شبكة قدس الإخبارية

دلالات العروض الإسرائيلية لصفقة تبادل مع المقاومة

٢١٣

 

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: خلال أقل من شهر تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية عن وجود تحركات إسرائيلية حقيقية لإطلاق سرا جنودها الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتي تمكنت من أسرهم خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014.

حكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهتها ترزخ تحت ضغط أسر الجنود الأسرى الذين خرجوا اليوم بتصريح عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية بالقول إن حكومة نتنياهو تعرف كيف تطلق سراح جنودها الأسرى، "وهي التي لم تتقن منذ أسرهم سوى الكذب".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت عن تقديم حكومة الاحتلال عبر وسطاء أجانب عروضا لصفقات تبادل مع المقاومة أولها صفقة تبادل بإطلاق سراح شقيق أحد قادة الجهاز الأمني بكتائب القسام مقابل إطلاق سراح أسيرين إسرائليين تسللا لقطاع غزة عبر الحدود، وعرض ثاني يتعلق بتحسين مستوى المعيشة لأهالي القطاع، وآخرها كشفت عنها كتائب القسام في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية اليوم الأربعاء.

وكشفت الكتائب في تصريح لفضائية “الجزيرة”، عن أنها تلقت العروض الإسرائيلية عبر وسطاء لإجراء صفقة تبادل، لكن الأعداد والصيغة التي قدمها الاحتلال ‘لا ترقى إلى الحد الأدنى من مطالبنا.

وأكد القسام على أنه لا صحة بالمطلق، لما نشرته سلطات الاحتلال عن عرضٍ لإنجاز صفقة تبادل مقابل تسهيلات تجارية.

هذه العروض تكشف عن أن حكومة الاحتلال بدأت تخرج عن صمتها فيما يتعلق بهذه القضية تحت ضغط عائلات جنودها الأسرى الذين لم يقتنعوا منذ إعلان فقدانهم بالرواية التي ساقتها الحكومة والجيش الإسرائيليين حول مصير أبنائهم، كما أن الأيام الأخيرة شهدت تحولا في تصريحات وزراء حكومة الاحتلال من المعروفين بتشددهم المزعوم منذ بداية الأزمة، والذين أكدوا على أن "إسرائيل لن تترك أبناءها، وستبذل كل جهد لإعادتهم لعائلاتهم".

كل هذه التحركات تثير التساؤلات حول دلالات هذه العروض ودلالة التوقيت، وأسباب شروع حكومة الاحتلال بجهود لإطلاق سراح جنودها الأسرى في القطاع في هذا الوقت بالذات، كما تطرح السؤال الأكبر، هل نحن أمام صفقة تبادل وشيكة؟

تقدم بالملف

الخبير بالشؤون الإسرائيلية مدير مركز الدراسات الإقليمية في فلسطين أيمن الرفاتي قال في تدوينة له على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن العروض التي قدمها الاحتلال الإسرائيلي لتبادل الأسرى تشير لوجود تقدم في الملف بشكل فعلي، وهذا يعني أن الملف لن يكون طي التجاهل الاعلامي بعد الآن".

وأضاف، "الحديث الإعلامي من الاحتلال في قضية الجنود يعطي دلالة على نجاح استراتيجية القسام في إدارة هذا الملف حتى اللحظة، وهو مبشر بأن هذه الاستراتيجية ستفضي لتلبية الاحتلال مطالب المقاومة".

وتابع: "لاشك أن الوقت الحالي ليس مواتي لصفقة جديدة، والمقاومة غير متعجلة والاحتلال يؤخر دفع الثمن فحجم الضغط الداخلي عليه ليس بالمستوى المطلوب، غير أن عامل الوقت يقع في صالح المقاومة وكلما تأخر العدو زادت فرص مكاسب الصفقة".

وأوضح الرفاتي في حديث خاص لـ"قدس الإخبارية"، "إسرائيل لم تستنفذ خياراتها بعد لدفع الثمن ولم تجرب القوة للضغط على المقاومة كما حدث في التجارب السابقة، كما أن الوضع السياسي في دولة الاحتلال حساس وهناك اتهام لنتنياهو بأنه سبب انتفاضة القدس لأنه أفرج عن الأسرى في صفقة وفاء الأحرار وهم قادوا هذه الانتفاضة، وعليه سيكون الثمن السياسي لها باهظ، بالإضافة إلى أن الرأي العام الإسرائيلي غير مهيأ بعد لصفقة تبادل حاليا فالحراك الداخلي من أهالي الجنود ليس بالمستوى المطلوب الذي يضطر الحكومة للتعجيل في إنهاء الملف".

وختم الرفاتي حديث بالقول: "كلما زاد الوقت زاد الثمن وزاد تمسك المقاومة بمطالبها، في المقابل ستزيد الضغوط الداخلية على الاحتلال مع الوقت ليجد نفسه مضطرا لدفع أي ثمن مقابل إنهاء هذا الملف".

فيديو يحمل مؤشرات

من جهته؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور مأمون أبو عامر: "اعتراف القسام بوجود عرض إسرائيلي يؤكد ان الفيديو الذي نشره القسام في يوم ميلاد شؤول آرون هو جزء من عملية تفاوضية بدات منذ فترة، والدليل الموقف الإسرائيلي الجديد والحراكات المشتعلة الآن لإنجاز هذا الملف".

وأوضح أبو عامر، "الفيديو الذي نشرته الكتائب قبل فترة يحمل مؤشرات على الوضع الذي يعيشه الجنود الأسرى في غزة، وهو إحدى دوافع حكومة الاحتلال للتحرك في اتجاه تقديم عروض للمقاومة".

وأضاف أبو عامر، "في ظل الإعلان عن هذه العروض بعد عودة الوفد الأمني إلى غزة بعد زيارة غير معلنة لمصر، يشير إلى أن مصر هي بوابة التفاوض الحالية بين إسرائيل وحماس".

وكانت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في غزة عن تمكنها من أسر الجندي "آرون شاؤول" خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، واعترف جيش الاحتلال بعد عدة أيام، أن أحد ضباط القوات البرية التي كانت تنفذ عمليات داخل حدود قطاع غزة إبان الحرب قد فقد الاتصال به، ولا يعرف حتى الآن مصيره.

وفي صيف العام 2015 اعترف جيش الاحتلال بفقدانه أحد الإسرائيليين من أصول أثيوبية ويدعى "أبراهام منغستو" بعد تسلله للقطاع، كما أعلن عن فقدان الجندي هشام السيد بعد تجاوزه الحدود مع قطاع غزة بداية العام الماضي 2016.

وتشترط حماس الإفراج عن جميع الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط قبيل أن تفتح ملف أي صفقة جديدة.