غزة – خاص قدس الإخبارية: ملك مطر 18 عاما، فنانة تشكيلية عرفها أهالي غزة بفنها المختص برسم الوجوه والتعبيرات التي تحمل رسائل عايشتها ملك في مجتمعها، إلا أنها بعد اليوم ستصبح معروفة أيضا بتميزها العلمي إذ نالت معدل 99.3 %، لتكون الثانية على مستوى فلسطين في الفرع الأدبي.
تروي ملك لـ قدس الإخبارية، "تعودت أن أكون متفوقة وفي المراتب الأولى مع شهادات التقدير، وعائلتي تعودت على استقبال هذا مني في كل عام، ولكن التحدي خلال الثانوية العامة كان صعب لأن الظروف المحيطة لم تكن مناسبة والجميع يعلم ما هي ظروف قطاع غزة".
وبينت أنه كان لها أسلوبا وطريقة خاصة بالدراسة تتخطى بها الظروف المحيطة مثل انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، "عندما أتذكر أن لدي هدف يجب أن أحققه أتغلب على هذه الظروف وأواصل دراستي بشكل مستمر".
أما عن تقسيم وقتها للدراسة، تقول، "في الفصل الدراسي الأول لم أكن مداومة على دراستي لساعات طويلة بل هي ثلاث أو أربع ساعات يوميا ًفقط، ولكن عندما انتقلنا إلى الفصل الثاني بدأت أشعر بالقلق وبأنني يجب علي أن أدرس بشكل كبير وباهتمام أكثر".
قامت ملك بتنصيف المواد التي تحتاج لتركيز أكبر لتدرس عليها بشكل مكثف، فيما اعتمدت على أسلوب الفهم في المواد الأخرى.
الفن هو روح ملك لذا لم تنعزل عنه خلال دراسة الثانوية العامة أبداً، بل كانت لوحاتها وأوانها رفيقتها في غرفة الدراسة، حيث رسمت العديد من اللوحات خلال دراستها للثانوية العامة.
تقول ملك، "الرسم هو رفيقي الذي لا أتركه أبداً، بل كنت أرسم وأجهز لوحاتي لمعرض في دولة أوروبية، وانشغلت في هذا الأمر كثيرا خاصة في شهر ابريل وهو قبل بدأ الامتحانات بفترة قليلة".
وأشارت ملك إلى أنها ولعدة أيام لم تراجع دروسها، وقد ركزت على إنهاء لوحاتها، "كان لدي هدف وكانت نفسيتي مرتاحة جداً ولدي اطمئنان كبير نحو موادي التي أنجزتها وانهيت دراستها".
ضيق فرص العمل وتراجع الزوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، بات يشكل عامل إحباط لطلبة غزة الذين يواجهون ذلك بالتشبث بالأمل والاهتمام بالتعليم.
تعلق ملك، "سمعت كثيراً من الخريجين يقولون لنا لا تدرسوا ولا تهتموا بالعلم، بالنهاية سوف تتخرجون وتنتظرون معنا الوظيفة (..) هذا التفكير يقلل من عزيمة طلاب الثانوية العامة، ولكن نحن استطعنا مواجهة ذلك من خلال التفكير بنظرة ايجابية نحو المستقبل في قطاع غزة لعل الوضع الاقتصادي يتغير مع الأيام".
وعن دور أسرتها في دعمها، يبين والد ملك، عماد مطر لـ قدس الإخبارية، أنه كان يوفر لها جوا مناسبا للدراسة بعيداً عن أي ظروف صعبة قائلاً، "نحن نعلم الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه في قطاع غزة وظروف الحصار الخانقة التي حرمت الأهالي من الكهرباء، وعدم توفر الكهرباء هي مشكلة كبيرة لدى الطلاب تعيق دراستهم"
وأضاف، "حاولت بشكل مستمر أن أوفر إنارة لابنتي عن طريق "الليدات" لكي تستطيع الدراسة في أوقات الليل، ونحن نعلم أن هذا العام كان صعبا جداً خاصة بأن الثانوية العامة قدمت اختباراتها خلال شهر رمضان".
أما عن تفكيرها العلمي في المجال الأكاديمي، قال: "أنا أثق في اختيار ابنتي واترك المجال بشكل واسع لها، وهي اختارت بشكل مبدأي دراسة الفنون الجميلة كونها فنانة تشكيلية"،
وتابع، "أتمنى أن تدرس شيئاً يجعلوها دبلوماسية تستطيع أن تمثل فلسطين في كافة المحافل، وأنا علمتها أن تكون متواجدة في الساحة المهنية والعملية والتطوعية بكافة المجالات".