شبكة قدس الإخبارية

ماذا تريد "إسرائيل" من مقابر مدينة القدس المحتلة؟ 

20211025074831

القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: على مدار الأيام الماضية، توالت انتهاكات الاحتلال التي طالت هذه المرة الأموات والشهداء في مقابر مدينة القدس المحتلة، والتي كان آخرها تجريف مقبرة اليوسفية.

 

وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني محمد الخلايلة، أنه سيتم تعيين 50 موظفا وإقرار علاوة للعاملين بأوقاف القدس وإرسال فرق ميدانية من الأردن للقدس كل أسبوعين.

وأشار إلى قرار صدر عام 1962 عن المحكمة الأردنية، يشير إلى أن المقبرة اليوسفية أرض خصصت لمقابر تتبع لوزارة الأوقاف الأردنية.

مساء اليوم الثلاثاء، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المشاركين بصلاة المغرب في المقبرة اليوسفية المحاذية لأسوار مدينة القدس المحتلة من الجهة الشرقية، بإطلاق القنابل الصوتية، واعتقلت عددا من الشبان.

وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من المقدسيين أدوا صلاة جماعية مساء اليوم ردا على أعمال التجريف التي تقوم بها سلطات الاحتلال بالمقبرة، قبل أن تهاجم قوات الاحتلال المشاركين بالقنابل الصوتية وتعتدي عليهم بالضرب لإخلائهم.

وقال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس، خليل التفكجي، إن اعتداءات الاحتلال على المقابر الإسلامية هي امتداد لسلسلة اعتداءات قديمة بدأت منذ الاعتداء على مقبرة مأمن الله التي كانت تبلغ مساحتها ثلاثمائة دونم وتم تقليصها إلى عشرة دونمات، وتحوّل جزء منها إلى ما يسمى "متاحف التسامح" و"حدائق".

وفي لقاء له عبر "شبكة وطن"، أوضح التفكجي، أن النقاش حول المقابر الإسلامية في القدس طرح ضمن ما يسمى المخطط الهيكلي عام 1968، وكان النقاش حول قضية مقبرة الرحمة أن أسطورة توراتية تتحدث أن المسيح المنتظر سيدخل من باب الرحمة، وكان ذلك الباب الذي فتح الاعتداءات على المقابر حتى وصلت اليوم إلى اليوسفية على اعتبار أن الأخيرة تمثل مدخلاً لبرج اللقلق الذي يطمح الاحتلال لإقامة مستوطنة فيه.

وأشار إلى أن "340 ألف مقدسي يسكنون القدس المحتلة، يواجهون أزمة في عملية دفن موتاهم، فقد امتلأت مقبرة الرحمة، وتم تشييك جزء منها وضمه لبلدية الاحتلال". 

وقال الناطق باسم حماس، محمد حمادة في بيان، إن "ما يجري اليوم في المقبرة اليوسفية هو جريمة بشعة تأتي ضمن سلسلة الجرائم ضد مقابر القدس". مضيفا:  "هذه الجريمة الصهيونية دليل صارخ على وحشية الاحتلال الذي طالت اعتداءاته على الأحياء والأموات من أبناء الشعب الفلسطيني، في سبيل تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك".

ودعا حمادة، المقدسيين، "إلى الانتفاض في وجه الاحتلال ردا على التغول المتزايد ضد القدس والأقصى، والاحتشاد عند المقبرة لمجابهة التجريف، وردع الاحتلال عن مواصلة جريمته".

وحذرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الاحتلال من استمرار حملته الاستيطانية المسعورة بحق أرضنا الفلسطينية،  واعتدائه على المقبرة اليوسفية في القدس بالتجريف والهدم، ونؤكد أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الجرائم الصهيونية بحق أرضنا ومقدساتنا. 

وقال رئيس لجنة المقابر في مدينة القدس مصطفى أبو زهرة، إن المقدسيين أصبحوا مطاردين في “مناماتهم الأبدية” عبر سماح الاحتلال بنبش وتجريف المقبرة اليوسفية من جديد، ليحولها إلى استراحة وحديقة توراتية للسياح اليهود الذين يطوفون في المدينة، مؤكدا: المقبرة أرض وقفية وإسلامية، و“سنبقى مرابطين بها”، إنها ساحة نضال من أجل أحياء مدينة القدس بمقدار ما هي من أجل الأموات.

وفي السياق، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الاعتداء على المقابر الإسلامية في مدينة القدس وما قد ينجم عنه من عواقب خطيرة.

وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن قيام جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف وتحطيم الأضرحة في المقبرة اليوسفية يشكل عملاً إجرامياً يتنافى مع جميع المبادئ والقيم الإنسانية.

وأضافت أن هذه "الهجمة الجديدة على مقابر القدس تشكل حلقة في سلسلة حلقات الاستهداف المتعمد والمبيّت للمقابر الإسلامية في القدس الغربية ومدينة يافا، وهو مشروع صهيوني يستهدف طمس الهوية الفلسطينية واقتلاع كل ما هو عربي".

وشددت الهيئة على أن الاحتلال أصبح يخوض حرباً مكشوفة ضد كل مكونات مدينة القدس وبدعم من جميع أركان المؤسسة الإسرائيلية، وعلى وجه الخصوص الجهاز القضائي لاستهداف المقدسيين أحياءً وأمواتاً.

ودعت الهيئة الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها من عدوان أصبح يشكل خطراً على هويتها العربية الإسلامية، كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية والقيام بإجراءات فعالة في كبح جماح العدوان الإسرائيلي على مدينة القدس المحتلة.

وشدّدت حركة حماس، في بيان لها، على أن أعمال التجريف الإسرائيلية في المقبرة اليوسفية "جريمة بشعة"، ودعت المقدسيين "إلى الانتفاض في وجه الاحتلال".

من جابنه، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، إن استهداف المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، يأتي في إطار محاولاته تغيير الطابع الجغرافي والديمغرافي في المدينة.

وأضاف: الاحتلال يهدف أيضا لتغيير طابع القدس العربي والإسلامي وتهويدها، من خلال الحفريات خاصة في محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية، كما ويسعى الاحتلال من وراء استهداف المقابر والمقدسات إلى إقامة ما تسمى "الحديقة التوراتية"، وطمس الحضارة والتاريخ والآثار الإسلامية، مشددا على أن الأمتين العربية والإسلامية تتحملان المسؤولية الكبرى حول استهداف هذه المقدسات وتدنيس حرمتها.