية الأخيرة تمثل فشلا ذريعا للردع من جانب الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.
وأضاف بولتون: على الرغم من محدودية الضرر، علينا أن ننتظر لحين الحصول على تقييم نهائي، مشيرا إلى إمكان استعادة القدرة على الردع في المنطقة من خلال رد إسرائيلي غير متناسب مع الهجوم.