ترجمات عبرية– قدس الإخبارية: تتسع مجالات التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الأردن و "اسرائيل" في الآونة الأخيرة، في ظل تخوف الجانبان من التحولات الميدانية في سوريا والعراق.
ويخشى الجانبان من أن يسمح الصراع المتواصل في العراق وسورية إلى سيطرة مطلقة للقوى الخاضعة لإيران على الحدود السورية العراقية، ويدعي الاحتلال أن ذلك يمكن أن يفضي لتعزيز قوة حزب الله ويقلص من قدرة الاحتلال على جمع معلومات استخبارية عنه وإحباطه.
معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هارئيل، قال إن تصعيد "التنسيق الأمني" بين "إسرائيل" والأردن جاء بسبب تخوفات تل أبيب من إمكانية أن تستغل إيران هذه التطورات وتسمح بنشر قوات الحرس الثوري والمليشيات الأخرى أولاً عند مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، توطئة لتمركزها عند مثلث الحدود السورية الأردنية الفلسطينية".
ونوّه هارئيل إلى أن "تكثيف "إسرائيل" التعاون الاستخباري مع الأردن، ينبع أيضاً من حرص تل أبيب على ضمان استقرار نظام الحكم الحالي في عمان، والخوف من أن يتأثر بعمليات يمكن أن تنفذها جماعات متطرفة، مثل تنظيم داعش".
وقال إن "هذه المخاوف دفعت تل أبيب إلى منح الأردن مساعدات استخبارية وأمنية، كي يواجه التهديد المزدوج الذي يمثله اقتراب إيران من الحدود وأنشطة داعش".
وحسب هارئيل، فقد "شملت المساعدات الإسرائيلية تقديم صور جوية لما يجري على طول الحدود العراقية السورية الأردنية، لتمكين الأردن من الاستعداد للدفاع عن نفسه، إلى جانب تزويده بمروحيات لم يعد الجيش الإسرائيلي يستخدمها".
ولفت إلى أن "رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت، كان قد عبر عن قلقه الشديد على مستقبل نظام الحكم في عمان بعد اطلاعه على تقديرات قدمتها له سفيرة "إسرائيل" في عمان، عينات شلاين، إذ شدّد أيزنكوت على ضرورة أن تحرص إسرائيل على إسناد نظام الحكم الأردني".
من ناحيته، نقل معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، عن محافل أمنية في تل أبيب، قولها إن "إسرائيل تخشى أن تتحسن قدرة إيران على نقل السلاح لحزب الله، بعد السيطرة على الحدود العراقية السورية".
ورأى أنه "لو كثّف الإيرانيون تواجدهم العسكري في سورية، من دون الاقتراب من هضبة الجولان، فإن هذا التطور سيرغم" إسرائيل" على دفع ثمن اقتصادي هائل من خلال زيادة النفقات الأمنية، على اعتبار أن هذا السيناريو ينذر بإحياء الجبهة الشرقية، مع العلم أن هذه الجبهة ماتت بعد إسقاط نظام صدام حسين واندلاع الحرب الأهلية في سورية".
وكشف النقاب عن أن "الأردن يستعد حالياً لتدشين مناطق عازلة في قلب سورية، لتقليص قدرة العناصر الإرهابية على الاقتراب من الحدود معه"، منوّهاً إلى أن "مثل هذا التطور يخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية، على اعتبار أن الجهات التي تخطط لاستهداف الأردن يمكن أن تستهدف إسرائيل".
وأوضح أن "الأردن ساعد في تسليح مليشيات درزية في جنوب سورية، بناء على طلب حكومة بنيامين نتنياهو التي استجابت لضغوط قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل، الذين طالبوا تل أبيب بتحركات لعدم تعرّض الدروز هناك لاعتداءات، لاسيما عندما كانت قوى المعارضة السورية تحقق إنجازات في مواجهة نظام الأسد".
وأشار ميلمان إلى أن "جهاز الموساد يحتفظ بعلاقات عمل قوية مع الاستخبارات الأردنية"، مشيراً إلى أن "ممثلاً للموساد يعمل في السفارة الإسرائيلية في عمان، في حين أن الاستخبارات الأردنية تحتفظ بممثل لها في السفارة الأردنية في تل أبيب".
المصدر: ترجمة العربي الجديد