شبكة قدس الإخبارية

العطش يهدد مئات العائلات في غزة

إسماعيل عبد الهادي

غزة - خاص قدس الإخبارية: المصائب لا تأتي فرادا، هذا هو حال سكان قطاع غزة، فمع بداية كل صيف جديد يدخل قطاع غزة وخاصة مخيماته في دوامة جديدة من الأزمات المتراكمة التي تعصف بكل نواحي الحياة المعيشية, في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي في عامه العاشر على التوالي بالإضافة لحالة التوتر والتضييق التي يعيشها سكان القطاع في الآونة الأخيرة، فها هي أزمة المياه تلوح في أفق أهالي القطاع المغلق، فمشكلة انقطاع المياه عن عشرات المناطق السكنية وخاصة المخيمات, لا تزال عالقة رغم كل محاولات الحل.

منطقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة, تعد واحدة من أكثر المناطق التي تعانى من ضعف ضخ المياه لمنازل الأهالي والتي بدأت معاناتهم تظهر مع فصل الشتاء إلى أن حان موعد الصيف وهم بحاجة ماسة للمياه عن باقي فصول العام فكثير هي المناشدات والاحتجاجات التي يطلقها الأهالي من أجل وضع حل لتلك المشكلة، دون جدوى.

مشكلة مزدوجة

لا يقف الحال عند مخيم الشاطئ، فالعديد من المناطق السكنية داخل قطاع غزة ما زالت تعاني من شح المياه، أكد مهندسون أجروا زيارات ميدانية لتلك المناطق على أن الأسباب الأولية لهذه الأزمة تتمثل في شح ضخ المياه والذي تسببت فيه الحروب الإسرائيلية المتتالية على قطاع غزة, ولاسيما ضرب بعض أبار المياه الرئيسية في قطاع غزة بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء التي تلعب الدور الرئيس والكبير في إعاقة ضخ المياه بصورة منتظمة للمناطق, خصوصا وأن تلك الآبار تحتاج إلى جهد كهربائي مناسب لضمان استمرارها في ضخ المياه .

عدد من سكان مخيم الشاطئ عبروا في أحاديث منفصلة لـ"قدس الإخبارية" عن معاناتهم المتفاقمة من عدم وصول المياه لمنازلهم منذ أكثر من شهر، بعد أن كانت تأتيهم بشكل متقطع, حيث أصبحت حياتهم داخل منازلهم لا تطاق بسبب غياب المياه عنها.

يقول "أبو إبراهيم الكفارنة" 56عاما وهو أحد سكان المخيم: "في بعض الأحيان تصل المياه عبر الأنابيب لمنزلي فترة انقطاع التيار الكهربائي ولكنها لا تتمكن  من الصعود لخزانات التجميع على سطح المنزل إلا بواسطة الكهرباء وهذا حال جميع سكان المنطقة ليس في أزمة الكهرباء الحالية وإنما في كل الأوقات".

ويضيف، "أنا عاطل عن العمل ليس بوسعي امتلاك مولد كهربائي كباقي الأهالي الذين يتعاملون مع انقطاع الكهرباء بتشغيل المولدات الكهربائية, وخاصة أننا على أبواب فصل الصيف والذي نحتاج فيه المياه بشكل مضاعف عن باقي الفصول".

ويتابع: أبو إبراهيم حديثه: "حتى لو امتلكت مولداً كهربائيا فأنا غير قادر أيضاً علي شراء المحروقات لتشغيل المولد, لذا أتمنى من بلدية غزة متابعة موضوع المياه والعمل بكل جد وضمير من أجل حل تلك المعاناة القائمة".

عجز المياه الجوفية

وكانت مصلحة مياه بلديات الساحل قد بينت في تقرير لها حول مخاوف توسع أزمة المياه, أن النقص الكبير في كميات المياه يأتي نتيجة الكميات الكبيرة التي يستهلكها قطاع غزة من المياه والتي تصل سنويا حوالي 180مليون متر مكعب, في حين أن ما يعود للخزان الجوفي كمصدر متجدد لا يتجاوز 80 مليون متر مكعب, وهذا النقص في الخزان الجوفي جاء نتيجة السحب المفرط من الخزان والذي أدى إلى عدم توازن مياه الخزان الجوفي، مشيراً إلى أن ما يتم أخذه من الخزان الجوفي أكثر بكثير مما تجمعه الأمطار أو مياه الصرف الصحي المعالجة في الموسم الواحد".

من جهته، بين رئيس قسم المياه والصرف الصحي في بلدية غزة المهندس ماهر سالم في تصريح لـ"قدس الإخبارية" أن مشكلة المياه لها عدة أسباب منها انقطاع التيار الكهربائي المتواصل التي تعانى منه غزة، فكلما قلت ساعات وصل الكهرباء تقل ساعات وفترات ضخ المياه، فعندما كانت تأتى الكهرباء بجدول 8 ساعات يوميا يتم ضخ المياه لمدة 12 ساعة متواصلة، أما حاليا لا تتعدى ساعات ضخ المياه 4 ساعات كل يوم بعد يوم وهذا يؤدى إلى مشكلة كبيرة.

وتابع: سالم لدينا 56 بئر مياه رئيسي موزع على 100 منطقة في الوقت الطبيعي نغطى من احتياجات الأهالي قرابة 80%، أما حالياً تصل نسبة تغطية العجز 60%، وفى حال استمرت أزمة الكهرباء وخاصة أننا على أبواب فصل الصيف وقرب قدوم شهر رمضان، فإن نسبة التغطية للمناطق تصبح ضعيفة جداً، بسبب زيادة استهلاك السكان في تلك الفترة للمياه.

وأضاف، أن "هناك أسبابا أخرى تتمثل في الخزان الجوفي حيث بين أن القطاع يحتاج سنوياً إلى 200 مليون متر مكعب من المياه والعجز في الخزان الجوفي يصل إلى 100 مليون متر مكعب، وأن الآبار الجوفية شهدت مؤخراً انخفاضاً كبيراً في منسوب المياه بسبب قلة مياه الأمطار وعدم وجود إمكانيات لاستغلالها بشكل صحيح,  وأن الاستهلاك الزراعي من المياه يقدر بحوالي 90 مليون متر مكعب، في حين أن الاستهلاك المنزلي والصناعي يصل إلى 110 مليون متر مكعب".