مالطا – قدس الإخبارية: "هناك الكثير من المحتالين حيثما نظرت حولك، الوضع يائس"، كتبت الصحفية دافني كاروانا غاليزيا، قبل ساعات قليلة من خروجها من المنزل 17 تشرين أول الجاري، وما هي لحظات قليلة حتى انفجرت مركبتها، وأعلنت وسائل الإعلام اغتيال "امرأة ويكيليكس".
اغتيال سياسي بامتياز، هو ما تعرضت له الصحافية دافني غاليزيا (54) عاما، حسبما تؤكد مصادر سياسية وقضائية في مالطا، وخاصة أن غاليزيا كشفت معلومات حساسة أثارت جدلاً واسعاً ضمن نشرها تقارير عدة أطلق عليها "أوراق بنما"، تناولت خلالها الفساد والتهرب الضريبي في بلادها.
دافني كاروانا غاليزيا، الأم لأربعة أطفال، واحدة من أبرز الصحفيات في مجال التحري في السنوات الأخيرة، يفوق عدد متابعي تدويناتها متابعي معظم الصحف الورقية في مالطا، وتصفها الصحف الأمريكية بأنها "قائمة ويكيليكس بحد ذاتها".
كما صنفت دافني حسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أنها ضمن 28 شخصية حركت أوروبا بتقاريرها.
دافني خصصت مدونتها ومقالاتها لكشف قضايا الفساد في بلادها، وكتبت عن الفاسدين في هرم السلطة، خاصة المتورطين في محيط رئيس الوزراء، وعلى رأسهم زوجته التي برز اسمها في تسريبات "أوراق بنما".
وضمن ملف وثائق بنما، كشفت المدونة عن تورط وزراء وموظفين في الحكومة في قضايا فساد، وفي 16 تشرين الأول 2017 نشرت دافني مقالا انتقدت فيه أحد المسؤولين في حكومة موسكات، حيث كتبت "هناك محتالون في كل مكان، إن الوضع بائس".
وكُشفت فضيحة أوراق بنما في نيسان 2016، عندما نشر اتحاد دولي يضم أكثر من مئة صحيفة ما قال إنه تحقيق واسع في تعاملات مالية خارجية لعدد من الأثرياء والمشاهير والشخصيات النافذة حول العالم، استنادا إلى 11.5 مليون وثيقة زودها بها مصدر مجهول.
وأظهرت تلك الوثائق تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية، بينها 12 رئيس دولة و143 سياسيا، في أعمال غير قانونية مثل التهرب الضريبي، وتبييض أموال عبر شركات عابرة للحدود.
وتعرضت الصحفية المالطية إثر تحقيقاتها التي طالت كبار المسؤولين إلى ملاحقات قضائية وتهديدات بالقتل، وتم اعتقالها عام 2013 بسبب نشرها مقطعا يسخر من زعيم المعارضة وقتها موسكات واستجوبتها الشرطة ثم أطلقت سراحها.