شبكة قدس الإخبارية

فلسطين تنضم للانتربول برغم محاولات إفشالها

هيئة التحرير

بكين- قُدس الإخبارية: قبلت الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) الأربعاء، فلسطين كعضو في المنظمة، بتأييد 74 دولة في اجتماعها المنعقد بالعاصمة الصينية بكين؛ رغم الاعتراض الإسرائيلي والأمريكي على انضمامهما، ومحاولات إفشال التصويت.

وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، أن أعضاء الجمعية العامة للمنظمة صوتوا اليوم، باقتراع سري لصالح انضمام فلسطين كدولة عضو بالمنظمة، بأغلبية 76% من إجمالي 190 دولة.

وأفادت القناة أن كلًا من الولايات المتحدة و"إسرائيل" عارضتا القرار بحجة أن السلطة الفلسطينية لا تمثل دولة ذات سيادة، وأن انضمامها خارج إطار مفاوضات التسوية يجعل من التوصل لحل نهائي أمرًا مستحيلًا.

وكان وزير الشؤون الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي صرّح في وقت سابق بأن الولايات المتحدة تسعى لتأجيل التصويت على طلب انضمام فلسطين إلى الإنتربول.

ووفق ما قال مسؤولون فلسطينيون، فإن أحد أهداف الانضمام للإنتربول هو القبض على مطلوبين فلسطينيين للقضاء بتهم فساد واختلاس ملايين الدولارات يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية.

والاثنين الماضي، ذكرت صحيفة يديعوت الإسرائيلية، أن "إسرائيل" ستبذل جهودًا قبل عقد الجلسة العامة للتصويت على عضوية فلسطين، من أجل إيجاد وسيلة تمنع انضمام "الفلسطينيين" للمنظمة.

وكانت "إسرائيل" تتخوف بشكل كبير من انضمام فلسطين للمنظمة، لأن ذلك يعني أنه سيسمح للأخيرة بإصدار أوامر اعتقال لضباط وسياسيين إسرائيليين وتلقي معلومات حساسة عن "مكافحة الإرهاب".

وتخوض "إسرائيل" منذ عدة أسابيع حملة دبلوماسية من وراء الكواليس من أجل إقناع الدول بعدم التصويت على طلب فلسطين الانضمام للشرطة الجنائية الدولية.

وافتتحت منظمة الإنتربول أعمال اجتماع جمعيتها العامة الـ(86) أمس في بكين بحضور ألف مشارك من 156 دولة، وتستمر حتى 29 من الشهر الجاري.

وحاولت فلسطين العام الماضي الانضمام إلى الإنتربول، لكن المحاولة فشلت بسبب توصية من اللجنة الفنية للإنتربول بتأجيل الموضوع.

يُشار إلى أن الإنتربول تضم في عضويتها 190 دولة، وتتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرًا رئيسيًا لها.

من جانبه، رحب المالكي بنتائج التصويت، وقبول عضوية فلسطين في منظمة الشرطة الجنائية الدولية مؤكدًا أن التصويت الساحق لدعم عضوية فلسطين هو انعكاس للثقة في قدرات فلسطين على إنفاذ القانون والالتزام بالقيم الأساسية للمنظمة، شاكرًا جميع الأعضاء الذين ساندوا فلسطين في مسعاها هذا.

وأشار المالكي في بيان للخارجية، إلى أن هذا الانتصار تحقق بسبب الموقف المبدئي لأغلبية أعضاء الإنتربول الذين دافعوا اليوم عن السبب الوجودي لهذه المنظمة ومبادئها الأساسية، قائلًا إن المصوتين لفلسطين رفضوا بشكل واضح محاولات التلاعب والتسلط السياسي"، وأضاف: "اليوم، تغلبت الحقائق، والمبادئ على جميع الاعتبارات الأخرى."

وفي هذا السياق، أكد أن فلسطين ستستمر في سعيها الدؤوب للرفع من مكانة ودور فلسطين على المستوى الدولي والدفاع عن حقوق شعبنا في الأمن والحرية بكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة وبما يشمل الانضمام للمؤسسات الدولية ذات العلاقة، مشددًا على التزام دولة فلسطين بالوفاء بالتزاماتها والمساهمة في مكافحة الجريمة وتعزيز سيادة القانون على المستوى الدولي.

وبين وزير الخارجية أن فلسطين ستعمل فلسطين مع جميع الأعضاء للنهوض بمكانة ودور الإنتربول وستكون شريكا بناءً ومتعاوناً في هذا المسعى العالمي الذي يؤثر على حياة جميع مواطنينا ومستقبلهم، موضحًا أن فلسطين مستعدة وقادرة على تحمل هذه الالتزامات والمسؤوليات بوصفها شريكًا فاعلاً في المجتمع الدولي، تسهم بشكل فعال وملحوظ في النهوض بقيمنا الأساسية المشتركة كأمم.