بعد أن انتهينا من تدقيق مخابرات الاحتلال "الشاباك" في المجمع الاستيطاني الصهيوني "غوش عتصيون"، توجهت بنا الحافلة إلى مطار اللد "بن غوريون"، وقد أخلى الاحتلال قسماً في المطار ووضعوا فيه 13 عشر كرسياً بعدد المبعدين، وعلى مدرج المطار كانت تربض طائرة "C130" تحمل شعار الجيش البريطاني، إصرار عجيب من بريطانيا أن تقحم أنفها النتن في أي مصيبة تحل بالشعب الفلسطيني .
اصطف الجنود الانجليز بالقرب من الطائرة عبر صفين متقابيلن ليشكلوا ممراً لنا من الحافلة إلى الطائرة، وقبل صعودي إلى الطائرة، كان يسير بجانبي "التسر كروك" ضابط المخابرات الإنجليزي المسؤول عن سير عملية الإبعاد، فقلت له أريد أن أصلي، رفع حواجبه باستغراب، فأعدت على مسامعه طلبي وبلهجة أكثر جدية، فقال لكن لا تتأخر سنقلع خلال دقائق.
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، وجعلت قبلتي القبلة الأولى، تنحيت قليلاً إلى اليسار عن البيت الحرام في مكة، ووضعت وجهي نحو القدس، والتمست من ربي المعذرة فكما أن محمداً صلوات الله عليه وسلم كان يتقلب وجهه في السماء حنيناً إلى مكة بعد الهجرة، فنحن لنا قلوبٌ وتتقلب حنيناً وشوقاً لبيت المقدس ، وكلاهما قبلتيه جل ربي في علاه.
صليت ركعتين على أرض اللد، ووجه أمي كان في موضع سجودي، أخفيت دموعي عن "الستر كروك" وجنوده ، صعدت إلى الطائرة، وبكيت وحدي 18 عاماً.
"الصورة في مطار اللد"
.