واشنطن- قُدس الإخبارية: قررت الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الأمريكية، سحب استثماراتها وبيع أسهمها في شركات داعمة للاحتلال الإسرائيلي هي "موتورولا، كاتربيلر، وبنك ديسكونت"، في خطوة مماثلة لما اتخذته الكنائس الإنجيلية اللوثرية، المشيخية، الميثودية المتحدة، والمسيح المتحدة.
وقرر المجلس التنفيذي للكنيسة، في بيان صادر عنه عقب اجتماعاته التي عقدها، مقاطعة أي شركة تدعم أو تستفيد من انتهاك حقوق الإنسان في أو من خلال احتلال الضفة أو "القدس الشرقية" أو قطاع غزة.
وتتضمن معايير المقاطعة، أي شركة تعمل على توفير أو القيام بأعمال تجارية أو تقديم سلع أو خدمات في أو إلى مستوطنات غير شرعية وفقًا للقانون الدولي، أو المساهمة في بناء أو ترميم أبنية أو غيرها من المرافق في مثل هذه المستوطنات أو تسعى بخلاف ذلك إلى الاستفادة من انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما قررت الكنيسة- وفق بيانها- مقاطعة الشركات التي تقوم بتزويد أو ممارسة الأعمال التجارية بشكل مباشر أو غير مباشر مع أو تقديم سلع أو خدمات إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويبلغ إجمالي الأسهم التي ستبيعها الكنيسة نحو 1.2 مليون دولار في شركة "موتورولا"، و125 ألف دولار في "كاتربيلر"، إلى جانب أسهم في بنك "ديسكونت".
وقال المجلس إنه رغم أن الاستثمارات بسيطة إلا أنها خطوة رمزية لأن الكنيسة "لا تريد تحقيق أرباح من الشركات التي تساهم في معاناة الآخرين".
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في الوقت المناسب في ظل تقلص احتمالات حل الدولتين، بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية، واعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وبسيادة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان المحتل، وإقرار "إسرائيل" قانون الدولة القومية".
بدورها، قالت رئيسة مجلس نواب الكنيسة الأسقفية القس غاي كلارك جينينغز: "إنني أقدر العمل الشاق الذي قام به الكثيرون لعقود عديدة لتعزيز التزام الكنيسة بالعدالة لجميع شعوب الأرض المقدسة".
كما أصدر مجلس الكنيسة الأسقفية تعليماته إلى لجنة المسؤولية الاجتماعية في الكنيسة، لمواصلة مع شركات مثل " فيسبوك، وبوكنغ.كوم"، وحثهم على معالجة انتهاكات حقوق الإنسان من خلال التواطؤ مع الاحتلال.
إشادات فلسطينية
قال الأمين العام لـحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من "إسرائيل" حققت انتصارًا جديدًا بقرار مجلس الكنائس الأسقفية في الولايات المتحدة سحب استثماراته من أي شركات تخدم الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك شركات "كاتربيللر وموتورولا وبنك ديسكونت الإسرائيلي".
وأوضح البرغوثي في تصريح صحفي أن هذا القرار يأتي مكملًا لقرارات مماثلة اتخذتها الكنائس المشيخية والميتودية واللوثرية الأمريكية بالانضمام لحملة المقاطعة للاحتلال والاستثمارات في شركات تتعامل معه.
وأكد أن انعطافًا كبيرًا يحدث في الرأي العام الدولي والأمريكي لصالح فلسطين نتيجة انكشاف نظام الأبرتهايد والتمييز العنصري الإسرائيلي.
وعبر البرغوثي عن تقدير الشعب الفلسطيني للقرارات الجريئة التي تتخذها تباعًا العديد من الكنائس في الولايات المتحدة رغم محاولات اللوبي الإسرائيلي منع ذلك.
أشادت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقرار المجلس التنفيذي للكنائس الأسقفية بتبني قرار مقاطعة الشركات المتورطة باستثمارات تدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية وخاصة شركتي موتورولا وكاتربرل.
وقالت الديمقراطية في بيان السبت إن "القرار ببعده الإنساني وما يحمله من رؤية عادلة لقضية شعبنا وحقوقه المشروعة، يشكل خطوة مهمة على طريق توحيد موقف الكنائس المسيحية في العالم، ضد الاحتلال وسياساته العنصرية والاستيطان الاستعماري، وسياسة التعدي على المقدسات الفلسطينية ومحاولة مصادرتها وتهويدها بدعاوى وذرائع مختلفة وباطلة".
وأشارت إلى أن مثل هذه الخطوة الشجاعة تشكل دعمًا لحملة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها [B.D.S]، على طريق موقف دولي، ينزع الشرعية عن الاحتلال، ويفرض العزلة الدولية على دولة التمييز العنصري والفاشي في "إسرائيل"، ويؤيد بقوة وفعالية الحقوق الوطنية والقومية للشعوب العربية في استرداد كل شبر من أراضيها المحتلة، وشعبنا الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير والاستقلال والعودة.