توفي بعد ظهر اليوم سعدي السخل (62 عاما)، أمام مقر جهاز المخابرات الفلسطينية في نابلس، بعد توجهه إلى المقر للإطمئنان على نجله الناشط في حركة حماس " أنور" والذي اعتقله جهاز المخابرات من مكان عمله في المدينة صباح اليوم.
وذكرت مصادر طبية أن "السخل توفي إثر نوبة قلبية ألمت به، حيث وصل إلى مستشفى العربي في المدينة بعد ظهر اليوم، ولم تفلح محاولات الأطباء في إنقاذ حياته، وتم تحويل جثمان السخل الى الطبيب الشرعي للتأكد من سبب الوفاة."
في حين ذكر نجل السخل محمد لوكالة "صفا الإخبارية" أن "قوة كبيرة من جهاز المخابرات الفلسطينية هاجمت عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم مكان عمل والدي وشقيقي مصعب في رفيديا، واعتقلتهم".
وأضاف "نزلت قوة جهاز المخابرات بهمجية كبيرة داخل سوبر ماركت، وطلبوا اعتقال شقيقي، فرفض والدي ذلك، ثم بدأوا بإطلاق النار حتى زجوا بهم داخل السيارة، ونقلوهم إلى مقر المخابرات أو ما يعرف بالجنيد".
وأكد السخل على أن والده توفى داخل مقر مخابرات الفلسطينية في الجنيد بعد اعتقاله بساعات، موضحاً إلى أن ذات الجهاز أودع والدهم بعد وفاته في مستشفى نابلس باسم مجهول ثم اتصلوا بهم لاستلام جثمانه".
يذكر أن سعدي السخل والد لمعتقل في سجون الاحتلال " مصطفى"، وآخر مبعد إلى قطاع غزة " نائل"، في صفقة التبادل بين حماس والاحتلال.
من جانبها قالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية أن الحاج سعدي السخل توفي ظهر اليوم السبت داخل مقر جهاز المخابرات في سجن الجنيد في مدينة نابلس، وذلك بعد ساعات من اعتقال الجهاز له ولنجله من مكان عملهما في رفيديا، حيث كانت قوة كبيرة من جهاز المخابرات قد اقتحمت مكان عمل الحاج السخل ونجله مصعب عند الساعة الحادية عشر من صباح اليوم في رفيديا، وقامت باعتقالهما.
وأوضحت اللجنة في بيان رسمي لها أنّ "قوة من جهاز المخابرات اقتحمت بهمجية كبيرة مكان عملهما، وطالبوا باعتقال مصعب، فرفض والده ذلك، ثم بدأوا بإطلاق النار بالهواء قبل الزج بهما داخل إحدى السيارات، وثم قاموا بنقلهم إلى مقر المخابرات في سجن الجنيد".
وأكدت أنه وداخل سجن الجنيد قاموا بالاعتداء على الحاج السخل الأمر الذي أدى لوفاته بعد اعتقاله بوقت قصير، ليقوم بعدها أفراد من جهاز المخابرات بإيداع جثمانه في المستشفى ليعلن عن وفاته لاحقا.
واختتمت اللجنة تصريحها بالتأكيد على أن "استشهاد الحاج السخل بعد اعتقاله والاعتداء عليه جريمة وطنية وإنسانية وأخلاقية لا يمكن المرور عليها دون أخذ موقف وطني وواضح ومسؤول من هذه الأجهزة الأمنية".
بدوره علق الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان ضميري على الحادث بالقول " المواطن سعدي السخل انتقل إلى رحمه الله تعالى اليوم السبت، بعد وصوله مقر المخابرات العامة مرافقا لنجله مصعب، لم تكن ضده أي قضية ولم يكن مطلوبا للتحقيق، بل أصر على مرافقة ابنه المطلوب للاستفسار حول قضية عادية ولم يمانع جهاز المخابرات العامة ذلك".وأضاف الضميري "المرحوم شعر بآلام في الصدر فور وصوله المقر وقامت طواقم المخابرات بنقله إلى المستشفى على الفور لتلقي العلاج والإفراج عن نجله أيضا، لكن محاولات الأطباء لإنعاش قلبه والتي استمرت 45 دقيقة لم تفلح في إنقاذ حياته".
وطالب اللواء ضميري كافة الجهات تحري الدقة والحذر في التعاطي مع هذا الحدث وعدم استغلال أرواح المواطنين ودمائهم لأهداف سياسية، وأكد على إصرار المؤسسة الأمنية على تشريح جثة المتوفى رحمه الله للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، وعدم ممانعتها حضور أي من لجان حقوق الإنسان أو الجهات الرسمية والأهلية للوقوف على نتيجة التشريح.
وشهدت منطقة رأس العين بمدينة نابلس مسيرة غاضية بعد الإعلان عن الخبر، حيث تجمع العشرات وقاموا بإحراق الإطارات في المكان للتعبير عن احتجاجهم على وفاة سعدي السخل داخل مقر المخابرات الفلسطينية.