القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: الهزيمة القاسية التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي في القدس وغزة، وانخراط الضفة والداخل في المواجهة، وإجباره على الخضوع للفلسطينيين، كما أكد قادة عسكريون وسياسيون وجماعات استيطانية، دفعته إلى محاولة تحقيق "إنجاز" معنوي في المسجد الأقصى، اليوم.
قوات الاحتلال كبيرة من شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد، صباح اليوم، لتأمين اقتحام عدد من المستوطنين، واعتدت على المرابطين واعتقلت عدداً من موظفي الأوقاف.
مشاهد الإذلال التي تعرض لها عناصر شرطة الاحتلال في المسجد، عقب إعلان الانتصار المقاومة في غزة، فجر الجمعة، أحدثت غضباً واسعاً بين الجماعات الاستيطانية، التي اتهمت نتنياهو بالخضوع للفلسطينيين، بعد منعها من اقتحام المسجد لأيام خلال الحرب.
ويتفق الباحث في شؤون القدس، زياد بحيص، مع أن الاحتلال يحاول تخفيف صورة الهزيمة باقتحامه للأقصى، صباح اليوم، وأوضح: "يحاول الاحتلال أن يقول لنا بأنه عاد للمربع الأول وكأن شيئاً لم يكن؛ وعلينا أن لا نمرر هذه الحرب النفسية الصهيونية بحال من الأحوال".
ويضيف: كل ما يفعله الاحتلال لن يغير من حقيقة أن خوفه من العمليات الفردية والهبات الشعبية، والمقـاومة في غزة، بات يشكل معادلة ردع ثلاثية تحكم تفكيره وخياراته وقراراته في القدس.
واعتبر أن عهد الاقتحامات "بقلب قوي" حسب وصفه، لحسم مصير الأقصى، "انتهى عهدها"، وأضاف: "اليوم بعد رمضان ومعركة سيف القدس، يأتي الاقتحام للحفاظ على المكتسبات وحتى لا تفرض المزيد من التراجعات الصهيونية".
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال لجأت للعدوان على المصلين من صلاة الفجر، وتطويق البلدة القديمة وتحويل الأقصى لثكنة عسكرية "لتمرر اقتحاماً كان أقرب للروتين اليومي قبل هذه المواجهة؛ ورغم كل ذلك فالمجموعة الثالثة للمقتحمين لم يكن فيها سوى ثلاثة صهاينة يحرسهم المئات من قوات الاحتلال".
واعتبر أن المعركة في الأقصى "معركة على الرمز"، والوعي بها وبمعانيها مهم جداً لأن معظم رسائلها موجهة لكيّ الوعي وطمسه؛ الاحتلال يتصنع الجسارة لكن ما تحقق من ردع يصعب محوه، والواجب استئناف الردع بكل الأشكال الممكنة، ولا بد من تعزيز ما حصل بمواصلة المعركة في جبهة الأقصى وحي الشيخ جراح، وقال: "في المحصلة لن يحمي الأقصى إلا تحريره".
من جانبه، قال الناشط والأسير المحرر، عيسى نجيب، إن رواية الانتصار قائمة، وأشار إلى أن المعركة الأخيرة "أسست لحالة في حسابات الاحتلال بأن القدس والمسجد الأقصى في قلب كل فلسطيني ومسلم، ولن تخرج يوماً من حساباتهم".
وأكد أن العربدة التي كان يمارسها الاحتلال سابقاً، من خلال تدنيس الأقصى والاعتداء على المصلين كأمر روتيني، أقدم عليها اليوم بعد أن حول البلدة القديمة ومحيط المسجد لثكنة عسكرية ودفع بقوات كبيرة للمنطقة.
وأعتبر أن المواجهة الأخيرة "أسقطت خيارات الولايات المتحدة والاحتلال بالتعويل على دول التطبيع، كأداة طيعة لتمرير اتفاقية تنازل كبديل يسكتنا كشعب ويسكت العمق العربي والإسلامي والدولي".



