شبكة قدس الإخبارية

“شرطة السحلب”.. 

82799890_2686909301400371_4449298080969261056_o

“شرطة السحلب” هكذا أطلق الشبان الفلسطينيون على شرطة الاحتلال التي لم تسمح بتقديم المشروبات الساخنة والسحلب والكعك للمصلين الوافدين للمسجد الأقصى فجر الجمعة.

جهّز نحو ستة شبان أنفسهم لاستقبال زوّار الفجر في بابي “الأسباط” و”حطة” (أبواب المسجد الأقصى) من خلال تحضير الشاي والقهوة والأرز بحليب والسحلب والكعك وتقديمه لهم أثناء مغادرتهم المسجد.

لكنّ هذا الأمر لم يُعجب “شرطة السحلب” التي قامت بمحاصرة الشبان وأخذ هوياتهم واحتجازهم لأكثر من ساعة، مهددة إياهم بالاعتقال وفرض عقوبة السجن بحقهم في حال قاموا بالتوزيع مجدّداً.

ولم تكتفِ بذلك بل قامت بتحرير مخالفات بقيمة 475 و750 شيقلاً بحق كل واحد منهم، بعدما ادّعت بأن بسطاتهم تلك “غير مرخّصة”، مع العلم بأن الشبان يقدّمون المشروبات والكعك للمصلين دون مُقابل ولوجه الله كما يقولون.

وجميع أهل القدس يعرفون تماماً أن بلدية الاحتلال (التي تحرّر المخالفات) لا تعمل أيام الجمعة والسبت، لكنّها خلال السنوات القليلة الماضية بدأت بالتنكيل بهم من خلال المخالفات. وهذا ما كان يحصل بالفعل للمصلين المغادرين من المسجد الأقصى أيام الجمع، ووضع مخالفات على مركباتهم.

أغاظتهم حملة الفجر أولاً، فقمعوا واعتدوا، ثم أغاظتهم أعداد المصلين في كل أسبوع من فجر الجمعة، فقمعوا واعتدوا، ثم أغاظتهم مُبادرات الشبان فاحتجزوهم وهددوهم بالاعتقال. 

لا تعرف شرطة الاحتلال من أين تتلقّى الضربات من الفلسطينيين في القدس، حتى قال أحد شبان المدينة حينما استُدعي للاستجواب في أحد مراكز شرطة الاحتلال أن محققاً إسرائيلياً قال له إن “أتْيَس واحد هو الشرطي الذي وضع القفل على باب الرحمة”.

وسبب قوله ذلك هو أن جميع المصلين باتوا يعرفون جيّداً ما هو “باب الرحمة” ومصلّاه وطريق الوصول إليه، بعدما كانوا لا يعرفون عنه شيئاً، إلّا من رحم ربي.

بالأمس، لم يقبل الفلسطينيون في القدس إغلاق أبواب المسجد الأقصى، وفرض البوابات الإلكترونية، كما أنهم لم يقبلوا استمرار إغلاق “باب الرحمة”، وها هو خطيب المسجد ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري يسطّر سابقة في رفضه قرار الإبعاد عن الأقصى، فيدخله رغم أنف الاحتلال. 

وربّما نرى غداً جميع المُبعدين عن المسجد الأقصى قد تكاتفوا وتوجهوا معاً نحو “باب الأسباط” ليدخلوا إليه كالجسد الواحد رافضين قرارات الاحتلال الظالمة، والتي تقيّد الحريات الدينية.