بهذا العنوان انطلقت الحملة الإلكترونية التي دعا إليها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الإثنين، وتستمر عدة أيام، فهؤلاء السكان فقدوا كافة الوسائل التي في جعبتهم لحماية حيهم وعائلاتهم وأطفالهم فانطلقوا بهذه الحملة علها تكون صحوة لنا حتى لا نندم حينما لا يصلح الندم.
28 عائلة مقدسية بما يقارب 550 فردا في حي الشيخ جراح مهددون بالتهجير من قبل الجمعيات الاستيطانية بحماية محاكم الاحتلال، حيث تستمر سياسة الترحيل والاستهداف للفلسطينيين في القدس، إن كيان الاحتلال قائم منذ نشأته على التطهير العرقي للفلسطينيين هذه العائلات التي هجرت في النكبة من بيوتها حيث تم تسكين هذه العائلات عام 1956، من قبل وزارة الإنشاء والتعمير الأردنيّة بالتعاون مع الأونروا فوق أرض "كرم الجاعوني" التي تبلغ مساحتها 18 دونماً و800 متر مربع في حي الشيخ جراح.
عائلات عديدة مهددة بالاقتلاع من جذورها ليكرس المشهد في ذاكرة أطفالهم رواية أجدادهم وجداتهم حول النكبة فهم يعيشون هذا الواقع مجددا في ظل بقاء المقدسيين دون أدنى حماية في مواجهة أعتى دولة في العالم فعائلات الدجاني والداودي والكرد وسكافي وأبو حسنة والصباغ وغيرهم وجدوا أنفسهم وحدهم في التصدي لهذا الجبروت، فلم يجدوا سبيلا إلا وقد سلكوه فتوجهوا لمحاكم الاحتلال والاستئناف وجميعها تعمل ضمن منظومة واحدة للقضاء على كل ما هو فلسطيني في القدس وإن دل هذا فهو يدلل على فرض السيادة الفعلية على الأرض لدولة الاحتلال فكل ما هو فلسطيني مستهدف في القدس.
إن حي الشيخ جراح كما غيره من الأحياء المقدسية مستهدف بسياسة التطهير العرقي والترحيل، في ظل هذه الهجمة الشرسة المستمرة من الاحتلال قرر السكان إطلاق حملة إلكترونية لحماية وإنقاذ حي الشيخ جراح فهذه العائلات لديها قرارات بالإخلاء التي أصدرت مؤخرا بحقهم ٤ عائلات منهم أمروا بترك ملكيتهم في حد أقصاه 2 أيار/مايو القادم وثلاث عائلات في بداية شهر آب/أغسطس القادم لصالح المستوطنين ويطالب أهالي الحي، الأردن بتزويدهم بكافة الأوراق والمستندات الرسمية المصادق عليها من قبل الحكومة الأردنية والتي تثبت ملكية الأهالي للأرض التي يسكنوها منذ عام ١٩٥٦ ويطالبون المجتمع الدولي ووكالة الغوث (الانروا) بالضغط الجدي على حكومة الاحتلال، وقد صدر موقف من وزارة الخارجية الأردنية تبين أنها قد سلمت الأوراق للجهات الفلسطينية علما أنه حتى اللحظة لم يصدر سوى خبر من وزارة الخارجية الفلسطينية تشيد بالتعاون بين الدولتين لحل هذه القضية في ظل هذه التصريحات وفي ظل تصريحات الإدانة السابقة من الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية يبقى أهالي الشيخ جراح في الواقع لوحدهم في هذه المعركة المستمرة من سنوات وكم رغبت كفلسطينية أن أرى تحركا رسميا وطنيا على مستوى القدس وفلسطين فنحن نعلم مسبقا أن هذا الاحتلال يهدف لطردنا كما توجد هناك خطط معلنة من قبل بلدية الاحتلال التي تهدف إلى تعزيز الاستيطان وتغيير ديموغرافية مدينة القدس لصالح المستوطنين وهذا ليس بخفي علينا ولذلك يقع على عاتقنا كمقدسيين وفلسطينيين اليوم وضع خطة استراتيجية لتعزيز الصمود الفلسطيني في المدينة، فإذا كنا فعلا مؤمنين بأن عاصمتنا هي القدس لا بد من وضع خطط لمحاربة التطهير العرقي والتعزيز الفعلي للفلسطينيين في مدينتنا والحفاظ على هويتنا وحقنا الفلسطيني وغير ذلك لا يتعدى كونه شعارات رنانة قد فقدت صداها وفقدت رنين وقوعها على السمع فالمقدسي اليوم مثقل بهمومه المختلفة في السكن والتعليم وهويته الفلسطينية فهو مستهدف يوميا، لهذا نريد خطط فعلية عملية واقعية لتثبيت الصمود ولا نريد خطبا عصماء تداعب مسامعنا نريد خطة وطنية فلسطينية شاملة ولدينا العديد من المرجعيات في القدس فلتعمل كوحدة واحدة بهدف تعزيز الصمود المقدسي وليكن هذا مطلبنا من دولتنا الفلسطينية ومؤسساتنا وقوانا وفعالياتنا الوطنية والمرجعيات الدينية مجتمعة.
لا بد من معالجة هذا الأمر بوضوح وبشكل جلي للمواطنيين المقدسيين بطريقة لا يمسها الشك كوننا في أمس الحاجة لتعزيز الثقة في مؤسساتنا الفلسطينية فليتم تشكيل خلية أزمة من السكان والمرجعيات الرسمية لعلاج هذه القضية كما لا بد من إشراك الأردن إن لم نستطع فلسطينيا التأثير والضغط كوننا في القدس في صراع على البقاء والحفاظ على هوية المدينة الفلسطينية فكلنا نخسر في كل مرة يتم تهجير عائلة فلسطينية لصالح المستوطنين، فلنعمل معا على إيقاف خسارتنا وتعزيز صمودنا الوطني الفلسطيني.