شبكة قدس الإخبارية

ثأرا للشهيد الجعبري.. عاصي ومفارجة فدائيان هزا "كابنيت" الاحتلال

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: يصادف اليوم الذكرى الخامسة لعملية تفجير الحافلة التي نفذتها فدائيان فلسطينيا وسط تل أبيب ثامن أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 20 جندي بجيش الاحتلال بجراح مختلفة، وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن العملية التي جاءت ثأرا لقائدها في قطاع غزة أحمد الجعبري الذي اغتالته قوات الاحتلال بقصف مركبته في أحد شوارع مدينة غزة.

ففي نهار اليوم الثامن من العدوان الإسرائيلي على القطاع وبالتزامن مع إمعان جيش الاحتلال في عدوانه بقصف مختلف مناطق القطاع بشتى أنواع السلاح والقذائف والصواريخ، هز انفجار عنيف وسط منطقة تل أبيب لترسل وسائل الإعلام الإسرائيلية الصور الأولية لعملية "الثأر المقدس" التي نفذها خلية لكتائب القسام يقف عليها 3 من عناصر الكتائب قاموا بالتخطيط والتنفيذ ثأرا لقائد الكتائب الجعبري، ليرسلوا رسالة لأهالي قطاع غزة الذين يصطلون "إنهم يألمون كما تألمون".

العدوان والضحايا

بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة باغتيال القائد في كتائب لشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أحمد الجعبري.

ردت كتائب المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام على العملية على الفور بقصف العديد من المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، فأجمعت قوات الاحتلال شرها المبطن ضد القطاع ورمت بجحيم حممها منازل الأهالي الآمنين لتوقع منهم العشرات بين شهيد وجريح.

واستشهد خلال العدوان 175 فلسطينيا، منهم 43 طفلا و18 مسنا، وأصيب 1222 آخرين، بينهم 207 سيدات و88 مسنا، فيما اعترف الاحتلال بمقتل خمسة إسرائيليين بينهم جندي وإصابة 240 آخرين.

تفاصيل العملية

وفي تفاصيل العملية التي نشرتها كتائب القسام، فإن الخلية القسامية التي نفذت العملية، مكونة من الأسير القسامي أحمد صالح أحمد موسى (قائد الخلية)، والشهيد القسامي محمد رباح عاصي, وهما من بلدة بيت لقيا قرب رام الله، والأسير القسامي محمد عبد الغفار مفارجة من سكان مدينة الطيبة.

وأشارت الكتائب في تقرير لها أن الخلية نفذت العديد من الأنشطة المقاومة للاحتلال قبل العدوان الإسرائيلي على غزة، منها التسلل إلى مجمع داخل مستعمرة "شاعر بنيامين" على الطريق الواقع بين مدينتي رام الله والقدس المحتلتين، حيث تسلل الفدائيان موسى وعاصي متنكرَان بزي مستوطنين، لكنهما أوقفا تنفيذ العملية نظرا للظروف الأمنية الصعبة في المكان، وخلال عودتهما من المستوطنة سمعا بنبأ اغتيال القائد القسامي أحمد الجعبري فأقسما على الانتقام.

عمل الفدائيان على تصنيع العبوة الناسفة التي سيستخدمانها في العملية واستغرق تصنيعها عدة أيام ليصل وزنها إلى 17 كيلوغرام وتعمل بتقنية التفجير عن بعد، وعندما حانت ساعة التنفيذ جرى نقل الأسير القسامي محمد مفارجة وبصحبته العبوة الناسفة مخبأة داخل حقيبة بواسطة سيارة الشهيد محمد عاصي إلى نقطة معينة، ليستقل بعدها مفارجة سيارة أخرى وينتقل من منطقة مودعين إلى "تل أبيب".

وتم ذلك من الساعة 09:00 صباحا وحتى الساعة 11:50 صباحا، لحظة نزول مفارجة من الحافلة رقم 142 التابعة لشركة "دان" بعد وضع الحقيبة المفخخة داخلها، وفي تمام الساعة 12:00 ظهراً قام قائد الخلية أحمد موسى بتفعيل العبوة وتفجيرها عن بعد، مما أدى إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال بحسب مزاعم جيش الاحتلال الذي يتعمد التعتيم على تفاصيل هذه العمليات خصوصا في ظروف الحرب .

تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال الفدائيان أحمد موسى ومحمد مفارجة، فيما تمكن محمد عاصي من الانسحاب وأصبح أحد أهم المطلوبين لأجهزة الاحتلال الأمنية لعدة شهور.

في تاريخ 22/10/2013 حاصرت قوة خاصة من جيش الاحتلال المغارة التي تحصّن فيها الشهيد طيلة عام كاملوطلبت منه تسليم نفسه فرفض عاصي الاستسلام، وخاص اشتباكًا مسلحا مع قوات الاحتلال لأربع ساعات حتى آخر رصاصة في بندقيته، إلى أن خرجت روحه إلى باريها واستشهد عاصي مقبلًا غير مدبر في نفس المغارة التي استشهد فيها قائد "سرايا القدس" لمحافظة رام الله في انتفاضة الأقصى الشهيد رياض خليفة.

ارتدادات العملية

وأحدثت هذه العملية إرباكاً كبيراً في صفوف الاحتلال وقادته، وعلى رأسهم رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومجلسه الوزاري الأمني المصغر "الكابنيت".

ودفعت تلك العملية الاحتلال الإسرائيلي بالطلب إلى العديد من الدول الاقليمية، للتدخل مع حركات المقاومة في قطاع غزة وعلى رأسها كتائب القسام وحركة حماس، لطلب هدنة لوقف العدوان.

وبتلك العملية، تمكنت المقاومة الفلسطينية من فتح مرحلة جديدة من العمليات التفجيرية بعد صمت استمر لأكثر من ستة سنوات ما أجبر قوات الاحتلال على وقف العدوان.