رام الله - خاص قدس الإخبارية: "أي شي يمكن أن يصنع بطلا" بهذه الكلمات ردت العداءة ساندرا جلايطة ذات الواحد والعشرين ربيعا، على المتسابقات العربيات اللائي تعجبن من أداءها وزميلاتها في بطولة الشارقة للسيدات عام 2014، حينما عرفن أن لاعبي القوى في فلسطين لا يتوفر لهم مضمار للسباقات.
وتجري جلايطة في هذه الأيام استعداداتها للمشاركة في بطولة التضامن الإسلامي التي من المقرر أن تستضيف منافساتها العاصمة الأذرية "باكو"، في 12 من شهر أيار المقبل.
التزام تدريبي
في أول محاولة لـ"قدس الإخبارية" للحديث مع جلايطة لإعداد تقرير مفصل عنها اعتذرت اللاعبة لوجود تدريب عليها وهي معروفة بالتزامها المفرط بالتدريب، وبعد محاولة ثانية وافقت جلايطة على اللقاء في وقت فراغها وأكدت في أول حديها أن التدريب على الجري أصبح جزءًا من حياتها، وقالت: "إذا مر يوم ولم أجري فيه تدريبات، أشعر بالنقص" .
وقررت جلايطة تكثيف حصصها التدريبية التي تجريها طيلة أيام الأسبوع عدا الجمعة، وقالت: "أتدرب في الشوارع واستاد المدينة وصعود جبل القرنطل ركضا، ورغم ذلك لا أشعر أني استعد جيدا للبطولة، من الأفضل أن نعسكر خارجا من شهرين إلى ثلاثة".
ولم تتجاوز جلايطة ربيعها العاشر، لما وجدت قدميها تنطلق في سباق بطولة أريحا، الذي أقيم تضامنا مع الأسرى الذين تم اعتقالهم بعد هدم منبى المقاطعة في محافظة أريحا عام 2005، " يومها حصلت على المركز الرابع، وأكدت على أن أكثر ما أسعدها أنها خاضت هذه المنافسة مع متسابقين متمرسين ولديهم إنجازات معروفة في هذه الرياضة.
نحو المنصات العالمية
وقبل ذلك توقفت جلايطة لبرهة عن الحديث، حتى لمعت دمعة في عينيها، عكست تلك الدمعة صورة المدرب يوسف حماد الذي توفاه القدر عام 2009 وهي برفقته في الأردن، وقالت: "كنت اعتبره بمثابة أبي وجنديي المجهول، رحلتي مع الأستاذ يوسف بدأت في زيارة رافقت خلالها بنات عمي إلى نادي بلدنا، النادي الذي أغلق حاليا وكان مهتما بالفروسية، ثم أنزلني مران اختبر فيه قدراتي، ووجد أني امتلك الموهبة والتي يمكن تطويرها، وقال لي: "أنت لازم تكملي ولازم أوصلك إلى المنصات العالمية".
شاركت جلايطة في 55 بطولة محلية، إلى جانب 6 بطولات دولية حصدت خلالها 60 ميدالية و19 كأس ودرعين، تخصص في قلبها من كل هذه البطولات حصة خاصة لمارثون بيت لحم عام 2014 وقالت: "صحيح أني حصلت على المركز الثاني، لكن ما يميز هذا المارثون أنه يقام لأول مرة في فلسطين بمشاركة عربية وعالمية".
ولم تتجاوز الأربعة عشر ربيعا لما قرر المنتخب الأولمبي ضمها إلى صفوفه في عام 2009، لتشارك في العام التالي في بطولة أسياد الصين وكانت أصغر مشاركة في البطولة وتحدثت عن التجربة: "الرهبة كانت حاضرة معي، خاصة أني دخلت ملعبا كبيرا بمساحته وجمهوره، وشاركت قبلها في بطولة غرب آسيا 2008 في الأردن، في سباق 2000 موانع، وحصدت ميداليتين فضية وبرونية".