شبكة قدس الإخبارية

نقاط مكثفة حول الحرب البرية

٢١٣

 

535

غزة - قُدس الإخبارية: نشر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي نقاطاً حول المواجهة البرية، بين المقاومة وقوات الاحتلال، في قطاع غزة.

على مستوى المشهد الميداني لجيش الاحتلال:

- تتركز مناطق الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال في ثلاث محاور أساسية هي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحي الشجاعية في شرق مدينة غزة، ومدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث تتركز العمليات الأساسية ضمن المرحلة الثانية من الغزو البري لجيش الاحتلال في حـ.ربه على قطاع غزة.

-  في مخيم جباليا أطبق جيش الاحتلال حصاره من كافة الجوانب، حيث تتمركز الآليات في منطقة السكة شرق المخيم، ومنطقة تل الزعتر في الشمال الشرقي للمخيم (منطقة استحكام مرتفعة وكاشفة)، وفي مشروع بيت لاهيا بالشمال الغربي للمخيم، ومنطقة الفالوجا غربي المخيم، حيث تناور القوات البرية على مدار الأيام الماضية في محاولات تقدم عبر محاور الحصار المختلفة للوصول لقلب المخيم، وتقصف المخيم بشتى أصناف الصواريخ والقذائف وقنابل الفسفور، إضافة لضرب تجمعات سكانية واستهداف الملاجئ بهدف إفراغ المخيم من سكانه الذين يرفضون المغادرة منذ بداية الحرب.

-  في حي الشجاعية وبعد أن فصلته آليات جيش الاحتلال عن حي الزيتون عبر التقدم في شارع المنصورة جنوب الشجاعية، تعمل الآليات على إتمام محاصرة الحي من الجهة الغربية عبر التقدم من محيط غزة القديمة والساحة باتجاه الحي، مع قصف مكثف ومركز على أحياء الحي لإفراغه من سكانه.

-  في جنوب قطاع غزة وبالتحديد مدينة خانيونس، تقدمت الآليات عبر عدة محاور بالمنطقة الشرقية للمحافظة، حيث تقدمت من شرق دير البلح باتجاه مفترق أبو هولي المشرف على مدينة خانيونس من الشمال الشرقي للمحافظة، والتقدم من المحور الشرقي عبر النقطة الأقل عمقًا من شرق القرارة، إضافة للتوغل في خانيونس الشرقية في مناطق عبسان وبني سهيلا، وقطع شارع صلاح الدين باتجاه منطقة السطر، في محاولة للوصول لشارع (5) بالمحافظة.

-  يعمل الاحتلال في مناطق الجهد الرئيسي الثلاثة وفق استراتيجية فرض الحصار والقصف المكثف من مختلف الأسلحة والنيران واستخدام سياسة الأرض المحروقة، والتقدم وفق استراتيجية القضم التدريجي والمناورة من عدة محاور.

-  على صعيد مناطق الجهد الثانوي، لاتزال مناطق بيت حانون، بيت لاهيا، الشيخ رضوان، الزيتون، جحر الديك وشرقي البريج والمغازي تشهد مناورات برية مستمرة للآليات الصهيونية بالتقدم والاشتباك مع دفاعات المقاومة والانسحاب.

- بالرغم من حفاظ جيش الاحتلال على نقاط التمركز بعد إعادة تموضع جزء أساسي من الآليات خارج شوارع غرب وجنوب غزة، إلا أن منطقة الرمال الشمالي وتقاطعها مع شارع الجلاء تشهد عمليات تمشيط وتحرك للآليات خصوصًا بمحيط منطقة مسجد فلسطين وصولًا لجمعية الشبان المسيحية وعمارة الزهارنة.

المشهد الميداني للمقاومة:

-  تتعامل المقاومة في محاور الاشتباك المختلفة مع محاولات التقدم بالأسلحة المناسبة واستخدام تكتيكات حرب الغوار واستنزاف قوات العدو البرية، وتحافظ على استراتيجية عدم إنشاء خطوط دفاعية والتركيز على استدراج القوات المعادية لكمائن النار وضربها في أكثر من موضع خلال عملية التقدم.

-  على مشارف مخيم جباليا، نجحت المقاومة في توجيه ضربات متعددة لقوات الاحتلال البرية، حيث استهدفت عدد كبير من الآليات بالقذائف الترادفية المضادة للدروع محلية الصنع، إضافة لعبوات العمل الفدائي، مما دفع القوات للانسحاب من مناطق الالتحام لمواقع تمركز على مشارف المخيم، كما نجحت المقـ.اومة في تفجير فتحات أنفاق بجنود الاحتلال وايقاعها بين قتيل وجريح.

-  في بيت لاهيا شنت المقاومة هجومًا مباغتًا على القوات المتمركزة نجحت خلالها في تنفيذ عدد من الاستهدافات للآليات والجنود بالقذائف المضادة للدروع والأفراد وتفخيخ فتحة نفق وتفجيرها.

-  في منطقة بيت حانون خاضت المقاومة عدة اشتباكات من نقطة صفر مع قوات الاحتلال، كما استخدمت سلاح القنص والقذائف المضادة للأفراد في استهداف جنود جيش الاحتلال.

-  في حي الشيخ رضوان تخوض المقاومة على مدار الأيام السابقة اشتباكات كبيرة نجحت خلالها في توجيه عدد من الضربات لآليات وجرافات الاحتلال واستهدافها بالقذائف المضادة للدروع والأفراد وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية.

-  في محور الجهد الرئيسي لمنطقة الشجاعية نجحت المقاومة في استهداف القوات المتقدمة بالقذائف المضادة للدروع والعبوات بمختلف أنواعها وأصنافها، واستهداف القوات بجهود هندسية مختلفة أعطبت خلالها العديد من الآليات.

-  في محور الجهد الرئيسي بمنطقة خانيونس وفي مختلف مواضع التقدم، سجلت المقاومة عمليات استنزاف كبيرة للآليات والجنود في مناطق القرارة وبني سهيلا وشارع صلاح الدين، استخدمت خلالها القذائف الترادفية المضادة للدروع وعبوات العمل الفدائي والعبوات التلفزيونية والرعدية والشواظ، إضافة لاستخدام متميز لسلاح القنص ضد جنود الاحتلال.

-  تستهدف المقاومة تحشيدات الاحتلال ومواقع القيادة وخطوط الإمداد لجيش الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل 120ملم، واستهداف المشاة ضمن عمليات الاشتباك بقذائف الهاون النظامي عيار 60 ملم.

-  نجحت المقاومة في تنفيذ عدة عمليات التحام مباشر مع جنود الاحتلال والاشتباك من نقطة صفر ضمن كمائن للعقد الدفاعية في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا والشيخ رضوان ومخيم جباليا، أوقعت خلالها خسائر مباشرة في جيش الاحتلال.

-  أفشلت المقاومة محاولة جيش الاحتلال تنفيذ عملية إغارة بقوات الكوماندوز مدعومة بالغطاء الجوي الكثيف ومختلف صنوف النار لتحرير أحد أسرى جيش الاحتلال لدى المقـ.اومة ونجحت في إيقاع القوة المهاجمة بين قتيل وجريح والاستيلاء على سلاح وجهاز اتصال من القوة المهاجمة، وأدى الهجوم إلى مقتل الأسير في القصف الذي استهدف مكان العملية بهدف التغطية على انسحاب القوة المهاجمة.

التقدير:

-  لازال الاحتلال ينفذ في وتيرة متسارعة عملياته الميدانية بهدف تحقيق نقاط تقدم عملياتية وتحقيق ضغط أقصى على المقاومة في أماكن التمركز الأبرز والأكثر صلابة للمقاومة المتمثلة في محاور الجهد الرئيسي في كل من مخيم جباليا وحي الشجاعية ومحافظة خانيونس.

-  لا يزال تمسك السكان ببقائهم في منازلهم في مخيم جباليا وأحياء الشجاعية والزيتون وشرق خانيونس يشكل معضلة عملياتية تُعطل إمكانية تنفيذ جيش الاحتلال لخططه العدوانية في مواضع الجهد الرئيسي.

-  أدى تقدم جيش الاحتلال إلى المناطق الحضرية بشكل أكبر في المرحلة الثانية من الغزو البري إلى رفع تكلفة الخسائر في جيش الاحتلال من حيث الآليات وعدد الجنود القتلى، حيث وصل مجموع الآليات المستهدفة إلى ما يقارب 500 آلية منذ بدء التحرك البري، وهو ما يعادل قوام فرقة قتالية كاملة، فيما وصل متوسط القتلى المُعلن عنهم في اليوم إلى 8 قتلى، بعدما تراوح في الأيام التي سبقت الهدنة في متوسط الـ4 قتلى يوميًا.

-  يسعى الاحتلال إلى فصل منطقة الزيتون عن الشجاعية لعدة أهداف جزء منها تقسم منطقة العمليات والجهد الرئيسي في المناطق الشرقية لمحافظة غزة، واستكشاف دفاعات المقاومة وتثبيتها، بحيث يحول دون وجود دفاع إسنادي لمنطقة الشجاعية في حال قرر التعمق داخل الحي.

-  يتحرك الاحتلال ضمن مناورات في مناطق جهد ثانوي بهدف تثبيت الجهود الدفاعية للمناطق في المحاور المختلفة في كل من بيت حانون وشرق جباليا وشرق التفاح وجحر الديك وشرق البريج والمغازي، وذلك منعًا لإسناد دفاعي من هذه المناطق لمناطق الجهد الرئيسي لجيش الاحتلال، إضافة لكشف العقد الدفاعية في أماكن الجهد الثانوي واستهدافها من الجو وتحييدها.

-  لاتزال المقاومة تحافظ على قدرتها في إدارة النيران وإطلاق الصواريخ بمديات متعددة وصولاً لاستهداف مدن المركز في الأراضي المحتلة والمستوطنات على اختلاف مواقعها، وهذا يعكس متانة القدرة على إدارة العمليات والنيران وعدم تضرر القدرات الصاروخية للمقـ.اومة بشكل مؤثر بفعل الاستهداف المكثف من الجو.

-  يُشكل نجاح المقاومة في إفشال محاولة قوة خاصة تحرير أسير من أسرى الاحتلال لدى المقـ.اومة، نقطة مهمة في إطار حرمان مجلس الحرب الصهيوني من تقديم إنجازات إلى جمهوره حول جدوى العمليات العسكرية في تحرير الأسرى لدى المقـ.اومة، وسيزيد من تعقيدات اتخاذ أي قرار مشابه مستقبلًا.

-  خلاصة: يصمم جيش الاحتلال على الدخول في مناطق الجهد الرئيسي التي تُمثل رمزية كبيرة لدى المقاومة وشهدت سابقًا توجيه ضربات مؤلمة لجيش الاحتلال يسعى لتصفية حسابه معها، وتقديم صورة انتصار لجمهوره عن عدم وجود منطقة منيعة لا يستطيع جيش الاحتلال الوصول إليها، وهي محاولات لم تنجح حتى الآن حيث تكبدت قواته خسائر فادحة على مشارف هذه المناطق رغم كثافة القصف الجوي والمدفعي والغطاء الناري للقوات البرية المتقدمة.

يسعى الاحتلال إلى تشتيت دفاعات المقاومة واستنزافها على امتداد أراضي قطاع غزة، بحيث يناور بكل المحاور، كما يستنزف الجهود الدفاعية مناطق الجهد الرئيسي عبر محاولة الدخول من عدة محاور بشكل متزامن أو متقارب ويزج خلالها بعدد كبير من الآليات ليحقق مبدأ الصدمة والمناعة في وجه دفاعات المقـ.اومة.

رغم سعي جيش الاحتلال لخطف صور نصر بالدخول لمعاقل المقاومة الكبرى، وهي محاولة قد تنجح في نهاية المطاف، إلا أن هذه الصورة ستكلف القوات الغازية ثمنًا كبيرًا من الآليات والجنود، إذ أن المقـ.اومة نجحت في العديد من المواضع بتجاوز الغطاء الناري الكثيف المرافق للتقدم البري ووجهت ضربات كبرى للآليات المتقدمة على مشارف هذه المناطق، وهو ما يعكس حجم ما سيتكبده الجيش في حال التعمق بشكل أكبر.

لم تنجح سياسة تقسيم القطاع إلى مربعات إلى إحداث تغيير في نمط تحرك السكان وقبولهم بمبدأ النزوح من مناطق إلى أخرى وفق توجيهات صادرة عن جيش الاحتلال، وفضحت جرائم الاحتلال بحق العديد من النازحين كذب وزيف ادعاءات الاحتلال حول وجود أي مناطق آمنة في القطاع، وهو ما سيزيد من الضغط الكبير من المنظومة الدولية على جيش الاحتلال لإنهاء العدوان على قطاع غزة.

بالرغم من سياسة الضغط الأقصى الذي يحاول جيش الاحتلال تنفيذها على المقاومة، سيؤدي التعمق في مناطق الجهد الرئيسي في خانيونس والشجاعية وجباليا إلى تنفيذ المقاومة للضغط الأقصى على قيادة جيش الاحتلال بسبب ارتفاع كلفة هذه التحركات والاستهداف الكبير للآليات والجنود فيها.

يُشكل حجم الاستنزاف للآليات والجنود المتوغلين في قطاع غزة، عاملًا مهمًا في تحديد عمق ومدة العمليات العدوانية البرية داخل القطاع، إذ لا يمكن لجيش الاحتلال تحمل تكلفة استمرار هذا النزيف وزيادته لفترات زمنية طويلة كما يحاول قادة الحرب في كيان الاحتلال الترويج، وهو ما سيجعل من التعمق أكثر في مناطق الالتحام والجهد الرئيسي عاملًا يتناسب طرديًا مع عداد خسائر الاحتلال، وهو ما يجعله عاملًا مساعدًا في تقصير عمر العدوان واندحار جيش الاحتلال من أراضي القطاع.

#غزة #فلسطين #الاحتلال #المقاومة #طوفان الأقصى #مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي #المعركة البرية