ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قال مسؤول أمني كبير لدى الاحتلال إن وزير هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ هو "رجلنا في رام الله"، وهو يحث دائمًا على التعاون مع "إسرائيل" وليس التصادم معها.
ونقلت مجلة "فورين بوليسي" عن المسؤول الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ بسبب دوره المستمر في مخابرات الاحتلال، إن الشيخ يعمل بشكل وثيق مع "إسرائيل" لمنع الهجمات الفلسطينية على المستوطنين.
وكشفت المجلة عن مدى متانة العلاقة بين الشيخ ودولة الاحتلال، ففي شباط/ فبراير 2022، زار حسين الشيخ غرفة اجتماعات محصنة في المقر الشاهق لوزارة حرب الاحتلال في تل أبيب، وكان في استقباله حينها كبار ضباط جيش الاحتلال، وقيادة جهاز "الشاباك".
وقالت المجلة إن "سماسرة القوة الإسرائيليين يعجبون بالشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة."
وسلطت المجلة في مقابلةٍ استمرت ساعتين مع الوزير الشيخ، الضوء على مدى متانة العلاقة بين الوزير الشيخ والكيان الإسرائيلي، ففي فبراير من العام الماضي، زار القيادي بحركة فتح غرفة اجتماعات محصنة في المقر الشاهق لوزارة الحرب الإسرائيلية في "تل أبيب"، وكان في استقباله حينها كبار ضباط جيش الاحتلال، وقيادة جهاز المخابرات السرية "الشاباك".
وقالت المجلة الأمريكية إن الوزير الفلسطيني الشيخ بالنسبة لغالبية الفلسطينيين يمارس "العمل القذر" وهو أحد أوجه النخبة في السلطة التي تسيطر عليها كبار الشخصيات الذين يتقاضون مرتبات شهرية هائلة ويمتلكون منازل فارهة محاطة بالنخيل في أريحا، عدا عن قضاء إجازاتهم المُترفة في أوروبا، عدا عن وصولهم إلى حيفا ويافا التي يُحرم معظم الفلسطينيون من زيارتهما.
وأقر الشيخ خلال المقابلة بالفجوة بين القيادة الفلسطينية والجمهور، قائلاً: "السلطة غير قادرة على توفير أفق سياسي للشعب وغير قادرة على حل مشاكلهم المالية والاقتصادية جراء الاحتلال. "ولكن ما هو البديل للسلطة الفلسطينية؟ إنها الفوضى والعنف ".
ونقلت المجلة عن الشيخ قوله: "نتعامل مع الإسرائيليين وفق مبدأ أن تكسب تفاحةً منهم خيرٌ من حزمة مكونة من أربع تفاحات بعيدة المنال؛ فمهما كان الإنجاز صغيرًا إلا أنه مهم".
من ناحية أخرى، نقلت المجلة عن مسؤول مخابرات إسرائيلي سابق يُدعى "تامار هايمان" إن حالة القيادي في فتح حسين الشيخ تشبه حالة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرازياي الذي كان يشوبه الفساد لكنه كان الرجل المثالي لدى الأمريكان".
وقالت المجلة إنه في أغسطس قال العضو السابق في قيادة فتح ناصر القدوة والذي تحول إلى ناقد لعباس إن حسين الشيخ شخصٌ متسلّق ويُجيد فنّ الكذب والتحدث بالهراء ودائم الإقناع لعباس أنه الربّ من خلال تكرار عبارات الإشادة بكلام الرئيس".
وبحسب محللين نقلت عنهم المجلة أن الشيخ حظي بفرصة الصعود من عباس لأن الأخير يمنح الفرص لمستشاريه الذين لا يتحدّونه، و"سيتحوّل إلى حشرة حالما كرهه الرئيس أو غيّر موقفه منه فورًا".- بحسب القدوة.
وكشفت المجلة أنه في أواخر 2022، وافق الشيخ على دفع إيجار لإسرائيل مقابل أراضٍ محتلة في الضفة الغربية. حيث كانت الفكرة تتمثل في إنشاء مرفق جمركي فلسطيني في ترقوميا ليمنح السلطة قدراً ضئيلاً من السيادة، عن طريق تأجير الأرض من "إسرائيل".
وقال مسؤول في مكتب الشيخ طلب عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام: "لقد شعرتُ بالذهول - نحن نتحدث عن أرض محتلة واعتقدت أنه إذا تم تنفيذ هذه الصفقة، فإنها ستشكل سابقة خطيرة للغاية."
وعقّب الشيخ على ذلك أنه وافق على تأجير الأرض من الاحتلال بموجب اتفاقية لـ 99 عامًا، وأن ذلك لا يُعد مشكلة، لكنه قال إن الصفقة فشلت لأن "إسرائيل" رفضت السماح للخمور والسجائر اللذين تجلب وارداتهما عائدات كبيرة للسلطة الفلسطينية".
واختتمت المجلة في تقريرها استعراض قضية الفساد في منح تصاريح BMC الرفيعة وأن منحها مرتبطٌ بوجوب تقديم رشاوي لاستصدارها، مشيرةً إلى أن أحد المتقدمين لهذا النوع من التصاريح تعرض لابتزاز من هيئة الشؤون المدنية بوجوب إصلاح أنظمة التكييف وتغيير أثاث الهيئة، فيما تعرض آخرون لابتزاز بوجوب دفع 10 آلاف دولار لقاء ذلك التصريح.
ويقر الشيخ بأن العديد من الفلسطينيين لم يعودوا يعتقدون أن حكومته ستحررهم من الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً "لقد فقد الناس الأمل بالطبع، لكنني، كمسؤول وقائد، لا أستطيع فقدانه".