بيروت - قُدس الإخبارية: كشفت صحيفة لبنانية، في تقرير اليوم، عن تورط مصورة في العمالة لصالح مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ مهمات تجسسية على منازل مسؤولين في حماس وحزب الله.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن الأجهزة الأمنية اللبنانية كشفت مصورة "محترفة" ارتبطت مع مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، بين عامي 2021 و2022، وزودتها بصور ومعلومات حول منزل لقيادي في حركة حماس يقع في منطقة "الطريق الجديدة"، بالإضافة لبيوت أعضاء في حزب الله في الضاحية الجنوبية.
المصورة التي تلقت على كل مهمة 50 دولاراً حكم عليها القضاء العسكري في لبنان بالسجن لمدة عام واحد فقط، كما كشفت "الأخبار".
وعن تفاصيل اعتقال المصورة، قالت "الأخبار" إن ضباط مكافحة التجسس في فرع المعلومات اللبناني رصدوا اتصالات بين أرقام أجنبية مشبوهة ورقم هاتفي لبناني يقيم صاحبه في منطقة الصنائع في بيروت، وأضافت: بعد المتابعة، تبيّن أن الخطوط الأجنبية تعود لمشغّلين إسرائيليين، وأن الخط اللبناني يعود إلى ليال رمضان، وهي مصوّرة محترفة تعمل لمصلحة صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التابع لمجلس الإنماء والإعمار، وتنشر أعمالها الفوتوغرافية على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشف التحقيق أن المصورة أرسلت إلى مشغّليها مئات الصور ومقاطع الفيديو في مناطق مختلفة، وخلال استجوابها قدمت إفادة شابها كثيرٌ من "الضعف والتناقض"، حسب الصحيفة، إذ قالت إنّ "شخصاً أجنبياً تواصل معها، عرّف عن نفسه باسم جاستن، وبأنّه مقيم في هونغ كونغ ويعمل في الاستثمار العقاري، زاعماً أنّه حصل على رقمها من خلال موقع google my business".
وأضافت: ادّعى "جاستن" أنّ له صديقاً لبنانياً لا يمكنه زيارة لبنان من دون أن يوضح سبب ذلك، وأنّه يرغب في أن يفاجئ هذا الصديق بصور ومقاطع فيديو لمواقع معيّنة في لبنان، طالباً الاستعانة بها لهذه المهمة كونها مصوّرة محترفة، مقابل 50 دولاراً عن كل مكان ترسل صوره إليه، إضافة إلى كلفة النقل.
ورغم "عدم واقعية التبرير"، يقول التحقيق، قبلت المصورة بالعمل وفي البداية طلب "جاستن" منها تصوير فندق الكومودور في الحمرا، من الخارج والداخل، بحجة أنّ "صديقه عمل سابقاً في الفندق"، وذكرت أنه "ترك لها حرية التقاط صور عامة، فزوّدته بصور لوسط بيروت والمنارة ومسجد البسطا التحتا وسوق الأنتيكا في الباشورة وأماكن وأبنية أثرية".
لاحقاً توسّعت طلبات "جاستن" لتشمل تصوير مناطق سكنية كالطريق الجديدة حيث زوّدها، عبر الواتساب، بإحداثيات أحد المباني قرب الجامعة العربية، ثم بإحداثيات لأحد المباني في منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية ولآخر في العمروسية.
وكشف التحقيق أن المصورة أبلغت "جاستن" أنّ المنطقة "خاضعة لسيطرة حزب الله والتصوير فيها ممنوع، وأنّ حملها كاميرا قد يتسبب لها بمشاكل"، حينها طلب منها أن تلتقط الصور بهاتفها كي لا تلفت الانتباه، مع الحرص على أن تصور مداخل هذه المباني والشوارع المؤدية إليها.
وتبيّن للمحققين أنّ أحد قياديّي حركة حماس وأعضاء في حزب الله يقيمون في هذه المباني، وأظهر التدقيق في هاتفها أنها أخبرت "جاستن" بأنّها دفعت مبلغاً من المال لأحد الحرّاس كي يسمح لها بالتصوير.
ومن بين المهمات أيضاً "تصوير معمل غندور ومحيطه في الشويفات، من مبنى عالٍ في المنطقة، ومقهى يُدعى فيروز، بين الشويفات وحي السلم".
وبعد فترة من الارتباط، أبلغت "جاستن" أنها ستزور دبي، فأوصاها بشراء شريحتي هاتف وتعبئة رصيدهما أياماً، وإيصالهما إلى صديق له في الإمارات، بحجة أن الأخير ينوي السفر إلى لبنان قريباً، وبعد وصولها إلى دبي، اتصل بها وزعم أن صديقه أصيب بكورونا، وطلب منها إرسال الشريحتين عبر خدمة DHL إلى اسم وعنوان في ألمانيا زوّدها بهما، قبل أن يغيّر رأيه ويعطيها عنواناً آخر في هنغاريا.
وكشفت الصحيفة أن المصورة أرسلت إلى المشغّل "الفيديوهات التي انتشرت لأحداث الطيونة في تشرين الأول 2021، وعندما سألها عمّن تسبب في الأحداث، أجابت بأنّه حزب الله المسؤول عن تفجير مرفأ بيروت".
وخلال التحقيق، وجه المحققون أسئلة للمصورة حول إن كانت لم تساورها الشكوك حول دوافع "جاستن" في التواصل معها، زعمت أنها كانت "تشعر بذلك أحياناً عندما كان يتجنّب الإجابة على بعض أسئلتها وينقطع عن التواصل معها لفترات طويلة. ولماذا لم تتوقف عن تلبية طلباته رغم هذه الشكوك"، ثم قالت رداً حول قبولها بالمهمات في مناطق أمنية قد تعرضها للخطر إن "المال أغراها"، ولدى سؤالها عمّن يهمه التصوير في مناطق نفوذ حزب الله، أجابت: "إسرائيل وداعش".
في 16 حزيران 2022، أصدر قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل في حقّها قراراً ظنياً اعتبر أن "أفعالها تشكّل تعاملاً مع العدو الإسرائيلي، وطلب محاكمتها أمام المحكمة العسكرية التي حكمت عليها بالسجن، لمدة لم تتعدَّ السنة، وقد أنهت محكوميتها أخيراً وغادرت السجن"، كما قالت الصحيفة.