1. اكتفاء كتائب القسام بتصدير وجه واحد على المنابر الإعلامية، نتج عنه حالة من تكثيف واختصار للمعنى، أي أن الإشارة إلى شخص يعني بالضرورة الإشارة إلى مؤسسة قائمة وحالة فعل، والعكس صحيح.
2. تساهم الصناعة والتمثلات التي ترافق ظهوره في تحريك الكامن داخل النفس البشرية، بحيث تحول إلى نموذج وقدوة، لا على الصعيد الفردي فقط بل على المستوى الجمعي.
3. انسجام النص المنطوق مع صورة الفعل صنع لمصداقية ثابتة ومتراكمة، وأيضاً لحالة ارتباط معرفي مع الجمهور، فلا مجال للتكذيب أو التشكيك، بسبب التطابق الحاصل بين الإعلان والفعل المعلن عنه؛ وهذا جعل منه رمز معرفي.
4. قدرة خطابه على التوحد والانسجام وجدانياً وفكرياً مع المجتمع المحلي والعربي؛ أي أن الخطاب وما يحتويه من قضايا وأفكار هو عبارة عن تمثيل كلي أو إطار جامع يضم الأفكار والمبادئ والمعتنقات التي يُستدل بها ويؤشر إليها، فأصبحت الإشارة إليه رديف للإشارة إلى تلك المجموعات التي تعتنق نفس ثقافته ومساره.
5. القيمة التي تكتسبها شخصيته، مستقاة في أصلها وجذورها من النضال الفلسطيني، وهنا يتلخص هذا النضال ويتجسد في شخصية جديدة تتحول بمرور الوقت إلى أيقونة وأسطورة في مخيال الإنسان الفلسطيني والعربي، كامتداد للخزان البشري الرمزي الذي تجود به القضية في كل مرحلة من مراحل نضالها. فمثلاً، كانت ولازالت تعرف القضية بكوفية ياسر عرفات، ولكن حالياً يُستدل إليها ايضاً بشخصية أبو عبيدة.
6. المزاج الشعبي العربي وتبني غالبيته لثقافة مقاومة الاحتلال، أسهم بقوة في ترسيخ رمزيته، وصارت الشخصية تُعبر بشكل نموذجي عن الميول الحقيقة للمزاج الشعبي، ومعتنقاته وأفكاره، وللمسار الذي تراه ملائماً للتعاطي مع العدو، وهذا بحد ذاته تصويت ضد أي نهج آخر.