القدس المحتلة - شبكة قُدس: أكد باحثون وشخصيات مقدسية، أن استمرار اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال للمسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال فيه؛ سيؤدي إلى تأجيج الأوضاع وانفجارها.
وقال الباحث المقدسي مازن الجعبري، إن حكومة الاحتلال منعت اقتحامات الأقصى في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعيد الفطر، والآن هم يريدون تعويض هذه الفترة وعودة الاقتحامات من جديد.
ويعتقد الجعبري أن "رفع العلم الصهيوني داخل باحات الأقصى خلال اقتحامه، يؤكد أن السيادة ليست للاحتلال الإسرائيلي".
وأشار الجعبري، إلى أن "الجماعات الاستيطانية تسعى من خلال رفع علم الاحتلال إلى التأكيد على أنهم هم أصحاب السيطرة والسيادة، بعد أن رأوا مئات آلاف الفلسطينيين داخل الأقصى رغم القيود والتشديدات، خاصةً في الأيام الأخيرة من رمضان".
ويُبيّن أن "سلطات الاحتلال تحاول أيضاً من خلال رفع العلم الصهيوني، إجهاض التحركات الأردنية بعد أن حاولت إعادة موضوع الوصاية على الأماكن الدينية، وإظهار عدم اكتراثها من تهديدات المقاومة الأخيرة".
وذكر، أن "المستوطنين يريدون العودة إلى الاقتحامات بشكلٍ يومي؛ لأنهم يعتبرون أنه إذا مضى وقت على انقطاعها فهذا انتصار للفلسطينيين، وهم لا يريدون ذلك".
وشدد الجعبري، على أنه "إذا تم رفع علم الاحتلال داخل المسجد الأقصى والدخول إليه بلباسٍ قومي ديني، فهذا من الممكن أن يؤدي إلى تأجيج الأوضاع وانفجارها؛ خاصةً مع وجود رسائل واضحة من المقاومة، مفادها أن اقتحامات يوم غد ستؤدي إلى مواجهات واسعة".
وكان قد أثار رفع علم فلسطين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان استياءً كبيراً لدى المستوطنين، خاصة العلم الذي بقي لعدة أيام على قبة الصخرة المشرفة.
وخلال شهر رمضان، أفشل الفلسطينيون المرابطون والمعتكفون في المسجد الأقصى مخطط جماعات "الهيكل" في إدخال قرابين عيد "الفصح" العبري إليه وذبحها ونثر دمها في باحاته.
وأكد الكاتب المقدسي والمحلل السياسي راسم عبيدات أن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يوم غد، ورفع علم الاحتلال في باحاته وغناء "نشيدهم"، هو تطورٌ خطير وغير مسبوق، يتعلق بتحقيق حلمهم بإقامة ما يسمى بـ "الهيكل المزعوم".
وقال عبيدات، إن "هذه الأفعال تعني تحقيق حلم الجماعات الاستيطانية بالشراكة في المكان لممارسة الطقوس والصلوات التلمودية والتوراتية؛ بما يكرس التقسيم الزماني والمكاني للأقصى".
وشدد على أن هذه الخطوة "تُشكل تطورا نوعيا في إطار رفع القُدسية عن ساحات المسجد الأقصى، واعتبار الأقصى فقط هو المسجد القِبْلي".
ويرى عبيدات أن "تداعيات رفع أعلام الاحتلال على قبة الصخرة وفي ساحات الأقصى، ستقود إلى أبعد من هبة شعبية أو معركة "سيف القدس 2"، بل قد تندفع الأمور نحو حرب إقليمية؛ فقادة المقاومة قالوا بشكلٍ واضح إن زوال المقدسات الإسلامية والمسيحية سيقود إلى زوال دولة الاحتلال".
وتابع عبيدات: "في السابع عشر من شهر نيسان الماضي، قامت مجموعات كبيرة من عناصر الاحتلال باقتحام المسجد القِبْلي في تجاوزٍ لكل الخطوط الحمراء، بهدف جس نبض المرابطين والمعتكفين وكل أبناء الشعب الفلسطيني على تلك "الغزوة" التي تستهدف تكريس التقسيم الزماني والمكاني، والسماح للجماعات الاستيطانية بإدخال "قرابين الهيكل" إلى الأقصى وذبحها ونثر دمها على صحن قبة الصخرة".
وأضاف "لكن شراسة المقاومة وصمود المصلين والمرابطين والمعتكفين ومن لبّوا نداء الدفاع عن الأقصى، وكذلك التهديدات التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، منعت تقدم هذا المخطط وأجبرت "بينت" على منع استمرار اقتحام الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكذلك تقييد مسيرة أعلامهم ومنعها من الوصول إلى ساحة باب العامود".
من جانبها، حذّرت رابطة علماء فلسطين من خطورة استمرار اعتداءات الاحتلال على حرمة المسجد الأقصى، في ظل السماح للمستوطنين باستئناف اقتحامه بدءاً من يوم غد للاحتفال بما يسمى "عيد الاستقلال".
وقالت في بيانٍ صحفي اليوم الأربعاء: "لقد تابعنا مساء أمس الأخبار التي وردت حول منع قوات الاحتلال رفع أذان العشاء من مآذن المسجد الأقصى المبارك؛ بحجة عدم التشويش على المسؤولين الذين يشاركون في الاحتفال بالذكرى العبرية لتأسيس كيانهم الهش في ساحة البراق".
وأكدت أن "هذه التصرفات إضافةً إلى المضايقات المستمرة والممنهجة بحق خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، تُمثل استفزازاً مرفوضاً لشعبنا ولأمتنا، واستمراراً لمحاولات الاحتلال الصهيوني تكريس سيادته على مدينة القدس والمسجد الأقصى".
وشددت على أن "مخططات الصهاينة بمحاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى لن تمر بإذن الله مهما كلف من ثمن، فشعبنا لن يسكت على انتهاك حرمة مقدساته".
ودعت شعبنا في القدس والداخل المحتل والضفة الغربية إلى شدّ الرحال والرباط في باحات المسجد الأقصى بدءاً من اليوم الأربعاء، لحماية الأقصى وإفشال محاولات المستوطنين باقتحامه غداً الخميس بأعداد كبيرة.
كما دعت في بيانها علماء الأمة ودعاتها وأحرارها وكتّابها وإعلامييها لمضاعفة جهودهم المبذولة لنصرة المسجد الأقصى الذي يتعرض لاعتداءات الاحتلال صباحاً ومساءً، وتوضيح هذه الاعتداءات للعالم.
وتابعت: "ندعو مقاومـ ــتنــ ـا الباسلة ومجاهديـ ــنا الأبطال للبقاء على الجاهزية والاستنفار للدفاع عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله، كما ندعو السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لرفع يدها عن شعبنا ومقاومته، ووقف الاعتقالات اليومية بحقهم، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني المجرم".
المصدر: القسطل