شبكة قدس الإخبارية

موسم البحث عن "الفقع"

83812423_2554500211542666_2151693261410926592_n

الضفة المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: يشكل فصل الشتاء موسماً هاماً لظهور، عدة أنواع من النباتات، في جبال فلسطين المحتلة، من بينها ما يعرف شعبياً "بالفقع" أو الفطر، ويرافق قطفها طقوس شعبية وأجواء متوارثة، منذ سنوات طويلة.

يمتلك "الفطر" عدة فوائد، بينها أنه : منخفض السعرات الحرارية، وغني بالألياف، والمعادن، والفيتامينات.

رحلة البحث عن "الفقع"

يقول أحمد كميل، من بلدة قباطية قضاء جنين: "بدأت رحلة البحث عن الفقع حين كنت طفلاً صغيراً، برفقة أبي، وأعمامي، وأولادهم، وهي رحلة لا ترتبط بعمر معين، فتجد أطفالاً، وشباباً، وشيوخاً".

ويبين كميل "لقُدس الإخبارية": "البحث عن الفقع أو الفطر، يشكل جزءاً من التراث الشعبي لدى سكان الريف الفلسطيني، فتجد خلال أيام الشتاء، العشرات ممن يجوبون السهول، والجبال، وأطراف الوديان، للبحث عنه".

وأضاف: "عدا عن الفطر فإن الناس تسعى هذه الأيام، للحصول على الزعمطوط، واللوف، والهليون، والخبّيزة، والعلك، والخردل، والخسّ البرّي، والزعتر الفارسي، وكثير من النباتات الأخرى التي تبدأ باكورة إنتاجها مع بداية فصل الشّتاء".

كيف نميز بين أنواعها؟

وأوضح كميل أنه "تنتشر في فلسطين أنواع عديدة من الفطر، ومنها ما ينبت في السّهول، والجبال، وبعض المناطق الحرجيّة، لكن الذي ينبغي معرفته أنّ هناك أنواع سامّة جدا من الفطر، قد تؤدي إلى الوفاة، أو أمراض الكبد كما قال لي أحد الأطباء الباطنيين"

وقال كميل، إن "الإنسان العادي يمكن أن يميّز، من خلال ما يملكة من خبرة متوارثة، بين الفطر السّام، وغير السّام، وفي منطقتنا يبحث النّاس عن نوعين من الفطر".

وأضاف: "يبحث الناس في منقطتنا عن نوعين من الفطر، الأول يكون شديد الملوسة من أعلى، ولونه أبيض من الأسفل، وله عصىً صغيرة بيضاء، ويسمّى بعض أنواعه ب"خشم العجل، أو الشّمسيّة" وهي تسمية شعبيّة وليست علميّة، وهناك نوع آخر منتشر في منطقة جنين يطلق عليه الكثير من السكّان اسم "الكلخ" وله عصىً تبدأ من طرفه، ويميل لونه للأبيض من الأعلى، ومن الأسفل، ولا ينبت إلا بالجبال".

من جانبه يقول الناشط بشار العاروري، من قرية عارورة شمال غرب رام الله: "في منطقتنا ينتشر الفطر الأبيض كبير الحجم، المعروف لجامعي الفقع، وهو غير سام ومذاقه طيب، وينتشر بين أشجار البلوط و الحرجيات وأي مكان لا تسقط عليه الشمس بشكل مباشر".

وأضاف: "من الصعب التفريق بين الأنواع، إلا للخبراء في الفطر، لان الأمر بحاجة لمعرفة بكل الأنواع، لكن يمكن أن تميز ما هو غير سام في منطقتك، من خلال الخبرة الشعبية المتناقلة التي تحفظ شكل الفطر غير السام"

متى ينبت؟

فيما قال أحمد كميل: "المشهور عند النّاس أن الفقع يبدأ بالانتشار مع سقوط الأمطار، ويكثر عندما يزداد البرق حسب ما نقلناه عن الأجداد، ولا أدري دقّة هذه المعلومة، إلا أني سألت مرّة أحد أحد المتخصصين بدارسة الأحياء النباتيّة فأكد أنّ البرق يزيد من النيتروجين في الأرض مما يرفع نسبة ظهور الفقع".

وأضاف: "الفقع يزداد بعد شروق الشمس في الأيام التي تلي المنخفضات، كما ويظهر في الاماكن التي يزرع فيها البقوليات كالفول، والبازيلاء، والقمح، والأماكن التي يكثر فيها القشّ".

تجارة وهواية

ويؤكد كميل من خلال تجربته "أنّ أغلب الباحثين عن الفقع يدفهم لذلك الهواية، وحب العثور عليه لأنه يحتاج لبحث واكتشاف، ولأن ظهوره محدود ويختفي بعد شهرين تقريبا من بداية الشتاء، وهناك من يرى بالفقع طعاماً له مذاق شهيّ، وخاص، فهو مادة بروتينيّة كاللحوم، ويتم طبخه مع البصل".

وأضاف: "يستغل بعض الناس هذه الفترة التي ينبت فيها الفطر لجمعه وبيعه في الأسواق؛ وذلك لثمنه المرتفع، فقد تصل ثمن الكيلو الواحد إلى أكثر من 40 شاقل".

وأوضح أن "الفقع الذي يظهر خلال بداية الشتاء يتميّز عن باقي الأنواع التي يتم زراعتها بالمزارع الخاصّة، فهذا النوع لا يزرع بالمستنبتات الخاصّة بالفطر".

كيف يطهى؟

يقول العاروري، إنه "يفضل طهي الفطر بعد إزالة القشرة التي تكون عليه، ثم غليه بالماء مع القليل من الخل، وثم طبخه بشويه أو قليه".

وأضاف: "يمكن شوي الفقع مع البطاطا أو الدجاج، أو قليه مع البصل أو البيض أو مع اللحمة".