شبكة قدس الإخبارية

كيف حاول الاحتلال تجنيد أم كلثوم؟

هيئة التحرير

مصر - قدس الإخبارية: حاول جهاز الاستخبارات الإسرائيلية تجنيد المطربة المصرية أم كلثوم في الخمسينات، وذلك بعد الدور الذي لعبته في جمع التبرعات للجيش المصري، إبان حرب السويس عام 1956.

ففي كتاب مكون من 420 صفحة جاء تحت عنوان "أم كلثوم وموساد: أسرار عملية عيون البقر" الصادر حديثا عن "دار المعارف"، للمؤلف الصحفي توحيد مجدي، يؤكد استهداف استخبارات الاحتلال أم كلثوم، التي جمعت تبرعات من أنحاء العالم، وُضعت في حساب باسمها الحقيقي، فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، في أحد المصارف الفرنسية.

وكشف الكتاب أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان يستطيع استخدام الحساب المالي، وسحب مبالغ  للمساهمة في تمويل تسليح الجيش المصري.

ويبين الكتاب أن استخابارات الاحتلال حاولت تجنيد أم كلثوم، وبعد فشل محاولاتها، حاولت اغتيالها عبر ممرضة يونانية كانت تتردد على منزلها ضمن برنامج لعلاجها من خشونة في الركبتين.

وحسب الكتاب، فقد أطلقت استخبارات الاحتلال  على عملية استهداف أم كلثوم اسم "عيون البقر"، ويقول الكاتب إنه أول من تطرّق إلى تلك العملية في كتاب باللغة العربية، بعد جهد سنوات في الاطلاع على ملفات استخبارية بريطانية وأميركية وإسرائيلية وفرنسية صُنّفت في "منتهى السرية".

ويكشف أن الوكالة اليهودية استغلت العقود الغنائية لأم كلثوم من دون علمها من أجل تمويل الجامعة العبرية في فلسطين، علماً أن تلك العقود التي شملت إحياء حفلات في فلسطين والشام على مدى نحو عشر سنوات، تمت بمساعدة السياسي المصري اليهودي يوسف قطاوي. .

 وبين الكتاب أنه في عام 1956 عوملت أم كلثوم من جانب النظام الحاكم المصري، باعتبارها "الدجاجة التي تبيض له ذهباً"، إذ كان عبدالناصر يكلفها مهمات سياسية سرية وعلنية. ويشير إلى أن عبد الناصر أمر بتخصيص موجة تابعة للإذاعة المصرية أطلق عليها "إذاعة أم كلثوم"، وخصص لها جواز سفر ديبلوماسياً.

ويضيف الكتاب أن عمل أم كلثوم في  جمع التبرعات للمجهود الحربي المصري، جعلها هدفاً مكشوفاً لموساد إلى درجة طرح اسمها على لجنة خاصة بإقرار قوائم الاغتيالات، ثم إعداد عملية استخبارية، أطلق عليها "عيون البقر"، لابتزازها أخلاقياً؛ تمهيداً لتجنيدها للعمل لمصلحة "إسرائيل".

وكان الموساد تتبع بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية معلومة أدلت بها أم كلثوم في حوار صحافي تضمنت تأكيدا على فتها حسابا بنكيا وتخصيصه للمجهود الحربي المصري، وكشف الموساد أن المبلغ المودع في ذلك الحساب يعادل ثلاثة ملايين دولار، كانت تكفي في ذلك الوقت لشراء خمس مقاتلات، أو دزينة دبابات حديثة، أو ثلاثة زوارق بحرية هجومية.

المصدر: الحياة اللندنية