شبكة قدس الإخبارية

آثار في بيت لحم: فلسطيني ينّقب ومستوطن يشرف

٢١٣

 

محيسن العمرين

أوصلت الحال الاقتصادية السيئة، وعدم الإكتراث بضياع الأرض الفلسطينية، وعوامل جهل وجوع ومتطلبات الحياة الأخرى، إلى أن يقوم عمال فلسطينيون بالعمل مع المستوطنين بالبحث عن الآثار في مناطق فلسطينية لم يصلها الاستيطان بعد.

انتبهتُ إلى ذلك أثناء جولة لي في منطقة" خلة القطن" في وادي رحال جنوب بيت لحم، إذ وجدتُ عشرات من العمال الفلسطينيين، وبحراسة عدد من المستوطنين وجنود جيش الاحتلال، يحفرون بحثاً عن آثار يطلبها ربُّ عملهم- المستوطن طبعاً-.

يوسف أبو لبن، وهو صاحب قطعة أرض في المنطقة قال في حديث مع "شبكة قدس": "رأينا السيارات تنقل العمال إلى أرضنا، ولاحظنا أن السيارات فلسطينية، وأن العمال فلسطينيون، ولكنهم تحت حراسة مستوطنين وجنود جيش الاحتلال، بدءوا بالعمل في أرضنا، توجهنا لهم ومنعناهم، فتفاجئنا انهم فلسطينيون من يطا في محافظة الخليل".

IMG_8175

رغم قرار المحكمة العليا الإسرائيلية .. المستوطنون يعملون في الأرض

ويضيف أبو لبن بالقول لمراسل شبكة قدس" ان المستوطنين يأتون الى أراضينا بحجة أن هذه الارض هي ملك لهم، ولكنها أرض فلسطينية بامتياز، نحن دافعنا عنها بكل ما نملك من وسائل حتى وصل بنا الأمر الى رفع دعاوى كثيرة على المستوطنين في محاكم الاحتلال، وبالتالي منعت محكمة العدل العليا الاسرائيلية المستوطنين، ومنعتنا نحن أيضا من العمل في الأرض، حتى صدور قرار المحكمة النهائي في 30 من الشهر الجاري".

يكمل أبو لبن قصته مع العمال الفلسطينين قائلاً: "قمنا بالحديث معهم، وطلبنا منهم أن يخرجوا من هذه الأرض، وهددناهم أننا نستطيع أن نلاحقهم عشائرياً وقانونياً، اذا لم يستجيبوا لنا، ونحن ندرك تماماً أنهم يبحثون عن لقمة عيش لهم ولأطفالهم، ولكن أرضنا أهم من أي شيء آخر".

وتابع أبو لبن: "العامل الفلسطيني الذي يعمل في أرضي لصالح المستوطنين، سأتعامل معه كالمستوطنين تماما، وأحاربه بكل الوسائل، وبكل قوتي، وهنا أدعو العمال إلى ألا يكونوا خصوماً لأبناء شعبهم".

أحد العمال المشاركين في التنقيب عن الآثار قال: "نتقاضى لقاء عملنا 200 شيكل في اليوم، المستوطن المسؤول يأتينا الى مكان محدد وينقلنا كل يوم للعمل في مكان ما، ثم يعيدنا الى نفس المكان الذي أخذنا منه، دون ان نعلم أين سنذهب".

وأشار هذا العامل:"أبلغنا المستوطن المسؤول إن أحدى القنوات التي قمنا بحفرها في واد رحال تصل جنوب محافظة بيت لحم مع منطقة العروب شمال الخليل".

IMG_8189 IMG_8186 IMG_8179 IMG_8175 IMG_8173 IMG_8164

المستوطنون المنَقِبون من مستوطنة" افرات"

وبكل وقاحة وتكبر، يأتي أحد المستوطنين إلى الفلسطينيين، ويعرّف أحد العمال على هذا المستوطن بالقول:"إنه من مستوطنة "افرات" المقامة على أراضي الفلسطينيين، جنوب بيت لحم. يُعقّب المستوطن: "هذه الارض لنا ومن حقنا البحث فيها، والتنقيب عن آثارنا!".

ولم يُبدِ هذا المستوطن أي اهتمام بالعمال، بل قام بتصوير ما حفروه، ومن ثم فكك خيمة كان نصبها العمال للاستظلال بها، وحمل مُعِدّاته ورحل.

هذا وحاولت شبكة قدس التواصل مع أحد المسؤولين في وزارة السياحة الفلسطينية لمتابعة هذا الشأن، وبعد أن طلب منا إعادة الاتصال به في اليوم التالي حتى يستفسر ويحصل على المعلومات اللازمة، وفعلنا، لم يردّ على اتصالاتنا.

يذكر أن تقارير اعلامية سابقة قد أشارت إلى محاولات إسرائيلية مستمرة لأسرلة الآثار في الضفة الغربية، ومحاولة ايجاد روابط بينها وبين التاريخ اليهودي، وكانت "إسرائيل" قد حددت عاماً لما أسمته "التراث الوطني" يتضمن من أهم ما يتضمنه برنامجاً بهدف الترويج للروابط الإسرائيلية مع مواقع الآثار القديمة في الضفة الغربية.

وذكر التقرير إن  هناك ما بين 6 الاف و10 الاف موقع اثري معروف في الضفة الغربية، وبقايا الاف السنين من استيطان الحضارات منذ العصر الحجري الحديث.

IMG_8150 IMG_8158 IMG_8164 IMG_8183