"نار وغضب" داخل بيت ترامب الأبيض، هو عنوان لكتاب جديد أصدره الكاتب الصحفي في نيويورك تايمز «مايكل وولف» يشرّح فيه شخصية ترامب، ويكشف تفاصيل مثيرة وصادمة عن الرئيس الأمريكيّ وكيفية إدارته لشؤون الولايات المتحدة، وأسرار البيت الأبيض وصراع النفوذ المحموم الذي يعيشه.
الكتاب بدا وكأنه ينشر فضائح ترامب إلا أنه في نفس الوقت ينشر الغسيل الوسخ لحكام عرب تحولوا إلى سماسرة تارة أو إلى صبيان للمعلم الأمريكي تارة أخرى، وهي مناسبة نادرة يمكن من خلالها ان يطل المواطن العربي على حقائق زعمائه وقادته المغلفين بالحكم والسلطة والشرعية وفي الحقيقة هم أكثر عُريا من راقصة تعرٍ في نادي السياسة العربية.
"النار والغضب" ما هو إلا نموذج لما يحدث داخل بلاط الحكم وأروقة السلطة والنفوذ ولا يستثنى الفلسطينية منها، تلك التي تتاجر بالمعلومات الأمنية، وتتشارك في شبكة مصالح حتى مع الأعداء في صفقات المال والسياسة، وهي تمارس الابتزاز وتنفذ المهام القذرة لتحافظ على بقائها ولو على جثة شعبها.
لهذا تجرأ المعتوه الأمريكي للعبث بمصيرنا كفلسطينيين حيث يصف مؤلف الكتاب مايك وولف كيف تحدث ستيفن بانون عن خطته لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي (خلال عشاء في مانهاتن)؟ وقال: "يعمل ترامب لوضع خطة للحل... في اليوم الأول نقوم بنقل السفارة إلى القدس، دعونا نعطي الضفة الغربية للأردن، وغزة– لمصر، لندعهم يحلون المشاكل هناك أو يغرقون في المحاولات. السعوديون على وشك الانهيار. والمصريون على حافة الانهيار أيضًا.
أما نحن في قطاع غزة المحاصرين بالسياسة والمال والمؤمرات من الاحتلال وقيادة السلطة والصمت عربي فلنا أن نتأمل هذا وصف الكتاب لزيارة المهرج الأمريكي لبلاد الحرمين حيث يقول الكاتب: "خلال الرحلة التي قام بها ترامب وشارك أثناءها في قمة الرياض بصحبة السيدة الأولى وجاريد وإيفانكا "كانوا يتنقلون داخل القصر في عربات غولب مصنوعة من الذهب" ونظم السعوديون حفلة على شرف ترامب كلفت 75 مليون دولار نصب له فيها كرسي عرش جلس فيه الرئيس".
الان يصدح دعاء سيدة فلسطينية عجوز ترتجف في البرد تقول: غضب الله عليكم ونار جهنم تاخذكم جميعا.