شبكة قدس الإخبارية

السعودية و"إسرائيل"... الرؤى الموحدة والمصالح المشتركة

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قال الدبلوماسي الإسرائيلي البارز "أوري سفير": "إن كل ما تسعى إليه المملكة العربية السعودية من اللهاث خلف علاقات مفتوحة مع "إسرائيل" إنما هو نابع من رغبتين أولهما وهي المعلنة، الاستناد لحلف قوي يمتلك قوة نووية وقدرة على المبادرة والمباغتة للوقوف في وجه العدو المشترك "إيران" لوقف أطماعها في المنطقة العربية، وثانيهما وهي غير المعلنة، الاستفادة من إحدى أكبر القوى العسكرية والتكنولوجية في المنطقة، والتي تعتبر رائدة في إنتاج الأدوات التجسسية على الشعوب أو على دول الجوار".

وأضاف "سفير في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن "ما يجري بين السعودية وإسرائيل هو أهم حدث جرى منذ الربيع العربي، وهو بمثابة ربيع سعودي معاكس يأتل من رأس الهرم نحو القاعدة وليس العكس كما حدث في بقية الدول العربية".

وأشار سفير إلى تقديرات لدى الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلي تؤكد على قرب تعيين ملك جديد للسعودية، وهو ولي العهد محمد بن سلمان؛ الذي بدأ بعملية تطهير طالت أمراء ورجال أعمال.

ونوه "سفير" إلى أن ابن سلمان الذي على ما يبدو عقد صداقة مع "جارد كوشنير" صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" من خلال الصفقات الكبرى التي عقدها معه، يتبنى فكرة السير بالسعودية نحو الاقتصاد الحديث على أساس التكنولوجيا المتطورة، بدلا من التعلق باحتياطي النفط المتقلص، وهو يعمل ضمن خطته التي تعرف رؤية 2030، والتي تسعى لإقامة مدينة كبرى خارج الرياض، كي تشكل المركز التكنولوجي المتطور لدول الخليج، وهذا الهدف لن يتمكن من تحقيقه بدون دعم أمريكي ومساندة "إسرائيلية" رائدة في هذا المجال.

وأشار "سفير" إلى أن "إسرائيل والسعودية تربطهما الآن مصلحة مشتركة في خلق شرق أوسط برغماتي أكثر، ومعارض لإيران إضافة لمنطقة تشجع على التقدم التكنولوجي والعلمي، ومنفتحة اجتماعية وقيميا على المساواة، الأمر الذي شكل فرصة لا تعوض أمام إسرائيل".

واستدرك سفير حديثه بالتأكيد على أن أية علاقة عربية منفتحة مع "إسرائيل" يتطلب التوصل لحل دائم للقضية الفلسطينية، فطالما أن السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين قائمة، فأن أي زعيم عربي لن يتقدم نحو علاقة مباشرة مع "إسرائيل".

وأوضح "الأمير السعودي لن يطيق أن يوضع في الزاوية، وينتظر حلا قد يطول أمد انتظاره، فسيعمل مع ترمب الذي يدرك هذه الفرصة السانحة أمامه بسهول الوصول للتمويل السعودي؛ على إخضاع السلطة الفلسطينية من أجل الدخول في محادثات سلام مع "إسرائيل" وفق ما ترتئيه إدارة ترمب وفريقه السلمي ".

وفيما يتعلق بـ"إسرائيل"، أكد سفير على أن أمام رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" خيارين؛ إما أن يواصل الجمود في الوضع السياسي، وبالتالي يواصل المس بمكانة "إسرائيل" في العالم وتفويت الفرصة السانحة، أو التعاون مع السعودية ومصر والأردن، بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران وحزب الله، مقابل إطلاق محادثات حل الدولتين مع السلطة الفلسطينية، على أساس المبادرة السعودية.