الأجهزة الأمنية الفلسطينية: شلوم، شركة ايسبرا؟
ايسبرا: شلوم
الأجهزة الأمنية الفلسطينية: بدي أوصي على طلبية قنابل غاز أقوى نوع، وطلبية غاز الفلفل، وشوية قنابل صوت ورصاص مطاطي، وعصي كهرباء.
ايسبرا: كل موجود.. متى نوصله!!
الأجهزة الأمنية الفلسطينية: بدنا نقمع أبو شهيد وناس بدها تحتج في ١٢٣٢٠١٧.
ايسبرا: بيسيدغ بيسيدغ خبيبي، ساعة وبكون كل عندك، والدفع بعدين ما تقلق.
الأجهزة الأمنية الفلسطينية: تسلم حبيبي، بدي غاز قوي.
ايسبرا: جرب هالمرة قنابل غاز 850 r css، اذا ما زبط هالمرة، بنوفرلك قنابل أقوى المرة الجاي.
يركض أبو السعيد بعدما سقط عن كتف أحد المتظاهرين، فها قنبلة غازية من نوع 850 r css تقذف اتجاهه مباشرة، يبحث عن هواء نقي يجمعه برئتيه، إلا أنه خانه أيضا، فكل الهواء بات غاز الآن.
العناصر الأمنية تتقدم نحو الوقفة السلمية، وهي تتطرق على دروعها وتعلن بدء الاشتباك بأدوات قمعية من صناعة شركة ايسبرا الإسرائيلية والتي ذكرت على مواقعها أنها تصنع "أجهزة غير قاتلة لمكافحة الشغب، وإدارة الحشود".
هو ذات السلاح القاذف للقنابل الغازية الذي رأيته بالأمس بيد أحد قوات الاحتلال في مواجهات اشتدت، يقترب العنصر غير المدرب تماما، يطلق قنبلة غازية تجاه الجموع، ليخطأ الهدف وتسقط القنبلة بين العناصر الأخرى وتخنقهم.
يقترب آخر متباهيا بعلبة غاز الفلفل من صناعة ذات الشركة الإسرائيلية، يرش بعيون المتظاهرات مباشرة، ويخطأ الهدف كما زميله، ويرش العناصر حوله.
أبو السعيد، ومنذ السادس من آذار، أصبح اسمه أبو الشهيد، وتحديدا أصبح اسمه أبو الشهيد باسل الأعرج، ورغم وجعه على فراق نجله الفدائي إلا أنه يمشي رافعًا الرأس، يربت على أكتاف من حوله، ويدفعهم ليقفوا مجددا.
تقدم أبو الشهيد من جديد، وقد مسح دمعة تجرأت قنابل الغاز الخانقة أن تنزلها على خديه، ولأن الحاضرين لا يريدون رؤيته إلا مرفوعا، فقد رفعوه مجددا، صرخ، "باسل عاش ومات وهو يسعى لتحقيق المصالحة الوطنية".
استمر بخاطبه لدقيقتين تقريبا ضمن تظاهرة سلمية رفضا لمحاكمة المحاكم الفلسطينية نجله الشهيد ورفاقه المعتقلين في سجون الاحتلال.
الآن وجه والد الشهيد، ملامحه، ملابسه، هيئته انطبعت بأذهان الجميع من بينهم عناصر الأجهزة الأمنية الذين وقفوا بخوذاتهم التي تحمي وجوههم خلف دروع من البلاستيك المقوى تتوسطه صورة لقبة الصخرة.
لحظات قليلة، وهجمت العناصر المدججة بالعصي على المتظاهرين، العصي تنهال على رؤوس بقيت شامخة، وأبو الشهيد يحاول منع انهيال سيل العصي على المتظاهرين، ليتلقى بجسده عنهم عشرات الضربات.
يسقط أبو الشهيد ويبقى شامخا، والعصي تنهال عليه، والصراخ يعلو بوجوه العناصر الأمنية: أبو الشهيد، أبو الشهيد.. إلا ضباطهم قد أعطوهم الأمر قبل قليل وعلى مسمع الجميع: أغلقوا أذانكم ولا تسمعوهم.
يضربون بحقد، نظراتهم ليست نظراتنا، لا رحمة في وجوههم.. مين أين كل هذا الغضب؟ لماذا هذا الحقد، لماذا؟ أين تلاشت قيمة والد الشهيد الذي تربينا على احترامها؟
عناصر أمنية مدربة بل مروضة تماما على أيدي المؤسسات الشرطية الأمريكية والأوروبية حيث جرى هناك غسيل الأدمغة، وأزيلت فلسطين وتفاصيلها من رؤوس باتت اليوم فارغة، وهل اثبات أكبر من اعتداء على والد الشهيد؟