فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأستاذ زياد النخالة، إن كل محاولات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للسيطرة على سلاح المقاومة في قطاع غزة، ليس إلا مضيعة للوقت، لن يكتب لها النجاح، موضحًا أن حوارات المصالحة بين حركتي حماس وفتح غلب عليها سمة الهروب من مواجهة الحقيقة.
وقال النخالة في مقابلة مع صحيفة الاستقلال المحلية، اليوم الاثنين، إن "السلطة الفلسطينية انتهجت سياسة تأييد الحصار على قطاع غزة منذ الانقسام عام 2007، ولم تتردد في التحريض عليه، واعتباره عملياً خارج إطار الشرعية الفلسطينية". موضحا أن محاولات إنهاء الانقسام فشلت نتيجة تردد السلطة وخشيتها من إسرائيل "لأن إسرائيل تعتبر أن أي اتفاق مع حماس هو تجاوز لاتفاق أوسلو، وخاصة فيما يتعلق بسلاح المقاومة، لذلك الهروب من مواجهة الحقيقة هو السمة الغالبة في كل الحوارات التي تمت حتى الآن".
وأضاف، جوهر موقف السلطة في أي مصالحة هو أن يكون سلاح المقاومة تحت سيطرة السلطة، وهذا لن توافق عليه فصائل المقاومة، لذلك، كل المحاولات هي مضيعة للوقت، ما لم نواجه الحقيقة كما هي، ونطرح الأسئلة الكبيرة، ونضع إجابات واضحة ومحددة لها، حول إسرائيل والموقف منها، حول المقاومة وسلاحها، حول اتفاق أوسلو ونتائجه، وكل ما تبقى هي تفاصيل يمكن التوافق عليها، إن كانت رواتب موظفين، أو الوسائل والطرق التي تدار بها الوزارات، أو غير ذلك".
وبيّن نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي، أن المقاومة ليست في مواجهة مع السلطة، بل هي في معركة كبرى مع إسرائيل "وإذا لم ندرك ذلك سنبقى نراوح في نفس المكان، ونُحمّل بعضنا البعض المسؤولية، ونثأر من بعضنا البعض، ونهرب للتفاصيل الصغيرة، ولا نعالج مشكلتنا الأساسية" بحسب قوله، ومشددا على أن المقاومة ليست في مواجهة مع السلطة، بل في معركة كبرى مع العدو الإسرائيلي، إحدى حلقاتها الإضراب الذي يخوضه الأسرى هذه الأيام في سجون الاحتلال.
وأردف، نحن بحاجة للاتفاق على مشروع سياسي واضح ومحدد ونعمل عليه، وعلى فتح وفصائل م. ت. ف أن تغادر موقفها السابق "إما نحن والتزاماتنا أو لا أحد"، لقد جرت مياه كثيرة منذ اتفاق أوسلو حتى اللحظة وإذا لم يؤخذ هذا بعين الاعتبار لن نتقدم خطوة واحدة للأمام".
رسالة إضراب الأسرى
وحول الإضراب الجماعي الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال، أكد النخالة أن هذا الإضراب هو رسالة هامة للشعب الفلسطيني بضرورة الوحدة، وتأكيد واضح على أن معركتنا مع العدو الصهيوني لا تقف عند حدود دفاعنا عن لقمة العيش، وعن الظروف الحياتية، وإنما للمسألة أبعاد أخرى ليس أقلها أن هذا العدو يحاول أن يفقدنا حتى الأمل بالحرية.
وأضاف، وحدة الموقف الفلسطيني، واصطفافنا موحدين خلف أبنائنا في معركتهم سيكون له دور كبير في انتزاع حقوقهم، وواجب الشعب الفلسطيني في كل مكان، وخاصة في الضفة وقطاع غزة، أن لا يتوقف عن المساندة والتأييد وبأكبر حشود ممكنة، كما يتوجب على الشعب الفلسطيني إشعال نقاط التماس مع العدو حيثما أمكن، وخلق ثورة شعبية حقيقية، وحتى حالة عصيان مدني في الضفة الغربية، وتحويل كل ما هو متاح لدى الشعب الفلسطيني من أجل الانتصار في هذه المعركة المقدسة".
وفيما يتعلق بتحريض رئيس الحكومة الإسرائيلية على الأسرى ومطالبة الرئيس عباس بوقف مخصصاتهم المالية، قال النخالة: تصريحات نتنياهو ليست جديدة، وهذا هو جوهر موقف العدو الإسرائيلي، والهدف منه محاصرة المقاومة، وإيجاد شرخ كبير في وحدة الشعب الفلسطيني، وكذلك إجبار السلطة الفلسطينية على اعتبار الأسرى مجموعة من القتلة والمجرمين، ويجب أن يعاقبوا، بدل أن تحفظ بيوتهم وتُصان كرامتهم". معربا عن اعتقاده بأن السلطة لن تقبل على وقف مخصصات الأسرى أو التنكر لحقوقهم، لأنها تدرك مدى خطورة هذا الأمر ودلالاته، التي ستفقدها آخر ما تبقى لها من شرعية.
اجتماع الوطني
وفيما يتعلق بالحديث عن اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني، أكد النخالة أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي سترفضان هذا الاجتماع، لأن عقده في رام الله، حسب ما يخطط الرئيس محمود عباس، لن يغير شيئا، كونه سيمثل من هم موجودين به أصلاً، ولن يكون ممثلاً لكل الشعب الفلسطيني.
وأضاف، "التفاهمات حول عقد جلسة جديدة للمجلس الوطني، لم تكن تفاهمات جدية، الجميع كان يريد نجاح الاجتماع، ولا يتحمل طرف إفشال اللقاء الذي أتى بعد جهد كبير، الرئيس أبو مازن وافق على الاجتماع كرشوة للمعارضين لإسكاتهم، وبعد ذلك يعقد المجلس بالطريقة التي يريد، الجهاد وحماس سيرفضون هذا الاجتماع، وربما فصائل أخرى، لأنه لن يغير شيئا على أرض الواقع".
وفيما يتعلق باللقاء المرتقب بين الرئيس عباس وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال النخالة، إن السلطة تعول على هذا اللقاء وتعتبره "إنجازاً"، في ظل انعدام خياراتها، "وهي تعرف أكثر من غيرها أن لا فائدة منه". مضيفاً أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة منحازة لـ"إسرائيل" ومن الغباء التعويل عليها.
الشعب بديل السلطة
وردا على سؤال، ما هو البديل للسلطة القائمة، أجاب نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: البديل للسلطة أو غير السلطة، هو العودة للشعب الفلسطيني وقواه السياسية، وخاصة بعد المسيرة الطويلة من المفاوضات التي لم توصل لشيء، إلا تكريس الاستيطان وضياع الأرض، وأن نعيد صياغة مشروعنا الوطني من جديد، ونفهم أن الصراع مع العدو الصهيوني يحتاج لإعادة ترميم المشروع الوطني إن لم يكن إعادة بنائه من جديد، الجميع يتحمل المسؤولية، ولكن السلطة بما أنها الجهة التي تتصدر الشرعية الفلسطينية أمام العالم، يقع على عاتقها المسؤولية الأكبر".
وانتقد النخالة، ما سماه "جهود السلطة الفلسطينية في إجهاض انتفاضة القدس" التي وصفها بأنها "ولدت في ظروف فلسطينية سيئة، ولم يتوفر عليها إجماع وطني"، مشدا على أن مشاركة حركة فتح في هذه الانتفاضة هو ضمانة أساسية لاستمرارها.
هل تنفجر غزّة؟
كما توقّع النخالة كسر وقف إطلاق النار على حدود قطاع غزة في أي وقت، لعدم وجود ضمانات جدية لاستمرار اتفاق وقف النار، وبسبب التهديد الإسرائيلي المستمر للقطاع.
وأضاف، "قطاع غزة في حالة حرب دائمة، والحصار هو أحد أشكال هذه الحرب، والتهديدات المستمرة التي يطلقها قادة الكيان أيضاً هي عدوان يهدف إلى التهويل وإخافة السكان المدنيين، كل هذا بالتأكيد يجعل إمكانية انفجار الوضع، وشروع إسرائيل بالعدوان أمراً واردا وبنسبه كبيره". داعيا المقاومة إلى الجهوزية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي.
وأكد النخالة على أن اغتيال الشهيد مازن فقها تم بأيدٍ إسرائيلية مباشرة ، واصفاً الاغتيال بأنه جريمة وشكل جديد من العدوان، داعيًا إلى الحذر والانتباه ووضع الإجراءات اللازمة لحماية رجال المقاومة، وأردف بالقول في النهاية نحن سنقوم بما هو واجب لمقاومة الكيان الصهيوني مهما كانت التضحيات.
حماس استعجلت.. لا جدوى من حدود 67
وتعقيبا على الوثيقة الجديدة لحركة حماس، والتي أظهرت فيها قبولها بدولة فلسطينية على حدود 1967، قال النخالة: حماس تعجّلت أمرها، فلم يقدم لنا أحد شيئا لنقبل به أو نرفضه، وإذا كانت لهذه المقاربة التي تقدم بها الأخوة في حماس أي جدوى، فكان الأجدر أن تكون جدوى لمبادرة السلام العربية التي تقدم بها وبشكل رسمي كل العرب مجتمعين، اعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات طبيعية معها، ورفضتها إسرائيل".
العلاقة مع مصر مستقرة
من جانب آخر، وصف النخالة العلاقات بين حركة الجهاد الإسلامي وبين مصر بأنها "مستقرة"، لأن مصر لها أهمية خاصة، لما تمثله من عمق مباشر للشعب الفلسطيني، ولما قدمته من أجل القضية الفلسطينية عبر تاريخها.
وأضاف، نحن في الحقيقة نريد موقفا أكثر وضوحاً تجاه الشعب الفلسطيني، وخاصة قطاع غزة، وأكثر إيجابية من أجل التخفيف من أزمات الحياة والمعاناة المستمرة نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل"، مطالبا مصر بفتح معبر رفح بصورة مستمرة، وخاصة أنه المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة على الخارج".
لقاءات المصالحة.. صفر كبير
وأشار النخالة إلى أن نتيجة اللقاءات والجهود التي بذلت في سبيل إنهاء الانقسام، لم تستند على أساس سياسي واضح ومحدد، ولذلك كانت النتيجة صفر كبير، مضيفا، المبادرة القطرية وغيرها، لن يكون لها جدوى طالما بقينا بعيدين عن جوهر المشكلة، كل الوقت الذي أمضيناه في الحوارات، وأمضته فتح وحماس لوحدهما لن يوصل إلى نتيجة، طالما لم نعالج أصل المشكلة، ونتوافق على برنامج سياسي محدد وواضح، ووسائل تطبيق هذا البرنامج".
وأضاف، أن الجميع يتحدث عن وثيقة الأسرى، مثلاً، والتوافقات التي تحتويها وهي أقصى ما تم التوافق عليه سياسياً بين الفصائل التي وقعت عليها ، ورغم ذلك بقيت الأمور غامضة، وكذلك سيبقى كل شيء غامض مهما بذلنا من جهد، لأننا في الحقيقة كنا عندما نختلف نضع صياغات غامضة، وكل طرف يفسرها كما يريد، وعندما نفترق، كل طرف يفسر بطريقته الخاصة ما تم الاتفاق عليه".
مخيمات لبنان
نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي، تحدث عن حالة التوتر التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في لبنان، والتي تصاعدت خلال الأيام الماضية وتطورت إلى اشتباكات مسلحة أوقعت عددا من الضحايا، ليضيف بالقول: المخيمات الفلسطينية في لبنان وغيرها تقع تحت ظلم كبير، وشعبنا يعاني ظروفا حياتية قاسية، وهذه الظروف دفعت كثيرين للهجرة إلى بلاد الغرب البعيدة عن فلسطين، ومن تبقى منهم يدفع ثمن انتمائه لفلسطين، بخلق حالات متوترة تفتعل إشكالات داخل المخيمات وخارجها".
وأشار إلى أن حركة الجهاد وكافة الفصائل الفلسطينية تسعى من أجل إعادة الهدوء والاستقرار للمخيمات، التي تنشأ فيها إشكاليات بما يضمن استمرار حياة الناس وتوفير الأمن لهم.
ووجه النخالة انتقاداً شديداً لدور الأمم المتحدة التي تحاول التهرب من التزاماتها تجاه المخيمات واللاجئين الفلسطينيين ، وقال الأمم المتحدة مسؤولة عن معاناة شعبنا ، ومحاولات تنصلها من الالتزامات الملقاة على عاتقها لها أبعاد سياسية واضحة وتأتي في سياق التضييق والضغط على الشعب الفلسطيني.