إن تذكرتم الشهيد مهند الحلبي، فأود أن أذكركم بشخص ساعده في تنفيذ عمليته، أوصله لمكان تنفيذ العملية في القدس وأعطاه سلاح العملية وهي سكين وغادر راجعا يومها إلى سكنه مع طلاب جامعة القدس في ابو ديس.
هذا الشخص قبلها كان غير معروف وهادئا وممن يعلمهم الله وحده، اسمه عبد العزيز مرعي من بلدة قراوة بني حسان قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية، ولم يمض وقت طويل حتى وصلت المخابرات الإسرائيلية إليه واعتقلته من سكنه في أبو ديس ودخل إلى السجن ليبدأ رحلة المؤبدات الأربعة.
حينها وبرغم حزن الابتلاء، فالسجن ابتلاء عظيم، لكن الشاب الصغير عبد العزيز كان له أخ أكبر منه، كان على مشارف إنهاء أربعة عشر عاماً من الأسر، الأسير القسامي رمزي مرعي.. أكاد أجزم أن لقاء الأخوة قد هون وجع الأسر وخفف ولو قليلا على الأخوين الذين اجتمعا.
مضت حوالي سنة فأذن الله للأخ الأكبر أن ينهي حكمه الكبير، ويختم نصف عمره الذي قضاه خلف القضبان ويفرج عنه قبل عام من الآن وقد أنهى ١٤ سنة بالتمام والكمال..
قبل أيام قرر حماة المشروع الوطني تكريمه فاعتقلوه وأودعوه في زنازين التحقيق لأحد الأجهزة الأمنية في سلفيت، وهو الآن يكرم لديهم.
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة أمه، تقف على باب أحد مقرات الأجهزة الأمنية تنتظر علَّها تحظى بزيارة لابنها الأسير السابق والمعتقل السياسي اليوم.
نعم هذه هي أم رمزي الأسير المحرر، وعبد العزيز الأسير المؤبد، وأم حمزة الأسير المحرر، هذه أم الأسرى التي أمضت آخر ١٦ عاماً في حياتها تطوف على سجون الاحتلال في كل أنحاء فلسطين التاريخية، اليوم تقف هنا منتظرة رية نجلها القابع خلف قضبان ذوي القربى.