تحصين المجتمع الفلسطيني وتعزيز وعيه الأمني، بحاجة إلى كل الجهود للتحصين وحماية الشعب وعناصر المقاومة من الهجمات الصهيونية، لوجود أبواب ومنافذ عديدة يستغلها الاحتلال وأعوانه في اختراق الصف الفلسطيني وقد يشكل التجنيد من خلف الستار بوابة واسعة لجمع المعلومات والتحريض ضد المقاومة، فما هو التجنيد من خلف الستار.
أجهزة العدو الصهيوني الاستخبارية تعمل ضمن مخطط يشتمل على التحديث المستمر للمعلومات، فقد ينقصها عنوان أو اسم أو خبر أو معلومة أو رقم هاتف أو تقرير أو رقم حساب أو وثائق أو صورة أو تحديد أماكن العمل للمقاومة او تفاصيل بسيطة لإكمال ملف او هدف على بنك أهدافها استعداً لأي مواجهة مع المقاومة, فتقوم بتكليف من له القابلية على استحصال ما ينقصها دون ان يدري الى اين سيكون نتاج هذا الجهد ذاهب .
ويعتبر التجنيد بالاحتيال أو ما يسمى بالتجنيد من وراء ستار من أبشع وأقذر أنواع التجنيد، فالمجندون والمستهدفون بمعظمهم لا يدرون بأنهم مجندون لخدمة الاحتلال وهم يعملون بكل جد واجتهاد في أعمال يرونها أعمالاً إنسانية أو فكرية أو وطنية دون أن يعلموا أن جهدهم يذهب لصالح الاحتلال، فالعدو لم يجد طريقاً لتجنيدهم إلا من خلال ألاعيب وحيل تستثير في المستهدفين الابداع والحماسة ليقوموا بأعمال تصب بمصلحة العدو وتغذية وجمع المعلومات التي تخدم خطط الاحتلال في مواجهة المقاومة ( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً) .
في كل انواع التجنيد الاستخباراتية، المجند يعرف انه مرتبط بجهة استخبارية محددة يعمل لحسابها ويستلم اموالاً لقاء واجبات محددة بأوامر تحدد ما هو مطلوب منه وماهية المعلومات والأعمال المطلوبة من قبل اجهزة الاستخبارات المشغلة له بشكل صحيح ودقيق كما يعلم انه جاسوس او متعاون لجهة ما ضد مجتمعه وبلده ويدرك مخاطر ما يقوم به وعواقبه وتكون له اسبابه التي اقتنع او اجبر على اساسها في القبول بالعمل مع العدو .
أما في حالة التجنيد من خلف الستار فإن العميل لا يدري أنه عميل أو أنه مجند لخدمة عدوه، ويمارس عمله سواء بتفاعله على مواقع التواصل او الاعلامي أو العلمي أو الاجتماعي أو البحثي أو الإنساني او التجاري أو أي عمل آخر دون أن يعلم انه يعمل ويوجه لصالح خدمة أهداف عدوه بالنيل من مجتمعه وبيئته التي يعيش فيها .
غالباً ما يتم هذا التجنيد من خلال واجهات تصنعها الاجهزة الاستخبارية المعادية للمقاومة كأن تكون قناة تلفزيونية أو موقع اخباري أو يكون مركز أبحاث أو منظمة انسانية أو منظمة دولية أو حملة ظاهرها ايجابي وأهدافها خبيثة أو أية واجهة يختارها الاعداء سواء كان اختيارها لذاتها او لكي تكون واجهة لعمل آخر, فمثلما تعمل استخبارات العدو من خلال واجهات متعددة للسرية والكتمان, فكذلك هي تعمل - من خلال التجنيد من خلف الستار- على اخفاء النوايا والأهداف والمتطلبات عن المجند الذي لا يدري أنّ هنالك أيدٍ خفية من خلف الستار تطلب منه أعمالاً تحتاجها الاستخبارات او أنه يساعدها في التمويه من حيث لا يعلم.
ويعتبر التجنيد من خلف الستار تجنيداً غير مباشر أي إنه تجنيد بالواسطة، وهو تجنيد ناعم يتم عادة تحت سمع وبصر الاجهزة المعادية ويتم دوماً تحت شعارات رنانة ومثيرة ومقبولة وغير منفرة, لذلك هو آفة خطيرة لابد من التنبه اليها لاسيما وانه يستهدف الطاقات النشطة والخبرات ويستخدم الذكاء ليصل لما يريد من خلال جيش من المجندين من خلف ستار ، لذلك خليك صاحي لتحمي مجتمعك وبيئة المقاومة بكل مقدراتها ... خليك صاحي كي لا تقع ضحية لابتزاز الاحتلال وعملاؤه ... خليك صاحي و لا تقدم المعلومات بالمجان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها بدون قصد. تخدم خطط الاحتلال في مواجهة المقاومة.