شبكة قدس الإخبارية

ما هو جدري القردة؟

جدري-القرود

قُدس الإخبارية: يوم أمس، أعلنت وزارة الصحة في دولة الاحتلال الإسرائيلي عن تسجيل أول إصابة بمرض "جدري القرود"، وهو ما أثار مخاوف وتساؤلات عن طبيعة المرض وأسباب الإصابة به وطرق الوقاية منه، خاصة مع تجربة قاسية للبشرية ما زالت مستمرة مع فيروس كورونا.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن جدري القردة هو مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان).

وأشارت إلى أن أعراض المرض تشبه تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة، وقالت إنه مع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا.

وكشف لأوّل مرّة عن الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري بين القردة.

وحول طرق انتقال العدوى، أوضحت المنظمة أن العدوى بالمرض قد تحصل عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وأشارت إلى أن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس. 

وأضافت: من المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

وكشفت أنه يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات. 

وتابعت: ينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، ولا توجد حتى الآن أيّة بيّنات تثبت أنّ جدري القردة يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر.

وعن أعراض المرض، قالت المنظمة إن فترة الحضانة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) تتراوح بين 6 أيام و16 يوماً، ويمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

وأضافت أن فترة العدوى تقسم إلى مرحلتين: فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)، فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وأشارت إلى أن وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.

ويُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن جدري القردة عادة ما يكون مرض محدود ذاتياً، وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، وأشارت إلى أن الأطفال يصابون بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.

وأضافت: يشهد معدل الإماتة في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال، وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة.

وكشفت المنظمة أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، واستدركت: غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.



 

#جدري القردة