القدس المحتلة - قدس الإخبارية: بدأت حديثها قائلة: “بدي أحكيلكم القصّة اللي صارت معنا..”، تدفعنا على التشويق لأحداثها، لكن سُرعان ما تنزل دمعتها، لتنزل دموعنا أيضًا بتسلسل القصة التي آلمت عائلة أبو صبيح التي حرمها الاحتلال من بيتها، وأجبرها على هدمه.
لميس ابنة العاشرة، وقفت تشرح كيف دفعت سلطات الاحتلال عائلتها على هدم منزلها بنفسها، تروي لنا ما حصل بالتفصيل للبيت الذي عاشت فيه وإخوتها ووالديها وجدّيها أجمل الذكريات، لكن رغم تلك الدموع التي ذرفتها إلّا أنها كانت قويّة بحديثها تُدرك كلّ كلمة تقولها حول البيت وأرض الرّباط.
تقول لميس أبو صبيح لـ”مركز معلومات وادي حلوة”: “كنا نايمين، دقوا علينا اليهود، حكولنا إخلوا المكان، خذوا أغراضكم والذهب والمصاري، احنا ما عنا ذهب ومصاري، هاد ذهبنا ومصارينا (تقصد المنزل)، هذا كل حياتنا، طلّعنا كل الأغراض، وأعطونا مهلة 21 يوم للإخلاء، بعد هالفترة حكولنا بدكم تهدموا بيتكم، كانت صدمة إلنا بس أخلينا البيت، أصعب إشي الواحد يخربوله كل إشي عمله بإيديه، شعور لا يوصف، صدمة، احنا بدنا نهدم بيتنا، ان شاء الله ما نهدمه، ان شاء الله يضل”.
كانت تروي تلك القصّة وهي تنظر إلى أثاث المنزل وجميع حاجيّاتهم وألعابهم التي أُجبروا على إخلائها، يمينًا ويسارًا، تنظر وحشرجة الصوت تبدو جليّة، لكنها كانت طفلة متماسكة رغم الدموع والألم الذي اعتصر قلبها، فهذا المنزل ليس حجرًا، بل روحًا تسكن أرواحهم وتدعوهم إلى السكينة كلما دخلوا إليه.
قالت لميس: “احنا ما عنا ملجأ غيره، بس مش رح نستسلم، متل ما حكولنا إمي وأبوي، هالبيت بنيناه في سبيل الله”، وأضافت: “هذه أرض الرباط، الأرض المقدسية، مش رح نطلع منها حتى لو رمونا بالشارع”.
بدأت عائلة الفلسطيني إياد أبو صبيح أمس بتفريغ منزلها في بلدة سلوان في القدس المحتلة، تمهيدًا لهدمه بعدما أجبرتها بلدية الاحتلال على ذلك، بحجة عدم حصوله على ترخيص.
يسكن أبو صبيح مع زوجته وأبنائه الستة ووالديه (10 أفراد) في هذا المنزل، الذي حاول أن يوقف عملية هدمه لكنه لم يستطع.
أبو صبيح قال: “تفاجأت قبل نحو أسبوعين بجرافات بلدية الاحتلال تقتحم محيط المنزل وتبدأ طواقمها بتفريغه، وبعد التوجه للمحاكم لإعطائنا المهلة القانونية بالتبليغ عن الهدم، استطاع المحامي بصعوبة انتزاع قرار بتأجيل الهدم مدة 21 يومًا”.
وأضاف: “خلال هذه الفترة قدم المحامي استئنافًا، لكن المحكمة “العليا” التابعة للاحتلال رفضته، وقضت بالهدم”.