فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: تصدرت معضلة اندلاع حرب على أكثر من الجبهة التصريحات والخطابات الرسمية الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، والتحذيرات الصادرة عن مراكز البحث الأمني والاستراتيجي في دولة الاحتلال.
رئيس مخابرات الاحتلال "الشاباك"، رونين بار، قال إن الواقع الأمني ازداد تعقيداً مع اتساع جبهات المقاومة والشعور باتحادها.
وحذر بار من أن الانقسام "الشديد" بين مجتمع المستوطنين يمثل تحدياً إضافياً يزيد من الأعباء على الأجهزة الأمنية، في دولة الاحتلال.
رئيس "الشاباك" الذي حاول استدراك الحديث عن "قتامة" الوضع الأمني بتوجيه "تهديدات" لأعداء "إسرائيل"، حسب وصفه، أكد على ارتفاع عمليات المقاومة في الضفة المحتلة، وهي الجبهة الأكثر سخونة في الوقت الحالي.
وفي السياق، قال خبير إسرائيلي إن على جيش الاحتلال الاستعداد لما أسماها "حرباً استباقية" على الجبهة الشمالية.
واعتبر رئيس معهد "القدس" للاستراتيجية والأمن، أفرايم عنبر، أن على جيش الاحتلال تجهيز قواته لتنفيذ عملية برية مكثفة لمواجهة التهديدات على الجبهة الشمالية، حسب وصفه.
الخبير الإسرائيلي حذر من التهديد الاستراتيجي الذي تمثله منظومة صواريخ حزب الله، وأكد أن على جيش الاحتلال "تنفيذ عملية برية مكثفة للتعامل معها"، وقال: "يجب أن يستعد الجيش الإسرائيلي لحرب استباقية في الشمال للقضاء على التهديد الصاروخي للمنشآت الاستراتيجية للبلاد قبل التعامل مع الأسلحة النووية الإيرانية".
وخلال شهر رمضان، دفع عمليات القصف الصاروخي التي نفذتها المقاومة من غزة ولبنان وسوريا تزامناً مع عمليات المقاومة، في الضفة والقدس والداخل، دفعاً لهاجس اندلاع حرب على أكثر من جبهة بالنسبة للمستويات الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وكان وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، أكد أن "عصر المواجهات المحدودة انتهى" وقال: "لقد عملنا لسنوات بناء على افتراض أنه يمكن إجراء مواجهات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في التلاشي. اليوم، هناك ظاهرة ملحوظة ومتصاعدة لتوحيد الساحات".
وفي سياق متصل، حذر الضابط السابق في جيش الاحتلال يهوشاع كاليسكي ويعمل أيضاً باحثاً في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة "تل أبيب" اعتبر أن الاتفاق الإيراني - السعودي قد يمنح جماعة "أنصار الله" الحوثية فرصة أكبر للتركيز على بناء مسار لاستهداف المواقع الإسرائيلية، خاصة في "إيلات"، وهو ما يعني افتتاح جبهة جديدة هي اليمن.
وفي دراسة سابقة للمعهد عقب اشتراك أكثر من جبهة في قصف أهداف للاحتلال، قال المعهد إن أهداف المحور من سياسة "وحدة الساحات" هي تثبيت "إسرائيل في حدودها، وإقامة بنية تحتية للمقاومة في لبنان، وتسريع انتهاء عهد السلطة بالصيغة الحالية، وتوجيه المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948 نحو الاندماج في المواجهة، والمس بعملية التطبيع مع الدول العربية.
المعهد أوصى حكومة الاحتلال بتقليل التوتر داخل مجتمع المستوطنين، التي تعتبر أحد علامات الضعف، وإجراء سياسات للسيطرة على التهديدات الأمنية في الساحة الفلسطينية والمسجد الأقصى، وتعزيز وضع السلطة الفلسطينية، وترميم قواعد اللعب مع حزب الله في لبنان وإعادة فحص "معادلة الردع المتبادلة" التي تمنع "إسرائيل" من العمل ضد البنى التحتية لحماس في لبنان، ووقف إيران التي تسير في الطريق نحو القنبلة النووية، والتركيز على الساحة الشمالية.
الجنرال غيورا آيلند قال إن أبرز التحديات أمام دولة الاحتلال هي "وحدة الساحات"، ورأى في مقال على صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن على "إسرائيل" تنفيذ سلسلة خطوات لإعادة "فصل الساحات": "إصلاح الضرر الذي نجم عن جملة تصريحات غير مسؤولة لوزراء ونواب فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، والأردن، والإمارات، والولايات المتحدة، والتسوية مرة واحدة وإلى الأبد للوضع في المسجد الأقصى، وعدم الإعلان عن ضم غور الأردن، وممارسة الضغوط على غزة".
وزعم أنه في حال نشبت حرب في الشمال فعلى على "إسرائيل" أن ترسخ فكرة أنها مع لبنان وليس مع حزب الله لوحده، وقال: "عندما يعرف حزب الله أنه في حرب لبنان الثالثة لبنان ستدمر حتى الأساس، سيبقى أمامه ردع فاعل".
وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أن تصريحات وسلوك نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، وقائدها في قطاع غزة، يحيى السنوار، والاجتماعات بين قادة الفصائل مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، تؤكد على مساعي المحور لتغيير في قواعد اللعبة لصالح "وحدة الساحات" في مواجهة الاحتلال خاصة في القضايا المركزية مثل القدس والمسجد الأقصى.