غزّة- خاص قُدس الإخبارية: أثارت التغيرات في جدول الكهرباء في قطاع غزّة شكاوى وانتقادات الأهالي، خاصة بعدما أصبحت ساعات الوصل 3-4 ساعات يوميًا فقط، بينما تستمر ساعات القطع لأكثر من 20 ساعة يوميًا، وسط تصريحات تشير إلى أنه لا بوادر قريبة لحل الأزمة
ويعاني قطاع غزة منذ سنوات عديدة من أزمة كهرباء متواصلة، تارة بسبب نقص الوقود الخاص بتشغيل محطة توليد الكهرباء، وأخرى بسبب ضريبة البلو، وأخيراً بسبب زيادة الأحمال على الشبكة في فصل الشتاء، غير أن أزمة الكهرباء بالقطاع اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية، لتصل إلى ساعتين أو ثلاث فقط خلال اليوم الواحد، في ظل انعدام أي بادرة لتخفيف الأزمة قريبًا.
الأهالي ورواد مواقع التواصل الإجتماعي أعلنوا غضبهم هذه المرّة، مؤكدين أن الحال السابق كان صعبًا، أما الوضع الحالي فهو الأصعب على الإطلاق، حيث توقفت أشغالهم وأعمالهم كما تزداد معاناة الطلبة في فترة تقديم الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الحالي.
شكاوى كثيرة أعلنها الأهالي في قطاع غزة، ترافقت مع اللعنات المصاحبة لشركة توزيع الكهرباء بعيدًا عن التفكير المنطقي بالمسبب الحقيقي، إلا أن كل ما يهم المواطن أن يصله التيار الكهربائي لإنجاز أمور حياته وأعماله اليومية دون عوائق.
"كنّا نقول مستاءين لأنها بتيجي 8 ساعات، تخيلوا إنها صارت تيجي ساعتين باليوم" تقول السيدة أُلفت مرتجى وهي أم لـ 6 أبناء غالبيتهم في المراحل الابتدائية ويتقدمون للامتحانات النهائية، ويواجهون صعوبة كبيرة في الدراسة بدون كهرباء، حيث تبدو ساعات الغروب شعارًا لوقف استكمال دراستهم وهو ما يعني التأثير على حفظهم وتقديمهم.
أما الشابة هبة العمصي، فتقول إننا دائمًا ما كنّا غير راضين على جدول الكهرباء وتوزيعه في غزة لكننا كنا مجبرين على السكوت والقبول بالحالة الراهنة، إلا أن التلاعب بالجدول لمرات أخرى وتقليص ساعات الوصل أصبح لا يطاق، مضيفة "الجدول القديم كان نصف العمى، أما الآن فهو العمى كلّه" تصديقًا للمثل القائل "نصف العمى ولا العمى كله"
تصريحات رسميّة ولا أفق!
بدورها، قالت شركة توزيع الكهرباء لمحافظات قطاع غزة "إن أزمة الكهرباء تزداد سوءًا وتشهد تطورات سلبية، نظرًا لاستمرار فصل الخطوط المغذية للقطاع، مؤكدة أنه لا يوجد تحسن بالأفق من شأنه تحسين جدول الوصل للمواطنين".
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في الشركة طارق لبّد، الأربعاء، "إن خط البحر المغذي لغزة من الجانب الإسرائيلي تعطل مرتين منذ أمس، ولا زال متعطلاً"، مضيفًا أن الأحمال الزائدة وانقطاع الخطوط الخارجية المغذية للقطاع، بالإضافة لتعطل المحولات الداخلية، تتسبب بزيادة الأزمة سوءًا، لافتًا إلى قلة الجباية من الأهالي لا تكفي لسداد مبالغ أكبر لشراء الوقود وغيره".
وأشار إلى منع سلطات الاحتلال لإدخال معدات الصيانة الخاصة بالشركة، معتبرًا أن هذا سببًا يضاف إلى العوامل المسببة للأزمة سابقة الذكر، مشيرًا إلى أن الأحمال كبيرة جدًا وتصل إلى 600 ميجا واط مع شدة البرودة، فيما كمية الطاقة الكهربائية لا تتعدى 185 ميجا وات، أي 25% فقط من الاحتياج.
وحول الأيام المقبلة، قال "حالياً لا نستطيع أن نقدم إلا 25% من احتياجات قطاع غزة من الكهرباء، نظراً لزيادة الأحمال بشكل كبير جداً، حيث تصل الأحمال إلى 600 ميجا واط، وكمية الطاقة الكهربائية المنتجة لا تتعدى 185 ميجا وات"، مضيفًا "لا جدول مستقراً للكهرباء بغزة حتى اللحظة، واستقرار الخطوط المغذية وتخفيف الأحمال من شأنه أن يسهم في استقرار الجدول.
غضب فيسبوكي ودعوات لثورة




في المقابل، فان عددًا من النشطاء قرروا الخروج من ساحات الغضب الالكتروني والانتقال إلى الاحتجاج على الأرض، وابتدأوا بخطوات عبر عريضة يوقع عليها المشاركون احتجاجًا على قطع الكهرباء التي وصلت إلى ساعتين أول اقل في بعض المناطق.
أخيرًا، فان ما تم تأكيده أنه لا بوادر لحل الأزمة على الأقل في الوقت الحالي، بينما لا يزال يختلف الغزّيون على ساعات وصل التيار فيقول أحدهم أنها زارته 4 ساعات خلال اليومين، ويعارضه أخر بأنه لم يتحصل على نصفهم، بينما يقسم شابٌ ثالث أن الكهرباء أتتهم ثُلث ساعة فقط!، فكم ساعة تأتيك الكهرباء في منطقتك؟