شبكة قدس الإخبارية

تضامناً مع الأسرى... ماء وملح بمطاعم غزة بدلاً من الطعام

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: "مي وملح" هذا ما احتوته قوائم الطعام لدى عدد كبير من مطاعم غزة وعددها بالعشرات، والتي قررت دخول تحدي الملح والماء، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في "#إضراب_الكرامة" لليوم السادس عشر على التوالي، للتعبير عن مساندتهم للأسرى في معركة نزع حقوقهم.

ما يقارب خمسين مطعماً ومنشأة سياحية في قطاع غزة شاركوا بفعالية "#مي_وملح والتحلاية #كرامة"، التي أعلنت عنها الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية في قطاع غزة  يوم أمس الثلاثاء 2/أيار /مايو من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة عصرا، لمساندة الأسرى المضربين عن الطعام.

وشرع أكثر من 1500 أسير في ثمانية سجون إسرائيلية في 17 إبريل/ نيسان في إضراب مفتوح عن الطعام في "معركة الحرية والكرامة" للمطالبة بظروف بالعديد من الحقوق التي انتزعها منهم إدارة سجون الاحتلال.

الوقوف مع الأسرى

وقال رئيس الهيئة العامة للمطاعم والفنادق الخدمات السياحية في قطاع غزة صلاح أبو حصيرة خلال بيان صحفي حصلت "قدس الإخبارية" على نسخة منه: "يواصل أسرانا البواسل إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السادس عشر على التوالي، ولا يتناولون سوى الماء والملح، لنيل حقوقهم التي يحرمهم الاحتلال منها، ومن منطلق الإنسانية أردنا مساندتهم والوقوف بجانبهم خلال الإضراب داخل الفنادق والمنشات السياحية وتقديم "الماء والملح" بدلا من الطعام للزبائن".

وبين أبو حصيرة أنهم أرادوا من خلال هذه الفعالية التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن جميع المطاعم والفنادق بغزة تدعم الأسرى في السجون وجاهزون لتقديم أي شيء للتخفيف عنهم ورفع معنوياتهم في معركتهم ضد الاحتلال".

 من جهته قال محمد شعبان وهو يدير أحد المطاعم المشاركة في الفعالية خلال حديث لـ"قدس الإخبارية": "يخوض أسرانا البواسل إضراباً مفتوحاً عن الطعام لنيل حريتهم وكرامتهم، ومشاركتنا في هذه الفعالية، أقل ما يمكن أن نقدمه لأسرانا لمساندتهم في معركة الكرامة التي يخضونها في وجه السجان وظلمه".

تقديم الغالي والنفيس

وأضاف "عندما أعلنت الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية، لم نتوانى لحظة عن المشاركة وتقديم الدعم المعنوي لأسرانا البواسل، ليعلموا أننا بجانبهم ولن نتركهم لوحدهم، فنحن عطلنا العمل داخل المطعم من أجل الأسرى ومستعدون لتقديم الغالي والنفيس لتحقيق مطالبهم بالإضافة إلى تشجيع زبائنا للتضامن مع الأسرى وخوض تحدي "مى وملح".

في حين قال باسل عليوة صاحب مطعم بمدينة غزة في حديث لـ"قدس الإخبارية": "شاركنا بفعالية "#مي_وملح والتحلاية #كرامة" التي أعلنت عنها الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية، لمساندة أسرانا الأبطال الذين يخوضون إضراب الكرامة ، لكي لا يشعروا أنهم لوحدهم، إننا معهم قلباً وقالبا، وقضيتهم هي قضيتنا وقضية الشعب الفلسطيني بأكمله".

رفع معنويات الأسرى

وأشار عليوة إلى أنهم جاهزون لتقديم أي شيء للنصرة قضية الأسرى، ورفع معنوياتهم في معركتهم ضد الاحتلال حتى نيل مطالبهم والتخفيف من معاناتهم داخل المعتقلات.

أما الطالبة الجامعية سها صباح (22عاماً) فقد ذهبت إلى أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء برفقة زميلاتها بعد انتهاء الدوام الدراسي، لكنها لم تجد داخل قائمة الطعام "المنيو" سوى"مي وملح".

وقالت لـ"قدس الإخبارية" :"ذهبت إنا وزميلاتي للمطعم لتناول وجبة الغداء، ولكنا تفاجئنا بأن المطعم لا يقدم لزبائنه سوى "الماء والملح" فقبلت هذا التحدي وتناولت الوجبة التي يتناولها الأسرى لليوم السادس عشر على التوالي، لنشعر بنفس الشعور الذي يشعرون به أثناء تناولهم هذا المشروب".

وأكد الشاب محمد أبو سيدو أحد الزبائن الذين تناولوا الماء والملح، تضماناً مع الأسرى المضربين داخل السجون الإسرائيلية، أن تناول هذا المشروب أقل ما يمكن تقديمه، للتعبير عن دعم ومساندة الأسرى المضربين عن الطعام لتحقيق مطالبهم والعيش بكرامة داخل السجون.

وقال لمراسل "قدس الإخبارية": "كنت متجهاً إلى مطعم التايلندي لتناول وجبة الغداء بعد الانتهاء من العمل، ولكن عندما قدم لي موظف الضيافة "الماء والملح" بدلاً من وجبة الطعام، اكتفيت بتناولها ولتكون غدائي، ولنشعر بذات الشعور الذي يشعر به أسرانا الأبطال عند تناول الماء والملح".

رأي مغاير

في حين اعتبر خالد الراوي هذه الفعاليات "لذر الرماد في العيون"، فهي مجرد رغبات تعبر عن آراء القائمين عليها الشخصية، ولا يمكن أن تصل رسالتها للأسرى، رغم حاجة الأسير لأقل شعور بالتضامن.

وأوضح أن هذه الممارسات التضامنية لن يكون لها وقع على الأسير المضرب، لأنها ممارسات تخرج عبر وسائل الإعلان ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحرم إدارة سجون الاحتلال الأسرى منها.