فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: أكد كاتب "إسرائيلي" أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ارتكب أخطاء استراتيجية، قد تكون أكثر خطورة من قضايا الفساد المتهم بها، واصفًا اتهامات تلقيه الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة بأنها لا توازي الوزن الثقيل لسلسلة طويلة من الإخفاقات الاستراتيجية التي ارتكبها ضد "الدولة".
وقال الكاتب عكيفا ألدار، الرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، في مقال على موقع المونيتور ترجمته "عربي 21"، إنّ التاريخ "الإسرائيلي" سيذكر أن نتنياهو هو أول رئيس حكومة توجه إليه تهم بالفساد والمحاكمة الجنائية، وهو ما زال في موقعه، بجانب لائحة اتهام أخرى غير جنائية ذات طابع سياسي أمني استراتيجي، كل بند منها يشكل اتهامًا له.
وبدأ الكاتب سرد الاتهامات ضد رئيس وزراء الاحتلال، وأولها، "الاتهام الأول لنتنياهو المتعلق بشعار "إسرائيل ضد نتنياهو"، وما علم أنه قتل عن سابق إصرار وتعمد المشروع الصهيوني، حين طالب القيادة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وزيادة المشاريع الاستيطانية، والتحريض، وسياسة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهديد حياة مستوطني غلاف غزة، والضغط على دونالد ترامب للقيام بخطوات أحادية الجانب من أجل تجميد العملية السياسية".
فيما اعتبر قضاء نتنياهو على الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعت عليه القوى العظمى بأنّه الاتهام الثاني، حيث قال الكاتب إنّ خطوة نتنياهو جاءت بتوظيف الجاليات اليهودية والروابط الأنجليكانية بضغطها على ترامب لإعلان انسحابه من الاتفاق، وزيادة حدة العقوبات على إيران، وهذا التوجه الذي قاده نتنياهو معاكس لمواقف المنظومة الأمنية التي اعتبرت الاتفاق تسوية مريحة نسبيًا لإسرائيل.
وأضاف بأن الاتهام الثالث لنتنياهو، "إيصال العلاقات بالأردن لمستوى غير مسبوق من التدهور، وفق اعتراف الملك الأردني، الذي اضطر لعدم تمديد استئجار إسرائيل للأراضي الزراعية، والإعلانات المستفزة من نتنياهو بضم غور الأردن، وعدم الحرص على تهدئة القلق الأردني مما يحصل للأماكن المقدسة الإسلامية في القدس".
وأشار إلى أن "الاتهام الرابع لنتنياهو هو تشويه صورة الديمقراطية الإسرائيلية في المجتمع الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ومحاولات محو الخط الأخضر، وتدهور علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي التي ذهبت باتجاه وسم المنتجات الإسرائيلية المصنعة في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس وهضبة الجولان".
أما الاتهام الخامس فهو "تفويت الفرصة على إقامة حلف استراتيجي مع الدول العربية، وعزل إيران وحلفائها، فما اتضح لاحقا حول رغبة جدية لدى عدد من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية التي فتحت أجواءها أمام الطيران الهندي المتجه لتل أبيب، كانت خدمة لمصالح لنتنياهو، لأن ادعاءه بإمكانية تطوير علاقات إسرائيل مع هذه الدول، ببقاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، هي دعاية رخيصة وسياسة مجرمة".
وختم الكاتب "الإسرائيلي" بالاتهام السادس وهو "الإضرار بعلاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي الأمريكي، والمحور الأساسي في الجالية اليهودية الأمريكية، لأن تماهي نتنياهو المطلق مع الحزب الجمهوري جعل من دعم إسرائيل مسألة خلافية داخل الساحة السياسية الأمريكية، بعد أن كان موضوعا توافقيا استراتيجيا خارج أي خلافات أمريكية داخلية".