غزة – خاص قدس الإخبارية: فتح الحديث عن تقارب بين حركة حماس التي تدير شؤون قطاع غزة منذ عام 2007 والقيادي المفصول من حركة فتح والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان الباب على مصراعيه للحديث عن أسباب ودافع ذلك بعد عداء طال لسنوات وتفاقم عقب الانتخابات التشريعية عام 2006.
وأثارت التصريحات التي خرجت عن مسؤولين في حركة حماس كان آخرها تصريح نائب رئيس مكتبها السياسي بغزة خليل الحية عن لقاءات دورية تعقد مع تيار دحلان، وتصريحات سمير المشهراوي عن تقارب حقيقي مع الحركة التي ظلت كخصم وعدو لدود لسنوات طويلة.
ورأي الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن الفلسطيني السياسي أن الواقع الذي يعيشه القطاع منذ عام 2006 وما تبعه من إجراءات اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرًا شكلت دافعًا قوياً للحركة نحو الذهاب للبحث عما لدى دحلان من إمكانيات للتخفيف من حدة الحصار.
علاقة مصالح
في الإطار، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس البروفيسور عبد الستار قاسم إن المصالح هي التي ستحكم العلاقات بين الجانبين في ظل حالة العداء بين دحلان وحماس من جهة والرئيس عباس من جهة أخرى استناداً لقاعدة " عدو عدوي صديقي".
ويوضح قاسم لـ "قدس الإخبارية" أن هناك مخاطر كثيرة ستعترض حماس من خلال التقارب مع دحلان كونه حرق الكثير من الأوراق عبر التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة وقف حماس عن القيام بدورها المقاوم وصراعه مع حركة فتح كونه محكوما عليه بالسجون.
ويضيف أستاذ العلوم السياسية:" ومن الناحية الشعبية لم يكن دحلان حذرا في التصرفات التي تؤثر عليه سلبا في الرأي العام الفلسطيني وهذا من المكن أن يؤثر سلبا على حركة حماس ويفتح المجال لتساؤلات تنتهي بتفسير سلوكها على أنه انتهازية".
ويشير قاسم إلى أن حماس وقطاع غزة في ضائقة شديدة بفعل شدة الحصار والأمر الذي يدفعها للتحالف مع أي طرف بحثًا عن انفراج في الأزمات التي تطال مختلف مناحي الحياة جراء استمرار الاحتلال في حصاره للمدينة للعام الحادي عشر على التوالي وتلاحق الحروب عليها.
ويلفت إلى أن الفلسطينيين وعقب اشتداد الحصار بشكل كبير عام 2008 اقتحموا الحدود الفاصلة بين القطاع والأراضي المصرية، وحماس اليوم في ظل اشتداد الحصار تبحث عن مخارج لهذه الأزمة تتمثل في دحلان الذي يمكنه تقديم مساعدات مالية سيكون لها مردود جيد على مليوني مواطن غزي.
وينبه قاسم إلى أن حركة حماس حذرة في تعاملها في تيار دحلان، لكن إذا كان النشاط مقتصرا على الشق السياسي فهي لن تكون مكترثة وستبقى تراقب الأمور من بعيد، لكنها تخشي أن يتم تسليحهم ثم ينقبلوا عليها مستقبلا خصوصا في ظل تاريخ العلاقة السيء.
وكشفت حركة حماس عن خطوات عملية دخلت حيز التنفيذ، كنتيجة للقاءات التي جرت بين وفد الحركة برئاسة قائدها في القطاع يحيى السنوار ونواب وقيادات فتحاوية محسوبة على القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، تتمثل في تفعيل المصالحة المجتمعية، والسماح بإدخال وقود لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة الوحيدة.
تقارب وانفتاح
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أنه بات واضحًا أن هناك قدرا كبيرا من التقارب ولغة انفتاح بين حركة حماس متمثلة في نائب مسؤول مكتبها السياسي بغزة خليل الحية ونائب دحلان الأول المشهراوي والتي كان مختلفة كليا عن السابق.
ويبين عطا الله لـ "قدس الإخبارية" أن التوافق بين الجانبين جاء في ظل شعور بالأفق المسدود وبحالة التهميش الكبرى لغزة وعدم نجاح فرص إتمام المصالحة الفلسطينية والضائقة التي تعيش بها حركة حماس ورغبة دحلان في العودة للنظام السياسي الفلسطيني.
ويشدد الكاتب والمحلل السياسي على أن الموضوع تلاقي مصالح بين الجانبين، بالإضافة لحالة توافق مشترك عن انهيار المشروع الوطني ومؤسسات السلطة الفلسطينية بفعل الأداء السياسي وهو ما يعني أن كلا الجانبين ماضين في تحسين هذه العلاقات.
وبحسب عطا الله فإنه لا يمكن فصل الإجراءات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية ضد غزة مؤخرًا عن ذهاب حماس نحو دحلان حيث جاءت هذه الإجراءات لتفسر حالة الغضب الشديد من حماس وذهابها نحو الخصم اللدود للرئيس الفلسطيني الذي كان يريد إنهاء أي وجود له على الساحة السياسية.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي أن حركة حماس دفعت إلى الزاوية للتحالف مع دحلان حيث سيكون هناك أثمان كبيرة
من هذا التحالف أبرزها كسر احتكارها لإدارة شؤون القطاع حيث يدور الحديث عن تفعيل للمجلس التشريعي وتقاسم إداري.