شبكة قدس الإخبارية

"نبتت في الصخر وازدهرت".. عن كتيبة عقبة جبر ماذا يقول الفلسطينيون؟ 

d132dbf7-2663-4aa0-90d7-e012315d7685

أريحا المحتلة - شبكة قُدس: رُصدت آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع ظهور مجموعة للمقاومة المسلحة في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا، والتي بدأت بالظهور مؤخرا بعد تنفيذ عملية إطلاق نار على مفترق "ألموج" قبل نحو أسبوع ونصف، حيث تم الإعلان قبل أيام عن تشكيل كتيبة  باسم "كتيبة عقبة جبر" على غرار الكتائب المقاومة في جنين ونابلس.

الظهور المسلح في أريحا، شكل مفاجأة للاحتلال الإسرائيلي الذي كان ينظر للمحافظة على أنها الأكثر هدوءا وفق توصيفه، خاصة وأنها مركز ثقل المؤسسة الأمنية الفلسطينية.

وقصة كتيبة عقبة جبر بدأت عندما حاول مقاومان تنفيذ عملية ضد مستوطنين في أحد المطاعم جنوب أريحا، ردًا على مجزرة مخيم جنين التي راح ضحيتها 10 شهداء، ولاحقا للعملية أعلن أحد المطاردين للاحتلال انطلاق كتيبة عقبة جبر، وواجهت اقتحامات الاحتلال للمخيم وخاضت اشتباكات مسلحة معه، وارتقى خمسة منهم صباح الأمس في جريمة اغتيال إسرائيلية.

ورأى نشطاء، أن كتيبة "عقبة جبر" صنع مقاتلوها مجدا يليق بها، وزادوها شرفا يليق بطهر دمائهم.

وقال الناشط عبد الرحمن نصوح اشتية في منشور له عبر فيسبوك: "نحنُ في فترة زمنية ترفعُ فيها بنادقُ قليلة سقف أمة وشعب بأكمله، تزرعُ قيماً صرفت مليارات لمحوها من قلوب وذاكرة الفلسطينيين، تُذكره أن للعزة ثمناً أقل بكثير من أثمان القبول بواقع سقفه بسطار جندي محتل وقاعه التنسيق والاستسلام، هنا بركة دماء السابقين واللاحقين، بركة القدس وأكنافها:-

أن تنبت بنادق ترى المواجهة لغة وحيدة والموت في سبيل الله أمنية فريدة".

واعتبر الناشط أحمد لُبد، أن مقاومي مدينة أريحا خرجوا "ليعيدوا رسم الخارطة ليغيروا نهج المدينة التي ارتبط اسمها بالاتفاقية ومسلخها الأمني، ليعيدوها إلى خارطة القتال من مخيم منفي، على أرض تسقط تحت سطح البحر، خرج أقمار فلسطين لينشروا الدعوة المقاتلة ليصيبوا بصلياتهم المباركة قلوب المستوطنين وينيروا أفئدة الضالين عن الطريق".

وأضاف، أن "كتيبة مخيم جبر، سقطت في بهاء علوها راضية مرضية، مقبلة على الشهادة حاملة الفكرة، ذهبوا فقراء إلى الله مدججين بغضبه، ملبين نداء الجهاد في الياسمينة وقباطية وجنين وجبع ونور شمس وبلاطة والريف، يقولون ها نحن ذا  مخيمكم  المنفي".

أما الصحفي محمد بدر، فكتب عبر حسابه في تويتر قائلا: "كتيبة عقبة جبر نبتت في الصخر وأزهرت، قاتلت حتى النفس الأخير، لتؤكد أن في فلسطين ليس هناك أرضًا حائرة ولا جغرافيا محايدة".

وأضاف بدر: صورة نادرة ووحيدة لهؤلاء استقرت في قلوبنا كواحدة من أعظم محاولات الخروج من نفق الذلة نحو العز الأبدي والموت الحالم.

وقال الخبير في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، إن ظهور كتيبة "عقبة جبر" في أريحا، وخوض المقاومين اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال، هو الظهور الأول في منطقة هادئة غير متوقعة ويعد ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلية، وخاصة بأن تلك المناطق تعتبر لا تشكل عنصر ضغط أو خطرا كبيرا بالنسبة للاحتلال سابقا.

وقال الناشط علاء سميح الأعرج: "من كان يعرف أبطال عقبة جبر قبل عزمات الرجال التي أقدموا عليها سوى دائرة صغيرة من الأقارب والأصدقاء ورجالات المخيم؟! واليوم غدا المخيم كله بظاهرته الثورية أيقونة ومصدر إلهام لكل شعبهم وأمتهم بفعل بضعة رجال حملوا في جنباتهم عزم الجبال".

وأضاف الأعرج: وحدها عزمات الرجال هي التي ترفع الرجال، وحدها التي تذكر الأمة بواجبها، وتقيم على الكل الحجاج، وحدها التي تحمل الأمل وتمسح الألم وتضمد الجراح، هؤلاء السادة مثل بقية الناس يحبون الحياة، ولا يتمنون الموت، لكن الفارق عندهم أن من حولهم ينتظر قدره المحتوم في بيته أو سيارته أو مكان عمله أو على سرير شيخوخة يرهق من حوله، في حين يسعون هم لصياغته على نحو مشرف وفق تقادير الله.